أكرم القصاص - علا الشافعي

صالح المسعودى يكتب: حكايات مصرية

الإثنين، 23 مارس 2015 06:13 م
صالح المسعودى يكتب: حكايات مصرية ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس عجيبا أن تكون مصر بحق "أم الدنيا"، ففيها بدأت الحياة ومنها أطعم العالم قديما فقول الله عز وجل على لسان يوسف عليه السلام "اجعلنى على خزائن الأرض"، لم يكن بالقول الهين بل هى الحقيقة الثابتة وهنا لم يقل اجعلنى على خزائن مصر التى سبق ذكرها فى نفس السورة فهذا دليل أن مصر كانت ومازالت أم الدنيا.

أقول ما سبق لأننى قررت أن أكتب مشاهداتى فى أسفارى المتواصلة فى مصر المحروسة حيث جبت مصر من حضرها لبيدائها ومن ريفها إلى جبالها وخلصت إلى أن مصر أجمل بكثير من مجرد وصفها بكلمات والتنقل فيها والتعرف على أبناء الأصول من أبنائها ( وهم السواد الأعظم من الشعب ) شىء يشرح الصدر ويسعد القلب، وهنا كان لزاما أن أقص عليك عزيزى القارئ المحترم بعض تلك المشاهدات التى أعجبتنى وسجلتها مذكراتى البسيطة.

(مصر لسه بخير) هكذا ارتفع صوتى وأنا أردد تلك الكلمات، وأكاد أحلق مع طيور السماء عندما تعرضت لهذا الموقف الغريب بالنسبة لى، حيث أجبرتنى الظروف أن أبيت فى إحدى رحلاتى فى إحدى قرى محافظة ( كفر الشيخ ) عند أحد معارفى ولكننى طلبت من هذا الصديق أن أصحبه فى تنزه على شط فرع رشيد الذى يفيض بمياه النيل الخالد، وأثناء مرورى وإياه.

لاحظت صوت (قراءة قرآن) يخرج من (تسجيل) موضوع أمام أحد المنازل بالقرية فاستأذن صديقى لدقائق قليلة، وذهب باتجاه ذلك البيت وبقيت أنا أتمتع بالنظر إلى المناظر الخلابة، حيث ميل الشمس للغروب ومرور أشعتها يعطى الماء بريقاً يخطف الأبصار فى لوحة فنية فريدة.

ثم ما لبث صديقى أن جاءنى معتذرا عن التأخير فقلت له (شكر الله سعيك) قال لى (غفر الله ذنبك)، ولكن على أى شىء؟ قلت له ألم تؤدِ واجب العزاء؟ قال لى ليس هناك واجب عزاء فقلت له إذن ما قصة هذا البيت الذى يصدر منه قراءة القرآن؟ فيقول بابتسامة لطيفة هذا هو (سلو بلدنا) عندما يتعرض أحد أفراد القرية لضائقة مالية يصنع هذا الصنيع.

فبدون أن يطلب من أحد مساعدة يبادر الجميع بوضع مبلغ مالى فى (ظرف) ثم يكتب اسمه عليه ويضعه فى صندوق معد لذلك وعلى صاحب البيت أن يقوم فى نهاية المطاف بفتح الصندوق وتسجيل أسماء من ساهم والمبلغ الذى ساهم به كل فرد حتى يتسنى له ردها فى مثل هذه الظروف.

ويسترسل صديقى فى الحديث بقوله هذا النظام يجعل المحتاج مستورا بيننا فلا شكوى تأخذ من حياء وجهه ولا كلمة صد تؤثر فى نفسيته، ولكن هو التكافل بمعانيه الراقية وبأسلوب ريفى جميل، ولكن عليه أن يعد نفسه لرد تلك المبالغ التى أصبحت دين عليه فهناك مثل فى صعيد مصر يقول (اللى يأكل حمام الناس يعمله براجه).

صحيح (كان الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه) تكافل بغلاف مصرى منمق بعبق تاريخ مشرف لهذا الوطن الغالى فهل يا تُرى بإمكاننا أن ننمى تلك العادات الجميلة وخاصة فى أيامنا هذه التى تحتاج منا التكاتف لتمر بلادنا من عنق الزجاجة وتعود لسابق عهدها قائدا للأمة وللمنطقة بأكملها.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر حلمي

مصر شريان الحياه

عدد الردود 0

بواسطة:

مشهور

مصر دايم فيها الخير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة