أكرم القصاص - علا الشافعي

محاضرة بـ"ثقافة سوهاج": دور الإعلام يتعاظم أثناء الأزمات وبالنقد البناء

السبت، 14 مارس 2015 02:57 م
محاضرة بـ"ثقافة سوهاج": دور الإعلام يتعاظم أثناء الأزمات وبالنقد البناء د.صابر حارص
كتب عبده ذكى - عمرو خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظمت مديرية ثقافة سوهاج اليوم، محاضرة للمدارس الإعدادية عن دور الإعلام فى النهوض بالدولة، تحدث فيها الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام ورئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج.

وأوضح حارص أن الإعلام فى الوقت الراهن لم يعد مجرد أداة أو وسيلة لدعم الدولة أو دعم حزب أو جماعات مصالح أو حتى قوى عظمى ولكنه أصبح شريكاً لا غنى عنه لهؤلاء جميعاً، لافتاً إلى أنه لم يعد بمقدور أى دولة أو مؤسسة تحقيق أهدافها بعيداً عن شراكة الإعلام سواء فى الحرب أو السلم أو أثناء الأزمات والكوارث.

وأضاف أستاذ الإعلام أن الدولة هنا تعنى الصالح العام الذى يضم الشعب المصرى الذى يعيش على بقعة جغرافية تمثل حدود مصر ويدير شئونها نظام سياسى عبر سلطات ومؤسسات.

وأكد حارص أن دور الإعلام يتجه فى جانب منه إلى مساندة النظام السياسى ومؤسسات الدولة على إشباع احتياجات الشعب المادية والمعنوية عبر طرح الرؤى والخطط ونتائج البحوث التى يقوم بها خبراء ومتخصصون لتبصير الدولة ومؤسساتها بسبل وآليات توفير احتياجات الشعب وتنمية المجتمع والنهوض بالدولة والحفاظ على كرامتها وكرامة المواطنين وشعورهم بالفخر والانتماء.

وأضاف رئيس وحدة بحوث الرأى العام أن جانباً آخر من أدوار الإعلام يتجه إلى مراقبة النظام السياسى ومؤسسات الدولة ومسئوليها وكذلك مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، والكشف عن جوانب القصور والفساد والسلبيات بأسلوب بناء يتيح محاسبة المقصرين والفاسدين دون أى محاولات لهدم الدولة ومؤسساتها، لافتاً حارص إلى أهمية الفارق بين الدولة ومؤسساتها التى يجب أن يحافظ عليها الجميع ويسهم فى تقدمها وبين شخصيات أو مسئولين ينتمون إلى مؤسسات الدولة ونظامها، فالدولة تبقى ويتغير المسئولين.

وأشار حارص إلى دور ثالث أكثر أهمية باتجاه توعية الشعب وتربيته وتنشئته وتعليمه وتوجيهه وإرشاده والمساهمة فى تشكيل شخصياته وعقلياته ووجدانه، ليكون مواطناً صالحاً وبناءً يدعم دولته ويعمل من أجلها ويقدم مصلحتها على مصالحه الخاصة.

وأكد أستاذ الإعلام أن تحقيق هذه الأهداف الثلاثة يتطلب من الإعلام التركيز على نشر القيم العليا والمساهمة فى تحقيقها من جانب الدولة ومؤسساتها ومن جانب المواطنين أيضا، مشيراً إلى أن قيم المواطنة والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص والانتماء والبناء والتسامح والتكاتف وسيادة القانون على الجميع تعتبر من أهم القيم التى يحتاجها المصريون الآن.

وقال حارص إن الإعلام يمكنه النهوض بالدولة فى مواجهتها للإرهاب والتكفير ليس بالسب والقذف واللعن الذى ينتقل إلى الأطفال والشباب ويترك عليهم تأثيرات تربوية سيئة، ولكن بسرد أفكار الإرهابيين والتكفيريين والرد عليها ودحضها وكشف مخاطرها على الناس والدولة وكيفية مواجهتها بشكل شامل أمنياً وثقافياً واجتماعياً ودينياً وحتى تنموياً.

وأضاف رئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج أن دور الإعلام فى التربية بالغ الخطورة، ووضع بقية المؤسسات التربوية فى إرباك شديد وأصابها أحيانا بالإحباط والاستسلام، وأصبح الإعلام أباً ثالثاً فى الأسرة، ومعلماً ثانياً بالمدرسة وواعظا ثانياً بالمسجد، لافتاً إلى خطورة التأثير المركب أو المزدوج الذى ينتقل من الإعلام إلى الأم والمعلم والواعظ ثم إلى الأبناء، خاصة إذا كانت القيم والرسائل سلبية أو متناقضة.

وأبرزت المحاضرة دور الإعلام فى التهيئة للتغيير والإصلاح بأسلوب علمى مخطط وليس بالفوضى والعشوائية وسوء استغلال الحرية، كما حدث بعد ثورة يناير، لافتاً إلى أن الإعلام يمكنه أن يتبنى خطة بعيدة المدى موزعة على حملات إعلامية تتضمن رسائل ومفاهيم جديدة قائمة على أدلة وأطر مرجعية دينية واجتماعية لصالح المجتمع والدولة حتى يقتنع الناس بهذه الأفكار التى تغير قديماً أو تغرس جديداً.

واستعرض حارص دور الإعلام فى دعم الاقتصاد الوطنى ليس فقط أثناء المؤتمر الاقتصادى ولكن بشكل دائم، مُشيراً إلى أهمية إتباع الأسلوب العلمى فى عرض مزايا الاقتصاد المصرى ونقاط قوته وسبل الاستثمار الواعده فيه وحث المواطن المصرى على الادخار وترشيد الاستهلاك وخاصة استهلاك الطاقة وجذب المستثمرين للاستصلاح الزراعى، وتيسير ذلك على الشباب والمصريين الجادين خاصة.

وتحدث حارص عن تعاظم دور الإعلام أثناء الأزمات لافتاً إلى أنه فى كثير من الأمور يتحول الإعلام من معالج للأزمة إلى مشارك فى صنعها أو تفاقمها، بينما يفترض أن يقوم الإعلام بتحديد مظاهر الأزمة وتشخيصها للمجتمع والنظام الحاكم وتحديد أسبابها الرئيسية والفرعية الكامنة والظاهرة المحلية والإقليمية والدولية وكذلك حصر أطرافها وبيان أبعادها وكافة الاتجاهات حولها ثم رصد آثارها وخطورتها، ووضع الحلول المناسبة لتخفيف الأزمة تمهيداً لإنهائها تماماً.

وركز أستاذ الإعلام على دور الإعلام فى تعليم الناس كيفية النقد البناء والتقييم الموضوعى للأنشطة أو للمسئولين والنجوم والأعمال والإنجازات فى مختلف الميادين، لافتاً إلى خطورة النقد الهدام الذى ينتقل من الإعلام إلى الناس وخاصة الأطفال والشباب ويصبح تغييره مستقبلاً أمراً شاقاً، محذراً حارص من إهدار قيمة النقد البناء التى لا يمكن لمجتمع أن ينهض ويتطور إلاّ بها.

وقال حارص إن المجتمع الآن بحاجة ماسة إلى دور الإعلام فى تعزيز الأمن القومى ليس فقط بتناول المخاطر الحدودية وأفكار التكفير والعنف والمؤامرات الإقليمية والدولية ونشاط المجتمع المدنى الممول أجنبياً بأجندات خاصة، ولكن أيضاً بالانفتاح واحترام الآخر والتفريق بين التدين والإرهاب والحفاظ على الثوابت الدينية من محاولات الهدم من الجهلاء والمأجورين الذين خصصت لهم برامج على الفضائيات المصرية.

واقترح رئيس وحدة بحوث الرأى العام فى ختام محاضرته أن يتولى الإعلام وضع أجندة للقضايا والمشكلات والقيم والوظائف والأهداف التى يجب أن يوليها اهتماماً فى المرحلة الحالية ويعمل على تناولها بشكل علمى وبأسلوب بناء خال من التحيز والتعصب الأعمى الذى يزيد الآخر المختلف معه تعصباً وتطرفاً.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة