أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد صلاح العزب

أزمة «احترام»

الأربعاء، 09 ديسمبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما كان الأدب قيمة فى حد ذاته، وقتها «فضلوه على العلم»، وحين قرروا إلغاء وزارة المعارف حولوها إلى «التربية والتعليم»، وكان يحلو لنظّار المدارس التأكيد على فكرة «التربية» قبل «التعليم»، وكان المدرس يحظى بلقب «تربوى»، وكانت المواد الدراسية مسبوقة بكلمة تربية بمناسبة ودون مناسبة فتجد: التربية الدينية، والتربية الفنية، والتربية الرياضية، وتجد التربية النوعية، والتربية الزراعية، والنفسية، وكأن المجتمع كان يطمح إلى أن يكون مجتمعا «مهذبا»، ولذلك كان «يتمحك» فى التربية ويلصقها فى كل شىء.

كل هذا كان قديما، ولكن إذا «جرينا» الشريط بأقصى سرعة، سيتوقف مرغما عند «مفيش صاحب يتصاحب.. ومفيش راجل بقى راجل.. هنتعامل ويتعامل.. طلع سلاحك متكامل».
انس الأدب، وانس التربية، لأن الموضوع كبير ومعقد، وارتد ملابسك وانزل وامش فى شوارع المحروسة، وادخل مؤسساتها وشركاتها ومقاهيها ومطاعمها وسينماتها ومستشفياتها وافتح تليفزيوناتها، وتكلم مع أبنائها، واسأل نفسك: هل تشم رائحة الاحترام؟

لماذا اختفت رائحة الاحترام من الشارع المصرى، لماذا لم يعد الصغير يحترم الكبير أو «المتوسط» أو «الصغير»؟ لماذا لم يعد أحد يحترم أحدا إلا «مجبرا»، لماذا حلت كلمات مثل «بمزاجى» و«ليك شوق فى حاجة؟» و«ملكش فيه» و«اخلع» و«غور» محل «شكرا» و«من فضلك» و«ربنا يخليك» و«تسلم إيدك» و«بعد إذنك»؟

لماذا اختفت مفاهيم مثل: السواقة أدب وحلت محلها كلاكسات مثل «تيت تيت تيت تا تا»، لماذا لم تعد الرياضة «لعب وفن وهندسة وأخلاق» وتحولت إلى «نحتاية وسبوبة وشتيمة وألفاظ وحركات بذيئة»؟
أنا شخصيا مشيت فى شوارع أم الدنيا، و«طرطقت مناخيرى» وبحثت عن رائحة الاحترام، فى المدرسة.. فلم أجد سوى قم للمعلم وفّه «التلطيشا».. كاد المعلم أن يكون «شاويشا»، يقول الأب والأم: بسم الله الرحمن الرحيم، ويذهبون بأولادهم وهم «متربيين» إلى المدرسة، ليعود الطفل تلميذ أولى ابتدائى وهو «يشخر» و«يسب الدين» و«يُسبرس» من السبرسة، هل تكذبنى، وتقول إن هذا لا يحدث فى أولى ابتدائى وأنه يبدأ من «تالتة» أو «رابعة»؟ دعنى أقول لك، حضرتك قديم، المنهج اتغير، والسجائر والشتيمة أصبحت مقررة على طلاب السنوات الأولى من الابتدائى، أما من «تالتة» أو «رابعة» فيبدأ التلاميذ فى تلقى دروس التحرش بنوعيه: «الفردى» والجماعى» مع التطبيق العملى على مدارس البنات المجاورة، وبدءا من «خامسة» يبدأ فى تعلم فنون البلطجة، ويدرس فى كتاب «عطوة فى فنون فتح المطوة»، ولا ينجح فى المرحلة الابتدائية إلا إذا تخطى اختبار «التعليم» على المدرسين ونجح فى أن «يعلّم» على 4 أو 5 مدرسين كحد أدنى، لينطلق إلى مراحل الإعدادية والثانوية ليمارس كل فنون «الشمال» باقتدار.
طالب لا يحترم المدرس، ومدرس لا يحترم مهنته، ودولة لا تحترم العملية التعليمية كلها، ثم تكلمنى عن احترام المستقبل، دعنى أقل لك: يا أخى.. لأه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

البرنس

كله جاى ع المدرس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة