أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

إحنا فى ورطة..«خناقاتنا» على الشكل وليس المضمون

الإثنين، 21 ديسمبر 2015 05:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبعا حضرتك ستقول لى، وما الجديد الذى أضفته أستاذ محمود؟! معروف أننا فى ورطة، الجنيه بـ«عافية» فى مواجهة الدولار، والزياة السكانية تخطت الـ90 مليون مواطن، والمدارس المجانية خرجت من حسابات التعليم، ومستشفيات وزارة الصحة المنتشرة بالمحافظات تحتاج «شوية» أجهزة وأطباء «شطار»، ووسائل النقل الجماعية بحاجة لإحلال وتبديل.

كل هذا صحيح، ولكن مازلنا فى ورطة أكبر، ورطة أن كل النقاشات المسيطرة علينا فى الصحافة والإعلام والرأى العام المصرى، هى نقاشات الشكل لا نقاشات المضمون، راجع معى أرشيف الصحافة المصرية فى الشهر الماضى فقط، ستجد أن انتخابك لقائمة «حب مصر» ورفضك لقائمة «حزب النور» لم يكن أبدا لأن «حب مصر» لديه مشروع حقيقى عن مستقبل التعليم أو الصحة أو المرافق يفوق ما قدمه حزب النور، راجع معى ستكتشف أن «الخناقة» الشهيرة بين سامح سيف الليزل وحسام خير الله، لم تكن لما يحمله كل طرف من فكر سياسى يسعى لتطبيقه فى البرلمان المقبل، بقدر ما كانت خناقة «اللواء والفريق» الثانى يتهم الأول بأنه عميد وليس لواء، والثانى يتهم الأول بأنه لواء وليس فريقا.

حتى اسم رئيس البرلمان المقبل، نقاشاتنا تركزت عن شكله، لا عن مضمونه، عن كونه منتخبا أم معينا لا عما يحمله من فكر سياسى أو طريقة إدارة للجلسات وحسن تصرفه وقت الأزمات ومشروعه لمستقبل الحياة التشريعية فى مصر وطرحه لآليات التعاون مع مجلس الوزراء وقصر الاتحادية.

اهتمامنا بالشكل على حساب المضمون، وصل من «ائتلاف دعم الدولة المصرية» إلى «ائتلاف دعم مصر» بعد الهجوم التى تلقاه الأسبوعين الماضيين، وكأن الهجوم كان بسبب الاسم فقط، وكأن هناك فريقا فى المضمون بين «دعم الدولة المصرية» و«دعم مصر»، تغير فى الشكل وعدد الحروف والكلمات فقط، تغيير بلا أى مضمون حقيقى جديد عن ائتلاف الأغلبية فى برلمان 2015.
أخيرا، واقعة جديدة ولطيفة، تمتعنا أكثر، نائبة بحزب المصريين الأحرار، حضرت مؤتمر ائتلاف دعم الدولة، ووقعت على استمارة العضوية، وعلى الفور، اتخذ الحزب قرارا بفصلها من المكتب السياسى وإحالتها للتحقيق، هل الواقعة تتضمن أى مضمون؟.. للأسف لا، تتضمن مظاهر شكلية فقط، الحزب عاقبها لأنها حضرت مؤتمر دعم الدولة فقط، لا لأنها تؤمن بأية أفكار أو مشروع سياسى للائتلاف ضد أفكار أو مشروع السياسى للحزب، خاصة أن النائبة نفسها تحركاتها من المصريين الأحرار إلى ائتلاف دعم الدولة كانت شكلية أيضا، لأنه قبل انضمامها بيوم للحزب كانت تترشح على انتخابات الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، فإذا كانت تؤمن حقا بأى مشروع سياسى للحزب لما كانت ذهب لدعم الدولة.

يا الله، حتى مناقشاتنا للقوانين المنتظر طرحها فى الـ15 يوم الأولى من عمر البرلمان، هى مناقشات شكلية تتعلق بطريقة المناقشة والموافقة عليها، لا بمضمون القوانين نفسها وما تتضمنه من تعديلات جوهرية تنعكس بالسلب أو بالإيجاب على مستقبل التشريع المصرى.

هل سنستمر فى الورطة؟.. نعم سنستمر، إذا لم تتخل البيئة السياسية من مرض «الشكليات»، إذا لم يكن لدينا نقاش موضوعى حول قضايا التعليم والصحة والمرافق والإسكان، بدلا من «مين قال ومين ما قالش».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة