حازم مطر يكتب: الحضارة الإلكترونية وكلمة لابد منها

الحضارة الإلكترونية تجسد الواقع الثقافى الإلكترونى من المخزون والذاكرة الإلكترونية متمثلة فى الأرشيف الإلكترونى الذى يحتوى فى مجمله على رأس المال الفكرى الذى يدون يوميا بل فى اللحظة الواحدة تسجل ملايين الأعمال الإلكترونية من تعاملات ومشاهدات ورصد وبحث ومراسلات حيث أصبح لكل مجال موقع أو مدونة أو وسيلة إلكترونية مختلفة، حيث تسيطر مواقع التواصل الاجتماعى على العلاقات الاجتماعية بالإضافة إلى الوسائل الإلكترونية الأخرى من هاتف وغيره، ولا نستطيع اليوم الاستغناء عن التكنولوجيا الحديثة وبدونها تستحيل الحياة.

لكن لكل حضارة فترة او فترات من الزمن كما عهدنا بالتاريخ وتلاشت الحضارات القديمة التى كانت وقتها تسيطر بشكل أو بآخر ولا يمكن العيش بدونها، ومع مرور الوقت وتغير وتغيير وتطور وتطوير ونمو وتنمية أصبح الأمر مختلفا تماما، لتختفى حضارة وتأتى حضارة أخرى. والسؤال الذى يتبادر إلى الأذهان الآن: ما البديل؟ وهل استشرف العلماء التكيف والتأقلم مع ذلك البديل غير المعلوم؟ ومن هنا تعقد الأمر ليصبح شبه مستحيل، ولكن التوقعات تكون مرحلية مهما بلغت من الوقت وليست مضمونة بشكل كامل مثل الدراسات البحثية العلمية. الماضى يستلزم بالفعل المراجعة للتعلم منه والاستفادة من تجاربه وعلى نفس الاتجاه لابد من الاهتمام بالحاضر ومواجهة صعابه ومعوقاته ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للمستقبل وبصفة خاصة عندما يكون غير معلوم وتكون نتائج استشرافه متناقضة، ليست الأمم بحضاراتها القديمة بقدر حاضرها ومستقبلها. وفى نهاية الأمر لا نستطيع وضع نهاية مطلقة أو حتى محتملة لأنه المستقبل الذى يحمل متغيرات متوقعة وأخرى غيبية، والتقدم يقاس بمدى التوقع وفترته ودلائله تستحق الحضارة الإلكترونية التفكير وبصفة خاصة أنها ليست حضارة دولة ولا أمة ولا شعب ولا وطن بل حضارة عالم كونى كامل.