أكرم القصاص - علا الشافعي

وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية: دعمنا لمصر خيار استراتيجى لن نتخلى عنه.. التصدى للإرهاب يتطلب القضاء على قادة الفكر التكفيرى للإخوان.. وتحالف الرياض والقاهرة ضرورى لمواجهة محاولات "دق الأسافين"

الأحد، 29 نوفمبر 2015 09:00 م
وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية: دعمنا لمصر خيار استراتيجى لن نتخلى عنه.. التصدى للإرهاب يتطلب القضاء على قادة الفكر التكفيرى للإخوان.. وتحالف الرياض والقاهرة ضرورى لمواجهة محاولات "دق الأسافين" وزير الدولة الامارتية أنور قارقاش
أبو ظبى يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية، على أهمية الدور الذى تقوم به مصر والسعودية لخلق نظام عربى يواجه محاولات بعض الأطراف وعلى رأسها جماعة "الإخوان"، دق إسفين بين العلاقات العربية.

ونفى قرقاش ما تردد عن تخلى الإمارات عن دعم مصر، وقال: "إن خيار دعم مصر فى عودة توازنها هو خيار استراتيجى فلا يمكن التخلى عنه، ومصر اليوم وضعها غير الوضع التى كانت عليه قبل عامين، ولذلك فإن طبيعة الدعم تختلف، لكن الدعم مستمر لكن تتغير طبيعته لأن الوضع المصرى أفضل، ولا أقول أن مصر استعادت توازنها بنسبة 100%، لأن التحدى الاقتصادى لمصر لازال بعيد المدى، لكن مصر خرجت من المرحلة الحرجة ".

وقال قرقاش فى لقاء مع الصحفيين بمناسبة احتفال الإمارات بالعيد الوطنى الـ44 والاختفاء بيوم الشهيد: "فى تقديرنا أن المشهد الإقليمى فى المنطقة لا يزال يمر بمخاض صعب ومعقد، وأن السنوات الصعبة التى رأيناها لا زلنا أمام سنوات شبيهة بها من ناحية التحديات خلال الفترة المقبلة.


القضية الفلسطينية محور اهتمام الامارات


وأشار قرقاش إلى أن الإمارات ترى أن القضية الفلسطينية لا زالت تدور دون آفاق حل، بالعكس نرى أن حظوظ حل الدولتين أصبحت أصعب بفعل الحقائق على الأرض، بالإضافة إلى وجود حكومة يمنية متعنتة، كما نرى أن الأزمة السورية ما زالت مستعرة، ونحن على قناعة منذ مدة أن الحل السياسى هو الممكن الوحيد فى سوريا، لأنه لا يمكن لأى طرف أن ينتصر فى هذه الحرب، ومن يخيرنا بين داعش وبشار الأسد فهو خيار كاذب ".

وأضاف للأسف ما نلاحظه فى سوريا هو ما نلاحظه فى العديد من الأزمات فى المنطقة التى تصبح حروب أهلية، ونرى أن العديد من الأصوات العاقلة التى تمثل المجتمع المدنى فى سوريا يتم اختزالها لأن الصوت الموجود هو صوت السلاح فى هذه المنطقة .


وأشار إلى أن "الأزمة الليبية لم تجد حل ونأمل أن تؤدى جهود المبعوث الأممى الجديد إلى الوصول لاتفاق، وهذا هو الخطوه الأولى لحل الأزمة والقضاء على الخلايا الإرهابية ودعم الجيش الوطنى، وكذلك فى العراق فنحن نرى عدم قدرة لدى المجتمع الدولى للتصدى بفاعلية لتحدى التكفيريين المتمثل فى داعش، فإن تصدى المجتمع الدولى لداعش لم يأت بالخطة الفعالة".

وأوضح قرقاش أن العالم العربى يواجه ثلاثة تحديات أساسية، أولها تحدى التطرف والإرهاب، وهو تحدى فى تقييم الإمارات تحدى بعيد المدى ولا نستطيع القضاء عليه خلال ثلاث أو أربع سنوات، لأنه تحدى جيلى، ولا يمكن التصدى له بالأمن فقط لأنه يتطلب أدوات مالية وفكرية وتعديلات فى مناهج التعليم.

وأضاف لا يمكن فقط أن نتابع من يفجر نفسه أو يقتل بل يجب أن نرى الفكر الذى يحرض، وهذا هو التحدى الرئيسى الذى يواجهه العرب، والدين الإسلامى أيضاً، فلا يمكن أن يكون النموذج الذى أمامنا هو الدولة الدينية سواء فى إيران أو الدولة السنية، أنما النموذج الذى نريده هو الدولة الديمقراطية المدنية، لأن توظيف الدين فى السياسة فهو فكر خاطئ يسعى لتطبيق أهداف سياسية ".

الإرهاب على علاقة بالتطرف



وشدد قرقاش على أن الإرهاب له علاقة عضوية بالتطرف، قائلا: "نحن نتصدى لجنود الإرهاب ولا نستهدف قادة الإرهاب الذين يعيشون حياة رغدة وهم ليسوا مستهدفون، لكن الجنود الذين ينفذون الجريمة هم المستهدفون وهذا خطأ، لذلك لابد من عودة ثقافة تحترم تنوع المنطقة واختلافها ووجود أقليات وأكثريات ".

وتابع قرقاش أن التحدى الثانى الذى يواجه العالم العربى يتمثل فى أن الفضاء العربى مخترق من إيران وتركيا، وقال إن "علاقتنا بإيران وتركيا مطلوبة لكن يجب أن تكون على أساس الندية والاحترام وعدم التدخل فى شئوننا، وهنا لابد أن نعالج النظام الإقليمى للعرب الذى يعانى، فنحن نلاحظ اختراق إيرانى كبير ونفوذ عديدة له فى العالم العربى، وهذا الاختراق هو جزء من ظاهرة تفتيت العالم العربى على أسس طائفية ومذهبية"، مشيراً إلى أنه لا يدعو لعودة القومية العربية مرة أخرى، لكن ما يريده وجود نظام عربى معتدل يواجه التدخلات .

وحول التحدى الثالث قال قرقاش أنه يتمثل فى استمرار الفوضى وعدم التوازن، وقال "نحن فى حاجه لبناء وسط عربى للخروج من حاله الفوضى، والوسط العربى يعتمد على العلاقة المهمة الجذريه بين الرياض والقاهرة وتضم الأردن والمغرب والإمارات وأى دولة عربية تريد الخروج من هذه الحالة المأزومة".

وأردف قرقاش أنه بالحديث عن الربيع العربى فأن التعميم بالقول بإنه إيجابى أو سلبى هو تعميم خاطئ وغير دقيق، لأننا إذ تم وضعه فى سياقه الرئيسى سنجد أنه نتيجة لتغير التركيبات السكانية فى العالم العربى، فهناك جيل شباب يبحث عن فرص العمل وهناك مشكلة فى العالم العربى وهى مشكلة هيكلية ضاربة فى الجذور، لافتاً إلى أن الربيع العربى لم يبدأ بدعوة سياسية وإنما بدا بصرخات اجتماعيه لمعالجه اوجاع تضخمت ولم تعالج.

وأكد قرقاش أن المشكلة تكمن فى أن تيارات الإسلام السياسى قفزت على الربيع العربى، وقال: "رأينا ذلك فى ميدان التحرير حينما ألقى يوسف القرضاوى كلمته فى الميدان وقام الكثير من متابعيه بأبعاد الشباب عن المنصة، وهنا رأينا انتقال سينمائى للربيع العربى"، لافتا إلى أن المشكلة الثانية تكمن فى القراءة الخاطئة من جانب الغرب للربيع العربى .

وتحدث قرقاش عن الوضع فى اليمن، وقال إن "التدخل العسكرى من جانب قوات التحالف العربى لم يكن قراراً سهلا وإنما كان صعبا لأن اليمن دولة معقدة ولم تكن مستقرة، وبالتالى شهدت الكثير من الأزمات، ورأينا وقتها التدخل الإيرانى فى اليمن، وإنفاقها للملايين كما فعلت مع حزب الله فى لبنان حينما اعتمدت له مليار دولار سنوياً، لذلك أتى التحالف العربى بأهداف محددة على رأسها العودة للشرعية.

وتابع قائلا: "حققنا معظم أهدافنا، ومنها عودة الحكومة اليمنية الشرعية، فهى الآن لا تقيم بأحد فنادق الرياض وإنما فى مدينة عدن اليمنية فالحكومة لم تعد فى المنفى، وهدفنا أيضاً هو استمرارية عملية السلام بناء على القرارات الدولية والمبادرة الخليجية"، مشيراً إلى النقاشات التى ستتم فى سويسرا خلال شهر ديسمبر بين اليمنيين ستكون مبنية على القرار الأممى 2216.


التدخل العربى فى اليمن رسالة قوية لإيران



ويرى قرقاش أن التدخل العربى فى اليمن أرسل برسالة قوية لإيران بأن العرب سئموا من تدخلاتها وأن العرب سيأخذون موقفاً تجاهها، نافياً فى الوقت ذاته التقارير التى تحدثت عن الاستعانة بقوات كولومبية فى اليمن، وقال: "ليست هناك قوات غير عربية تحارب أو ستحارب فى اليمن ".

وعن علاقات إيران بالخليج وتحديداً الإمارات قال قرقاش " إيران دولة جارة إقليمية مهمة جداً، ونريد قلب الصفحة وأن تكون علاقاتنا معها مبنية على أحترام السيادة ، وهذه هى العلاقة الطبيعية التى يجب أن تكون بين الدول، لكن الإشارات التى نحصل عليها من إيران ليست إيجابية فهى مستمرة فى اللعب بالسياسة العربية، ونحن نقول لها أنها طالما مستمرة فى سياستها فأن علاقاتنا ستكون معقدة ".

وحول رؤيته للوضع العربى قال قرقاش إن المطلوب معروف وهو خلق الخروج من الأزمة وهذا عبر إعادة الهيبة للدولة العربية والنظام العربى وإنهاء حالة الفوضى التى تعتريه، لأن حديثنا أسرع من خطواتنا، وهناك مسئولية مصاعفة على الأقطاب، وتحديداً مصر والسعودية، مؤكداً: "نحن نريد من القاهرة والرياض أن يكون هناك جهد مضاعف لخلق هذا النظام، لأن هناك مصالح للعديد من الدول تحاول خلق مشاكل بين أقطاب الاعتدال، فالإخوان المسلمين لهم مصلحة فى دق اسفين بين العلاقات العربية ".

ورداً على سؤال حول إن كانت الإمارات قد تخلت عن برامجها لدعم مصر، قال قرقاش: "إن خيار دعم مصر فى عودة توازنها هو خيار استراتيجى فلا يمكن التخلى عنه، ومصر اليوم وضعها غير الوضع التى كانت عليه قبل عامين، ولذلك فأن طبيعة الدعم تختلف، لكن الدعم مستمر لكن تتغير طبيعته لأن الوضع المصرى أفضل، ولا أقول أن مصر استعادت توازنها بنسبة 100%، لأن التحدى الاقتصادى لمصر لازال بعيد المدى، لكن مصر خرجت من المرحلة الحرجة ".

ورداً على سؤال لـ" اليوم السابع" حول حديثه عن ضرورة مواجهة قادة التطرف وأن كان ذلك يشمل الإخوان، قال قرقاش إن الإمارات على قناعة بأنه لابد من وجود مواجهة للإرهاب والتطرف، وأن المواجهه ليست فقط فى استهداف إرهابى فى سيناء أو ليبيا واليمن، وإنما لابد من مواجهة شيوخ "تويتر" ومروجى الفكر التكفيرى، ونحن فى الإمارات حددنا الجماعات الإرهابية واعتبرنا الإخوان المسلمين جزء منها، لان فكرهم يقوم على مبدأ التكفير، كما أن سيد قطب هو المفكر الاساسى لهذا الفكر، وعلى يديه خرج الفكر التكفيرى".

وشدد قرقاش على أن التصدى للإرهاب والتطرف يتطلب تصدى فكرى ومجتمعى وليس فقط مواجهة جنود داعش، وأنما يكون للفكر المتطرف الذى يقود هذه المجموعة ".

وفى سؤال أخر لـ" اليوم السابع" حول رأيه فى الدول العربية التى سمحت لتركيا وإيران بالتدخل فى الفضاء العربى مثل قطر، قال قرقاش " أن الدول العربيه التى تساعد إيران وتركيا هى انعكاس للظرف الموجود، ولابد أن تكون هناك قناعة أكبر بمعسكر الاعتدال العربى وإلا نترك الفضاء مشاع أدى إلى ما هو عليه الآن ".

وحول الوضع فى سوريا قال قرقاش أن أى تدخل فى سوريا يعقد الصورة سواء كان هذا التدخل من سوريا أو من غيرها، لافتا إلى الوضع السورى بحاجة إلى مسار سياسى، مشيرا إلى أن الإمارات مقتنعة بأنه لا أحد يستطيع أن يربح الحرب فى سوريا وأن العملية السياسية مهمة جداً، وقال " لا أحد يريد انهيار الدولة السورية لأنه أن حدث سيكون من الصعب أعادة بنائها، لكننا بحاجة لجهود للتعامل مع تنظيم داعش فى سوريا والعراق، والإمارات ستكون فى أى إطار أو جهود تبذل لمواجهة الإرهاب لأننا نؤمن أن دول المنطقة تحتاج ليكون لها دور فى المواجهة وتتحمل بعض مسئولياتها ".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة