حمدى نصر يكتب: قبل أن يقول المواطن "إحنا عايشين فى صندوق زبالة"

أحرص على متابعة الخدمة الجديدة المفيدة التى قدمها اليوم السابع تحت مسمى "صوت القراء"، وهى بالتأكيد خدمة متعبة ومرهقة لطاقم العمل نحييهم عليها.

وباستقراء آراء القراء التى أصبحت مسموعة ومرئية ومقروءة وجدت أن عددًا كبيرًا منها تحدث عن أكوام الزبالة فى الشوارع والأحياء إلى جانب مشاكل أخرى كثيرة لكن مشكلة الزبالة شهدت أغلبية ساحقة أخشى أن تصل إلى حد الإجماع!!.

وفى تصورى المحدود "اللى على قدى" فإن مسئولية هذه المشكلة تقع على عاتق طرف من ثلاثة وأحيانًا ثلاثتهم: الأول والأهم ثقافة المواطن الذى يستسهل رمى المخلفات فى أى مكان خاصة ذلك الذى يتسلل من منزله بعد منتصف الليل حتى لا يراه أحد وهو يرمى الزبالة فى أماكن سبق وأن حدثت مشادات بسببها مع الجيران وسكان الشارع لذلك فهو يتسلل ليلاً، والطرف الثانى هو عدم أمانة عامل النظافة فى المنطقة والسيارات المستخدمة لجمع الزبالة متهالكة فهى تتكرم بجمعها من مقلب لتوزيعها على شوارع الحى.. أما العنصر الثالث فهو الحكومة التى من المفروض أن تتولى تنظيم هذه الخدمة كما هى فى سائر بلاد العالم.

ولما كنت قد قرأت خبرًا يوم 28 سبتمير الماضى على لسان مصدر مسئول فى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أعلن فيه: إنه تم تركيب ثلاثة ملايين عداد ذكى فى المرحلة الأولى من مشروع التحول إلى العدادات الذكية وأن الوزارة لديها تصور وخريطة طريق تشمل تركيب ما بين 30 و40 مليون عداد ذكى. وإلى أن يتم تركيب العدادات الذكية "خلينا مع العدادات الغبية" التى ستحل محلها العدادات الألمعية، وهذا يعنى أن فى مصر حاليًا 40 مليون عداد كهرباء، وبما أنه يتم تحصيل 7 جنيهات عن كل عداد رسوم نظافة فمعنى ذلك أن حصيلة الخزانة من رسوم النظافة تصل إلى 280 مليون جنية شهريًا أى ثلاثة مليارات و360 مليون جنيه سنويًا فأين ذهبت تلك الملايين منذ تطبيق هذا النظام وتركت أكوام الزبالة فى الشوارع تشوه المكان وتجلب الأمراض.. إننى أتساءل كم سيارة حديثة لجمع الزبالة يمكن شراؤها شهريًا بمبلغ الـ280 مليون جنيه؟ وأين ذهبت أموال الزبالة منذ تطبيق نظام الجمع الجمعى لرسوم الكهرباء والماء والنظافة؟ فهل من مجيب على تساؤلات صوت القراء قبل أن يقولوا: "إحنا عايشين فى صندوق زبالة؟!!!!!.