أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد أيمن يكتب: داوها باللتى هى الداء

الأربعاء، 28 يناير 2015 12:07 م
أحمد أيمن يكتب: داوها باللتى هى الداء ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إننا نمتلك مستقبلًا لا نتحمل فيه التأخر عن ركوب قطار التنمية أمام مشاكل تتعلق بالخدمات ودخل الفرد وعجز الموازنة وضيق ذات اليد المصرية، والحقيقة أننا لو جلسنا لتلخيص ما تملكه مصر من ثروة سنجد أنها لا تملك سوى "ثروة الفرد"، وإن لخصنا مشاكل مصر فسنجدها تتمحور فى فلك الفرد وهنا فإنه لا يحضرنى سوى قول القائل: "داوها بالتى هى الداء".

الحقيقة وأثناء قراءتى لدراسة منشورة بعنوان "الهند.. عوامل النهوض وتحديات الصعود"، وجدت بعض الكلمات التى تمثل عمود ارتكاز لمقالى هذا وهى: "لقد فتح الاستقلال (1947) أبواب أمل جديدة وواعدة نحو المستقبل، وطرح المهاتما غاندى نموذجًا تنمويًا بديلاً للهند حيث كان يحلم بمغزل فى كل بيت هندى. قامت فكرة غاندى على أن الهند يجب أن تنمى قدراتها الصناعية بطريقة تضمن استخدام قوتها العالمية الضخمة لأن تتجه إلى تصنيع عالى التقنية يؤدى إلى الاستغناء عن الأيدى العاملة".

وهنا فإن الهند الحالمة بالتنمية- رغم أنها لم تأخذ خطوات جادة بها إلا بعد مقتل غاندى بعقود- قد رأت أن التنمية يجب أن تنبع من الفرد أولاً وتقديم الدعم له والاستفادة من البيئة المحيطة به لتحقيق الإنتاج.

وهنا فإنى أود أن أقول أن أزمة المعادلة تكمن فى الفرد والحل أيضًا بالفرد، نحن أمام معدل نمو سكانى هائل، ودعونا نفترض أننا قدمنا مشروعات تنموية هائلة، ولكن أى معدل نمو هذا الذى من الممكن أن نحققه فى وقت وجيز لنواجه النمو السكانى فى دولة شارفت من الاقتراب من 100 مليون نسمة.

الفرد إن ظل إن بقى ساكنًا منتظرًا الغيث من أمطار التنمية فسيظل فى وضعه وستتعثر مسيرة التنمية وستتوقف، لقد قرأت عن مشاريع دلتا جديدة وإنشاء عواصم اقتصادية شتى ومشاريع ضخمة أكبر مما نتصور، ولكن فليعذرنى أصحاب تلك المشاريع، أنتم تتحدثون عن مصر بعد 30 عاما قادمة، فكيف سيقضى المواطن تلك المدة، حلول الإعانة الاجتماعية ليست كافية فى ظل وطن محمل بالأعباء والقيود الاقتصادية التى تفرض عليه توجيه جل طاقاته وشحذ هممه لتلك المشاريع "المؤثرة فى نموه الإنسانى".

حان الوقت ليمسك كل مواطن "مغزله الحضارى" و يبدأ العمل فى تنمية نفسه بنفسه والمساهمة فى هذا الاقتصاد وتدعيمه، المواطن المصرى ليس أقل من المواطن الصينى الذى وجد نفسه أمام دولة اشتراكية تقدم له خيارات محدودة فقرر الاتجاه بنفسه وتأسيس عمله وتحديد خياراته بنفسه بل ساهم فى تأسيس اقتصاد دولته.

فى الحقيقة إننى أرفع القبعة للأسر التى تباشر مشاريع منزلية متناهية الصغر تهدف إلى توسيع موارد الأسرة ونشاطها الاقتصادى، نحتاج لأن ننتهج منهج برامج توعوية وعلى مدى واسع وتستهدف الشرائح المتوسطة وتحت المتوسطة لتحقيق التنمية الذاتية لنفسها، نحتاج لأن نسن تشريعات تعترف بهذه الأنشطة وتمدها بالخبرة والمساعدة الفنية علمًا بأن تلك المشاريع تقريبًا لا تقوم على رؤوس أموال بالمعنى المتعارف عليه فهى تستمد تمويلها من الطبيعة والبيئة المحيطة بها، وأظن تقريبا أنه ليس هناك منزل فى مصر لم يوجد به سيدة لم تغزل "التريكو" وغيرها من الأشغال اليدوية، هناك الكثير من الموهوبين الذين نجحوا فى الارتزاق من مواهبهم وكلها أمور يجب أن تنمى وتدعم بشكل أكبر، أيضا تتميز تلك الأنشطة بكونها لا تحتاج لمقر ممارسة ورخص القيمة المالية لمنتجاتها.

المجتمع يجب أن يتعرض لحالة من التعزيز المعنوى، بجب أن يدرك أن التنمية الحقيقية هى تنمية الفرد وتبدأ من الفرد وتستهدف الفرد وتنتهى بالوصول إلى الفرد، على الفرد أن يقدم له قدر كاف من التدريب والتنمية البشرية والذاتية، علينا كشعب أن ندرك أننا لا نملك ثروة نفطية نعيش من قوتها والقاعدة الصناعية والزراعية تحتاج وقتا لتمارس دورها بالشكل المطلوب، أما القاعدة الشعبية موجودة وجاهزة بنسبة كبيرة. علينا أن نسبق قطار التنمية وأن نكون بعده بخطوات وليس العكس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة