أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام كرم الطوخى يكتب: فن قراءة الوجوه والعقول

الثلاثاء، 27 يناير 2015 12:26 م
عصام كرم الطوخى يكتب: فن قراءة الوجوه والعقول صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفظ بقدر من الخصوصية لبعض ما يحدث فى حياتك، حتى تجنب نفسك الكثير من المتاعب التى أنت فى غنى عنها، فخصوصياتك ليست أسرارا عسكرية ولكنها كفيلة للبعض بأن يجعلوا منها وسيلة للتسلية بل والسخرية فيما بعد، فأنت بدون أن تشعر إذا كنت ذا طبيعة خاصة وحساس وتؤثر فيك ردود من حولك ستجد نفسك فى عداء مع الكثيرين والسبب كونك جعلت جزء لا يذكر من حياتك مادة للنقد بل والتدخل فى أمورك الشخصية.

يقول إميل سيوران: " الحاجة إلى الخصوصية علمتنا أن نخفى الوحدة فى داخلنا.. ونحن جميعا تعلمنا أن نكون مع الآخرين وليس معهم فى آن واحد".

لذلك إذا كنت ممن لديهم مناطق معينة ذات خصوصية أو خلفية ثقافية ذات طابع خاص وقد تثير الجدل والقلق بالتحدث عنها وقد لا يستوعب من حولك ما سوف تقوله أو لأنهم ليسوا على قدر معين من الوعى والإدراك للفهم والاستيعاب فحاول أن تجد إجابات مسبقة للمتطفلين والمتلصصين وهواة تجميع المعلومات والاقتحام تستنزف الكثير من طاقاتك اليومية بل قد تعكر الكثير من صفو حياتك لأنك سوف تكون مضطرا للتوضيح لكل من تقابله وهذا فى حد ذاته يدخلك فى متاهة قد يصعب الخروج منها.

يقول سلمان العودة: "التعايش لا يعنى نسيان التميز والخصوصية، ولا أن تتنازل عن رأيك لأنه جزء من شخصيتك.. التعايش هو أن يتخلى الإنسان عن التعصب والاحتقان، فالدعوة والمجادلة بالتى هى أحسن والحوار من معانى التعايش".

الكارثة أن تجد الفضولى بمرور الوقت يتعدى حدود التلصص ويدس أنفه فى خصوصياتك رغما عنك، ويصبح مشاركا وبقوة فى حياتك بدون حدود لأن بداخله رغبة قاتلة للمعرفة والتتبع وللإجابة على تساؤلاته واستفساراته التى تحيره، وإذا واجهته قد يثور ويغضب كونه يسأل بدافع الزمالة والأخوة والصداقة أو الجيرة والعشرة بل يتهمك أنت بالانطوائية وأنك لا تحب التعامل مع الناس وحساس زيادة عن المألوف.

لا تلومن إلا نفسك فأنت من سمحت من البداية بتدخل الآخرين فى خصوصياتك ولم تستشعر الخطر فى كون مع من تتعامل فتركت لهم مساحة للخوض فى ذلك، وهذا لا يدعوك أن تنعزل وتبتعد عن الناس وتغلق أبوابك فى وجه من تتعامل معهم ولكن تعلم فن قراءة الوجوه والعقول بطريقة راقية تتيح لك التعامل والتعايش معهم دون انتهاك الخصوصية الشخصية وذلك لأننا لا غنى عن الناس لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعى.

يقول ديل كارنيجي: "تعلم الاختلاط بجميع أنواع البشر، وواظب على الاحتكاك المستمر بهم، إلى أن تتمهد الأجزاء غير المتساوية من عقلك، وهذا مالا تستطيع أن تفعله إذا كنت فى عزلتك".












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة