أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. حكيم العرب الذى تحدى أمريكا من أجل مصر!

الإثنين، 26 يناير 2015 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن ينسى التاريخ الموقف الشجاع الحاسم الذى اتخذه الراحل الكبير خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة السعودية، حين قال: «سأقف بجوار مصر شعباً وحكومة وقيادة، ولن تتخاذل المملكة السعودية عن مساندة مصر حتى لو وصل الأمر إلى قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية»، هذه الكلمات الخالدة لا يقولها إلا زعيم بحجم وقيمة وقامة هذا الرجل القدوة، الرجل الذى لقبه كل الشعب العربى بحكيم العرب.. هذا القائد جاء فى وقت حرج والأمة العربية تتمزق والخلافات تمتد من بلد لآخر، والمؤامرات تشتد والتقسيم يحتل المرتبة الأولى فى الفكر الغربى الصهيونى.. وهذا الرجل كان فى مواجهة الجميع، لا يعرف الانحناء.. ولا يعرف لغة التشاؤم ولا يعترف بالتنازلات.. عرف الرجل قدر الأمة العربية وعرف أن الفترة الحرجة التى تمر بها الأمة تحتاج إلى مزيد من الحكمة بعيداً عن الانفعالات العنترية التى أبدا ما جلبت على البلاد سوى النكبات والتراجع.. الملك عبدالله تاريخ طويل من الكفاح ضد المستعمر هو رجل يحمل فى قلبه إيمانا وثقة بالله عز وجل ويحمل فى يقينه أن الحق هو المنتصر فى النهاية وفى عينيه رؤية ثاقبة لا تتهاون أبداً ولا تعتل، يرى من خلالها ببصيرة واعية حال الأمة العربية، ويؤمن تماماً أن العرب للعرب قوة وصلابة وأن التشتت العربى هو المنحدر الذى صنعه الاستعمار لتفريق العرب.. ومن هذه الرؤية كانت خططه وتحركاته القوية وفعالياته التى لن ينساها التاريخ.. هذا رجل جلدته المواقف وما من دولة عربية تمد له اليد للمساندة، إلا وسارع ولبى نداءها.. اقتناعاً منه بأن الهدف واحد والخط واحد لا ينحنى ولا ينحدر ولا ينكسر، إلا لو حدث الشتات العربى - لا قدر الله - وحتى أيامه.. كان متأكداً أن هذا لا شتات لن يحدث بإذن الله.. وكل ما يحدث من مشاحنات وافتراقات هنا وهناك ستنتهى وينتصر الشعب العربى.. وتتعالى الإرادة القوية التى عليها يتحمل العرب سنوات المصاعب للوصول إلى حالات الرخاء، الملك عبدالله - رحمة الله - كان يعرف نفسية الدول الغربية، وكان على دراية بألاعيب الصهيونية، وكان يحذر دائماً من القراءة السريعة لقراراتهم ومؤتمراتهم.. ويدرك ما وراء السطور وما بين السطور وما بعد السطور ولهذا كان ببصيرته يعى حجم الخطر العالمى على القوة العربية وعلى دول الشرق الأوسط، وخاصة الدول المحيطة بإسرائيل.. تلك التى لا تسلم من أياديها الأخطبوطية اللزجة والتى نالت من كثير من شعوب المنطقة.. ولهذا سريعا حارب الإرهاب العالمى والإرهاب الداخلى وقرر ألا نستسلم أبداً لمغامرات بعض المرتزقة الذين يعملون لخدمة الصهيونية العالمية، والذين لا يعرفون الدين أبداً ويلعبون ألاعيبهم الحقيرة باسم الإسلام والإسلام منهم برىء.. هؤلاء يتاجرون بالدين الإسلامى ولا يسعون إلا إلى التخريب والتفريق والقتل وكل ما نهى عنه الإسلام، وكل ما حذرنا منه الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. كان قرار الملك عبدالله - المغفور له بإذن الله - فى شأن محاربة الإرهاب مواكباً لقرار رئيس مصر أطال الله عمره الرئيس عبدالفتاح السيسى.. وسريعاً عرفنا حقيقة ما حذرنا منه الزعيمان الملك عبدالله والرئيس السيسى.. وشاهدنا كم الخراب الذى عانى منه أهل العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان.. وتحاول شعوب وقيادات هذه الشعوب رد هذه الجحافل الظالمة.. والكل فى ضميره وفى يقينه وفى عيونه تحذيرات الزعيمين العربيين والكل يدرك أيضاً أننا بحاجة ماسة إلى مراجعة قرارات الزعيمين لكى نسترشد منها ولكى نقاوم ما حيينا عدونا المشترك - الإرهاب اللعين باسم الدين - رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحم الله الرجل الخالد الذى لن ننساه نودعه جسداً فقط.. ولكنه لن يموت روحاً وفكراً وضميراً حياً ونبراسا عربياً وهاديا بحكمته لسياسة المنطقة، الملك عبدالله سيظل أمام عيوننا البطل الجسور والزعيم الجرىء الذى يسجل التاريخ مواقفه بآيات من النور وبمقاطع من الذهب.. رحم الله الملك عبدالله.. ونسأل الله أن يكون جلالة الملك سلمان خير خلف لخير سلف.. يمده الله بالصحة والعافية لمواصلة مسيرة الملك الراحل وسدد الله خطاه والأمة العربية تعيش أصعب أيام حياتها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

مقال جميل ولكن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة