اللواء مجدى الزغبى يكتب: ثورة حكاية

نعم كما قرأتم العنوان فأنا أقصد هذا المعنى بكل تفاصيله وهى ثورة حكاية وليست حكاية ثورة نعم فهى حكاية يتغنى بها الجميع فهى أنشودة مصرية عشناها بكل لحظاتها المفرحة والمؤلمة فهى غنوة رائعة ستظل خالدة فى ذاكرتنا وذاكرة التاريخ فهى قصة سيتوارثها الأجيال ويحكيها أحفادنا لأبنائهم يحكون قصة شعب صمت على الظلم سنين ورفضه فى لحظة.. سيحكى قصة شباب مصر الذى اعتقد الجميع دخوله فى موت إكلينيكى ولكن ثبت أنه نائم مثل الذئب وينتظر اللحظة، فالحدوتة بدأت عندما استهان حاكم بشعبه فخسر كل شىء تاريخه وماضيه ومستقبله ونال براءته بطعم الهزيمة (لعدم كفاية الأدلة) ولكن كل هذا لا يهمنى وكل ما انتظره هو ماذا سيحكى أحفادُنا لأبنائهم سيحكون لهم عن ليالٍ عاشها أجدادهم فى انتظار العدل فلم يجدوه بحثوًا عن الحق فعرفوا أنه ضاع بحثوا عن الحرية فلم يجدوا سوى القمع حتى عندما ثار شباب هذه الأمة حكمها العجائز وعندما وافقوا على الديمقراطية سرقها الإخوان وظلت الثورة تائهة وتتنرنح وتتقاذفها الأرجل كأنها كرة قدم وكانت تنجح فى أوقات كثيرة ولكننا نفاجأ أن من اعتقدنا وفاته ينهض من غيبوبته ويسدد لها اللكمات، ففى اليوم الذى رفض الإخوان الوقوف مع الثورة بعد نجاحها جنوا ثمارها وتسلقوها ووصلوا لقمتها وهى مجلس الشعب ومجلس الشورى وحتى الرئاسة ولكن هذا الشعب يا أولادى ليس هو شعب ما قبل الثورة ولم ينتبهوا لذلك فخسروا كل شىء بس أهم ما خسروه هو هذا الشعب العظيم وقبل أن يفيق الشعب من كبوة الإخوان وجدنا المتربصين ومن اعتقدنا دخولهم فى موت إكلينيكى وهم هذا الحزب اللعين الذى دمر مصر من أيام الملك نفسه وتلون بكل ألوان الطيف ووجدناهم ينتظرون اللحظات المناسبة واتضح لهم فى وهم زائد أن اللحظة حانت وجاء وقت الانقضاض على الفريسة واستغلوا فى انتهازية غريبة وحقيرة كراهية الشعب للإخوان ليعتقدوا أنهم تسللوا لقلوب الشعب ولكنهم أيضًا نسوا وتناسوا أن هذا الشعب لم يعد الشعب الساذج الذى ينتظر العطية والهبة فقد صار صاحب اللعبة بالكامل وفى وسط هؤلاء وتلك تقف قوى ليست أقل تربصًا بمصر والمصريين من هؤلاء إنهم السلفيون وبعض المتأسلمين وكثيرًا من سافكى الدماء الداعشيين يبحثون عن توقيت مناسب للانقضاض ولكنهم هنا يعرفون أنهم أمام شباب وشعب تعلم درس لن ينسوه ولن يفرطوا فى حقهم ولا فى ثورتهم ولا فى وطنهم ولا حتى فى مكتسباتهم.