أعياد ميلاد الوحدة الوطنية على أرض مصر

من حسن طالع الشعب المصرى والعربى أن يحتفل قطبا الأمة فى أسبوع واحد بميلاد سيد الخلق محمد بن عبدالله والسيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام وإذا كان الزمن قد جمعنا على احتفالين لنبيين عظمين فإنه من الضرورى أن يجمعنا على محبه بعضا لبعض خاصة فى مصر المحروسة التى هى فى أشد الحاجة لوحدة قطبى الأمة.

لقد جاءت الأديان لتوحيد الأمم ولكن الفرق والنحل وجماعات التكفير والإرهاب أرادت أن تقول شيئا آخر وحاولت أن تعيد ترتيب الأمة حسب الملة والدين وهو ما أصاب المصريين بصدمة لأننا نؤمن دائما أن قضايا مواجهة الفقر والجهل والمرض هى التى تجمع الأمة ولا تفرقها أما الدين فهو لله، والدليل أننى أطالب مسلمى مصر بما قاله السلطان صلاح الدين عندما سأل قيادات جيشه قائلا عبارته المشهورة: «هل هنأتم أخاكم عيسى بعيد الميلاد المجيد» قاصداً الجندى عيسى العوام الذى قيل فى بعض روايات التاريخ أنه كان من مسيحيى بيت المقدس، وانضم إلى جيش صلاح الدين باعتباره عربياً يدافع عن أرضه حتى ولو كان ضد أبناء ديانته من الغرب، وهو ما حرص المخرج يوسف شاهين على وجوده فى تحفته الرائعة «الناصر صلاح الدين».

وإذا كان أشقاؤنا فى الوطن يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح فإن القرآن الكريم احتفل بميلاد نبى الله عيسى، فالقرآن يعتبر المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، رسول الله وروحه وكلمته، وهو نبى المعجزات، ذكره القرآن فى العديد من السور والآيات تكريماً له، والإيمان به فرض على كل مسلم، ومن ينكر هذا النبى الكريم فقد كفر بالله ورسله، والذى يتأمل القرآن يرى بأنه ينزّه جميع الأنبياء عن الخطأ وبما أن القرآن الكتاب المعجزة فلابد أن نجد فيه النظام والتناسق والإعجاز فى كل شىء. وهذا ما جعلنى أتأمل اسم (عيسى) عليه السلام فى القرآن ودراسة تكرار هذه الكلمة وغيرها مثل كلمة (المسيح) وكلمة (مريم) فكانت المفاجأة أن هذه الأسماء تتكرر بنظام يبهر العقول ويحير القلوب! فعندما نبحث فى القرآن عن كلمة (عيسى) نجدها قد تكررت فى القرآن كله بالضبط (25) مرة، أما كلمة (ابن) فقد تكررت فى القرآن كله (35) مرة، كلمة (مريم) نجدها مكررة فى القرآن (34) مرة هذا هو المسيح عيسى ابن مريم كما جاء فى القرآن الكريم وكل عيد ميلاد وأشقاؤنا الأقباط بخير والسلام على مصر فى السماء والأرض.