أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. فى ذكرى رحيلها الأول: أمى لا تزال تدعو لى وترسم لى الطريق!

الإثنين، 22 سبتمبر 2014 09:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
برغم مرور عام على رحيلها.. فإن روحها الطاهرة لا تزال تحوم حولى.. وتؤكد لى أنه لا يوجد فى الدنيا أبداً، شىء يمكنه أن يعوضنى فقدان الأم، خاصة مع طغيان مشاعر الجحود والنكران بين الناس سواء للقريب أو للبعيد.. غابت كل أشكال الوفاء والحب الحقيقى، فلا نجد أبداً مثل مشاعر الأم التى لا تضاهيها مشاعر أخرى، وبفقدها تأكد لى أن كياناً رئيسياً فى حياتى قد انهار، إلا أن عزائى أن نبضها الدافئ لا يزال يجرى فى دمائى أحس به يقودنى ويمتلك كل مشاعرى، كأن عيونها تبرق أمامى فى كل حين، وتعلمنى وتقودنى وتدعو لى فأنا أعيش بدعواتها لى، دعواتها تعطينى الأمل، فقد كان بكاؤها فى أزماتى ومحنتى بريق الأمل، فما كنت أتوقع أبداً أن بدعواتها المستمرة سأصير على ما أنا فيه الآن.. فقد كنت أسألها دائماً: يا أمى هل أنت راضية عنى؟!.. وتقول بكل وداعة وحنان: أنا راضية عنك من الأرض للسماء.. كم كنت أحب أن أسمع هذه الكلمات وأرددها بداخلى حتى تعطينى روح الأمن والأمان والثقة.. لا تزال أمى التى تحل ذكرى رحيلها غداً.. هى منارة حياتى - أراها لم تمت، أحس بها تلهمنى وتسألنى وتناجى الملائكة من أجلى.. أحس بروحها تجرى وراء خطواتى وتسبح بى نحو أبواب اليقين.
أمى: هل مر بالفعل عام على رحيلك؟!.. كيف لا أتخيل.. بعد رحيل والدى أحسست بالفقد والوحشة، وتعودت ألا يكون لى كبير، ولكن تبقى الأم شيئاً آخر غير أى إنسان.. دفؤها وحنانها وصلاحها وقوتها فى طيبتها. تلك هى البصمة الخالدة التى وهبها الله لى فى كل جزء من تفكيرى بل فى كل كيانى وجسدى وروحى.. وفى كل بقعة أمشى فوقها.. وكأنها لا تريد أن أخطئ أبداً.. هل أصبحت تظننى مثلها، قد تخطت ذلات البشر حين انتقلت إلى سماء لا تعرف الأكاذيب أو الأخطاء، أو الهفوات، تلك أمى دائماً كانت الكيان الوحيد الحقيقى فى عالم كله متاهات ومؤامرات.. وكانت أيضاً الرؤية النقية البيضاء وسط مساحات من الغيوم والرمادية، كانت الشمس تنير وتدفئ ولكنى أقول كانت.. بل أقول ولاتزال.. فهى التى تدعو لى إلى الله سبحانه وتعالى، أن أبقى خلف خطى الحقيقة والحق.. رأيتك يا أمى فى ساحة الخلود.. فإلى أن نتقابل ونلتقى ونتذكر هذه السنوات.. تعود بى الذكرى لأجد أحد الوزراء كان يقول لى وقت محنتى: لا تتخيل كيف كانت أمك تدعولك وأنت فى شدتك.. تبكى لكنها فخورة بك وإحساسها أنك ستكون أحسن رجل فى هذه الدنيا.. كانت واثقة فى الله سبحانه وتعالى وواثقة فى أن دعواتها ستتحقق.. يا الله كيف لهذه السيدة أن تتخلد فى ضميرى هكذا؟!.. كيف تصير الأمل والمستقبل معاً؟!.. شىء غامض يحكم هذا الشكل الغريب وهذه العلاقة المقدسة، فأنا واثق أنها تدعو لى حتى اليوم.. حيث تطلع علىَّ بضوئها المبهر، تلقينى فى دائرة الظلال وبرغم ذلك أجدنى مضيئاً بنورها الأخاذ أقول لها: يا أمى عام مضى ولكن لن أنساك، لأنك معى دائماً.. كأنك لم ترحلى، كأنك لا تبغين أن تتركينى أحار وحدى من بين طوفان هذا العالم الهمجى، ووسط براكين صراعات لا تنتهى، أقول لأمى: يا سيدة البراءة وأنت تتمشين حالياً على العشب الأخضر فى جنة الخلد، لا تتركى دعواتك لى.. أنا بدونها أتوه وسط صحارى وضياع الكون.. يا أمى لا تنسينى لا تسقطينى من أوراق حساباتك، وأنت تحسبيننى من بين أجزائك يا أمى: أنا لا أزال أحبو وسط رمال متحركة، وبرغم عمرى وشبابى لا أحس إلا أننى الصبى النشيط، الذى يسعى لأن ينمو ويكبر ويمسك بأيدى أمه الطاهرة.. فلا تخذلينى ولا تجعلينى أضيع وسط أوهام وسراب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

علی

بارک الله فیکم

اکثر من جمیل و معبر..بس یبقی قلیل فی حق الأم.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة