أكرم القصاص - علا الشافعي

"الحج تطهير للنفوس ومغفرة للذنوب".. أهم الآداب العامة للحاج أو المعتمر.. الإنفاق من الحلال والتصالح مع المتخاصمين.. والتوبة عن المعاصى ووفاء الدين.. وتجنب فعل الْجُهَّال كالمشاتمة والمخاصمة

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014 08:04 ص
"الحج تطهير للنفوس ومغفرة للذنوب".. أهم الآداب العامة للحاج أو المعتمر.. الإنفاق من الحلال والتصالح مع المتخاصمين.. والتوبة عن المعاصى ووفاء الدين.. وتجنب فعل الْجُهَّال كالمشاتمة والمخاصمة حجاج على عرفة - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ المسلمون من كل بقاع الأرض التوجه نحو الأراضى المقدسة، لأداء الركن الخامس من الإسلام وهو حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، ولأداء الحج أو العمرة آداب عامة ذكرتها دار الإفتاء المصرية، منها أنه ينبغى للمسافر للحج أو العمرة أن يبذل بالصدقة والإحسان يديه، ويكف أذاه عن الناس، وأن يطلب رفيقًا صالحًا، موافقًا، راغبًا فى الخيرات.

وقديمًا قالوا: "الرفيقُ قبلَ الطريقِ"، وأعظمُ رفيق وأجَلُّ صاحبٍ فى السفرِ هو الله تعالى، فإن رسول الله كان إذا استوى على راحلته -خارجًا إلى سفر- كَبَّر ثلاثًا، ثم قال: "سبحان الذى سَخَّرَ لنا هذا وما كُنَّا له مُقرِنِين وإنَّا إلى ربنا لمُنقَلِبُون، اللهم إنا نَسأَلُك فى سَفَرِنا هذا البِرَّ والتَّقوى، ومِنَ العَمَلِ ما تَرضى، اللهم هَوِّن علينا سَفَرَنا هذا، وَاطْوِ عَنَّا بُعدَه، اللهم أنتَ الصَّاحِبُ فى السَّفَرِ، والخَلِيفةُ فى الأَهلِ، اللهم إنى أَعُوذُ بكَ مِن وَعثاءِ السَّفرِ وكآبةِ المَنظَرِ، وسُوءِ المُنقَلَبِ فى المالِ والأَهلِ والوَلَدِ"، وإذا رَجَعَ قالهنَّ وزاد فيهِنَ: "آيِبُون تائبُون عابِدُون لرَبِّنا حامِدُون"، ثم إن ربك يرافقك بذِكره، ويحفظك إذا حفظتَه فى نفسك وفكرك وقولك وفعلك، قال تعالى: {فَٱذكُرُونِى أَذكُركُم}. وقال: {وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّى مَعَكُم لَئِن أَقَمتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَيتُمُ ٱلزَّكَوٰةَ وَءَامَنتُم بِرُسُلِى وَعَزَّرتُمُوهُم وَأَقرَضتُمُ ٱللَّهَ قَرضًا حَسَنا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُم سَيِّ‍َٔاتِكُم وَلَأُدخِلَنَّكُم جَنَّٰت تَجرِى مِن تَحتِهَا ٱلأَنهَٰرُ} ثم رفقة الصالحين الصادقين من شيخ معلم يمنحك من ميراث النبى أو من أخٍ يُذَكِّرُك بالله ورسوله، ويأمرك بمعروف، وينهاك عن منكر، ولن تعدم فى الناس خيرًا: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ } ، وقال: {ٱشدُد بِهِۦٓ أَزرِى وَأَشرِكهُ فِى أَمرِى}. وإن تيسر أن يكون الرفيق من العلماء العاملين ليعينك على أفعال الحج ومكارم الأخلاق، ويمنعك من سوء ما يطرأ على المسافر من مساوئ الأخلاق فهو أولى، لقوله الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.

ومن الآداب العامة أيضا أن يحسن إلى رفيقه ما استطاع، حتى يحسن إلى الدواب التى تحمله، فلا يحمل عليها أكثر مما تتحمل، فإن النبى قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شىء، بالإضافة فإن مزح فلا يقولن إلا الحق، فإن الله حرم من الباطل هَزله وجِدَّه".

وعلى الحاج أو المعتمر أن يتحرى أن تكون نفقته حلالًا، ليكون أبلغ فى استجابة دعائه، فإن حج بمال حرام صح حجه فى ظاهر الحكم، لكنه ليس حجًّا مبرورًا، ويكون أكثر كلامه بما يعود عليه بالنفع فى العاجل أو الآجل، وما عدا ذلك فلا خير فيه، وإذا أراد الشخص الحج فعليه أن يتعلم كيفيته، فابدأ بالوعى قبل السعى، وأن يتخلى عن الهوى وحظوظ النفس، ويرُد ما فى ذمته للناس، فلا يسافر قبل أن يقضى كل الحقوق المالية وغيرها التى ظلم بها غيره، ويرد الودائع والأمانات لأهلها.

كما على الحاج أو المعتمر أن يُرْضِى مَن خاصمهم، ويستسمح كل من كان بينه وبينه شحناء فظلمه بشتم أو غيبة، وأن يتوب من جميع المعاصى والمكروهات، وأن يُوَفِّى دَيْنَه الذى أتى وقت سداده، وإن لم يمكنه ذلك فليوكل مَنْ يوفيه، وأن يكتب وصية، وَيُشْهِدَ عليها، وأن يستصحب كتابًا فى المناسك، ويديم مطالعته، ويكرره فى جميع طريقه، وأن يستكثر من الزَّادِ والنَّفَقَةِ، ليتقى به سؤال الناس، ويُوَاسِى منه المحتاجين.

وإذا أراد الخروج من منزله، فليصل ركعتين لله تعالى يقرأ فى الأولى بعد الفاتحة: {قُل يَٰأَيُّهَا ٱلكَٰفِرُونَ} وفى الثانية: {قُل هُوَ ٱللَّهُ أحد}، وأن يقرأ بعد سلامه آية الكرسى وسورة {لِإِيلَٰفِ قُرَيشٍ}، وأن يُرْضِى والِدَيْهِ، ويُودِّعَ أَهْلَهُ وجيرانه وأصدقاءه، وأن يتصدق بشىء عند خروجه، وأن يكثر من الأدعية لنفسه ولغيره، وأن يداوم على الطهارة، وأن يجتنب الإكثار فى المأكل والمشرب، وأن يحرص على فعل المعروف بكل ما يمكنه، فيحمل المنقطع عن رفقته إذا تيسر له، ويَسْقِى الماء عند الحاجة إليه إذا أمكنه، لأن أفضل الصدقات، ما وافق ضرورة أو حاجة.

كما على الحاج أو المعتمر أن يجتنب الشح والمماطلة فى البيع والشراء، ويستحب له أن يتفرغ للنسك، فلا يشتغل بتجارة فى طريقه، وإن كان ذلك جائزًا، لقوله تعالى: {لَيسَ عَلَيكُم جُنَاحٌ أَن تَبتَغُواْ فَضلا مِّن رَّبِّكُم}، وينبغى أن يجتنب ما يفعله الْجُهَّال من المشاتمة والمخاصمة، خصوصًا عند المياه والمواضع الضيقة والزحام، وينبغى أن يستعمل الرفق فى الأمور كلها، وأن يذكر الله تعالى فى كل مجلس جلس فيه، وفى كل مكان نَزَلَ فيه، وينبغى أن يُكْثِرَ من الشهادة والصلاة على النبى فى كل مكان يَنْزِله، ويصلى فيه ما تيسر له فى غير أوقات الكراهة، وينبغى أن يُحَافِظَ على الصلوات الخمس فى أول وقتها مع الجماعة إن أمكنه، فترك صلاة واحدة منها يُفَوِّت عليه الخيرَ الكثير.


موضوعات متعلقة:


مستشار المفتى لـ"آخر النهار": لا تستدينوا لتأدية فريضة الحج












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

يارب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة