أكرم القصاص - علا الشافعي

نورهان الدسوقى تكتب: طفولة مشردة

الإثنين، 01 سبتمبر 2014 10:07 م
نورهان الدسوقى تكتب: طفولة مشردة أطفال شوارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجوههم الشاحبة، عيونهم الزائغة، ملابسهم البالية، ليست فقط هى علامات القهر والذل والحرمان الذى يعيشونه، فحياتهم هى الجحيم بعينه، ورحلتهم اليومية صعبه وقاسية ومهينة، فى كل مكان يعانون من قسوة البشر وظلم المجتمع، كثيرا ما حلموا بحياة هادئة يملؤها العطف والحب والحنان ولكن خذلتهم أسرهم وخذلهم مجتمعهم وتناسى الجميع أن مرحلة الطفولة تتصف بحساسية شديدة لأنها المرحلة التى تتأسس عليها حياة الإنسان.

أطفال ارتضوا الذل والهوان هرباً من واقع قاسٍ مؤلم، منهم من وجد نفسه بلا مأوى وبلا مكان يرحب به سوى الشارع، ولا أذن تسمع له سوى من هم مثله، فهم أطفال يعملون من أجل البقاء بعيدا عن قسوة الأهل أو هربا من بشع الفقر.

ويأتى الطلاق على رأس الأسباب التى أودت بهؤلاء الأطفال إلى التشرد، حيث تزايدت معدلات الطلاق بشكل مُلفت للأنظار فى هذه الآونة، فعند انفصال الأبوين ولجوء كلا منهم للزواج مجدداً (فى الغالب) تتشرد الأطفال ولا يجدوا مكاناً يُرحب بهم سوى الشارع.

كما يُعد الفقر أيضا عاملا مهما فى انتشار هذه الظاهرة، فكثير ما يلجأ بعض الآباء إلى طرد أبنائهم للخروج للشارع رغما عنهم بمجرد فقدانه القدرة على إعالة أسرته.

وتلعب المشاكل الأسرية دورا هاما فى هذه القضية فمن المؤكد أنها تؤثر على نفسية الطفل سلبا وتجعله يبحث عن مكانٍ آخر يجد فيه راحته ويتخلص فيه من هذه المشكلات.

ولعل هذه هى بعض الأسباب وليست كلها ولكنها أهم الأسباب التى أدت إلى ضياع حياة هؤلاء الأطفال المساكين وأودت بحياتهم، فبمجرد انضمام هذا الطفل البرىء إلى أقرانه من الأطفال الذين أنهى القدر حياتهم قبل ابتدائها يتعلم الإدمان والإجرام والسرقة وقطع الطريق والتسول والجهل.

ووفقا لتقرير الأمم المتحدة اتضح أن 66% من أطفال القاهرة والإسكندرية الذين شملهم الاستطلاع يتبادلون بانتظام عقاقير خطيرة، وأن 80% معرضون لخطر العنف البدنى من جانب مُستخدميهم، وأن 70% منهم تسربوا من المدارس، و30% لم يلتحقوا بالمدرسة.

ومن أبشع وأخطر النتائج المترتبة على لجوء الطفل للشارع: شعوره بالعناد والشغب والميول للعدوانية نتيجة الإحباط النفسى الذى يتعرض له من جراء فقدانه الحب داخل أسرته، حيث يتعلم أن العنف هو لغة الحياة.

بالإضافة إلى الاستغلال الجسدى الذى يتعرض له معظم الأطفال، حيث تقوم بعض العصابات باستغلال هؤلاء الأطفال وتشغيلهم بأثمان بخسة لفترات طويل بلا أدنى رحمة ولا مراعاة لطفولتهم.

وتعتبر ظاهرة التسول من أكثر الظواهر انتشاراً ودلالةً على تشرد هؤلاء الأطفال (وما أكثرها الآن..!) فنحن جميعا نرى المتسولون وهم يحاولون كسب عطف الناس من أجل الحصول على النقود، حتى إن بعضهم يدعى الإصابة أو الشلل ويقوم بالتحايل من أجل تحقيق هدفه، حيث يُبدع المتسولون فى ابتكار أساليب جديدة من حين لآخر لجلب عطف الناس بادعاء فقدان النقود والوقوف أمام البنوك وفى محطات المترو والقطارات وطلب مبالغ مالية لاستكمال سفرهم أو قضاء حاجاتهم.

وأخيرا يجب أن تحظى هذه القضية بأولوية اهتمام الجميع بدلا من السعى وراء إنشاء المشروعات المستقبلية، وبدلا من السعى وراء الاستثمار الداخلى والخارجى أو على الأقل بجانبهما والعمل على الإصلاح من شأن هؤلاء الأطفال لأنهم هم جيل المستقبل ومحاولة غرس روح القيم والأخلاق والمبادئ وحب الوطن بداخلهم، ونزع روح العداء والتشرد والعنف كى يصلح حال هذا المجتمع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة