أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود حسين يكتب: الربيع العربى.. للأمام أم للوراء؟

الإثنين، 01 سبتمبر 2014 12:04 م
محمود حسين يكتب: الربيع العربى.. للأمام أم للوراء؟ داعش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتصور فى مخيلتى أحيانا أول شاب سورى جلس أمام مواقع التواصل الاجتماعية، واستجاب لدعوات الثورة والتظاهر ضد الطاغية الحاكم، وأتصور الأحلام التى رسمها فى عقله عندما بدأ التحرك، والتجاعيد بجانب عينيه التى صنعتها الابتسامة الواسعة على وجهه وهو يتخيل أهداف الثورة تتحقق واحدة تلو الأخرى.. مساواة، عدالة، تداول السلطة بانتخابات نزيهة.

وأتصور - وهذا احتمال بعيد - أن ذلك الشاب لا يزال حيا ويجلس أمام ذات الشاشة ليتابع مجريات الأمور فى سوريا ومنطقة الشام ككل، تحديدا تقع عيناه على بعض أخبار جماعة داعش، 300 فتاة سبايا معركة داعش مع الإيزيديين وسعر الفتاة 1000 دولار!، فيديوهات قطع الرؤوس اليومية، الجميع كفار إلا داعش..!

ولكنى أعجز عن تصور ما يجول بخاطره عندما يرى هذا التناقض بين الأهداف والمحققات، فهل يدرك ذلك الشاب أنه وقع فى فخ محكم، أم يظل يحلم بمحاربة الطاغية الحاكم "فى هذه الحالة هو طاغية حاكم آخر" لآخر قطرة من دمه، أم أنه يعلم أن تلك الحرب هى حرب خاسرة لوطنه حتى وإن فاز بها، وإن دماءه ستذهب فى جميع الأحوال هباء وهدرا، أم أنه قد عدل من تفكيره المتطرف ناحية الغرب أو الشرق ليتسق مع إنسانيته التى خلقه الله عليها.

ولا أعلم ما يجول فى فكر هؤلاء ولكنى أعلم ما أره بعينى، إن العراق قد قضى عليها بأيدى الأمريكيين الذين وضح أنهم أنفقوا فى تلك الحرب أكثر مما حسبوا، فقرروا تدمير ما يليها من دول المنطقة بأيدى أبنائها فكان الربيع العربى، ظاهِرُه أهداف نبيلة وناتجة، كما نرى من حولنا فى كل مكان إلا من قرر أن يقف وقفة ليعيد تصحيح الأمور وينجو بأمته وأقصد بذلك مصر، ومصر فقط.

إن السوريين يسعون جاهدين بكل الطرق والسبل لتدمير البقية الباقية من أوطانهم فلا يستجيبون لمؤتمرات سلام ولا مبادرات ولا أى دعوة لوقف الاقتتال، كما الوضع فى ليبيا الكل هناك مبعوث من الله ليطبق شرعه ومن يعارضه هو من الكفار، ويجب قتله ولا وجوب لغير ذلك، فى مؤتمر "بل مؤتمرات" جنيف بالغت المعارضة أثناء المفاوضات فى مطالبها التى لا يطالب بها إلا منتصرا قويا يرغب فى إذلال المهزوم، ولم يبد إلا أنهم لا يريدون سلاما بل يريدون المزيد من الدماء وعن النظام السورى فحدث ولا حرج فقد فعل المثل وأكثر من ذلك فى ميادين الاقتتال، إنهم لا يرون أن الحرب الأهلية التى يخوضونها لا طائل من ورائها ولا فائز فيها إلا داعش وكل مخططات هدم الإسلام والعرب ومن يقفون وراء ذلك من أجهزة استخباراتية نعلمها جميعا يعد إنهاك الجيش السورى بالنسبة لها من أعظم الإنجازات.

فلتتذكر معى الأهداف الحالمة للربيع العربى للحظة ثم تأمل بعدها كل ما حولك من نكبات، ثم اسأل نفسك هل يجب استمرار النفاق والرياء فى الصحف والإعلام وتصوير استمرار الحس الثورى فى قلوب شباب العرب على أنه الحل والخلاص، أم أن الربيع العربى قد أفلس مخلفا أوطانا عربية تدمى، لا اشكك فى نبل اهدافه وإنما اسقط الضوء على المحقق منها والذى هو لا شىء تقريبا مقارنة بما وصلت إليه بلادنا من دمار وخراب، فهل كان الربيع العربى دافعا للأمام أم رجوعا بأمتنا العربية للوراء إلى عصر السبايا وسوق الرقيق؟

فلنهب لنصحح الأوضاع، نلتف حول قيادة حازمة جميعا نؤيدها ونؤازرها بل ونرصد وعودها ونقيمها لنقومها، لنؤجل الكلام الذى لم يتوقف خلال ثلاثة أعوام فى حين توقفت المصانع، فلنكن إيجابيين وندع السلبية والنقد الهدام، فلنتعاون ونقبل الاختلاف، فلنكن بشرا لم يفقدوا إنسانيتهم من أجل الرغبة فى السلطة، وتكالبوا عليها حتى وإن كان كل ما سيبقى من الأرض لممارسة السلطة عليه هو وطن محروق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الناس

نظريه الفوضى الخلاقه + الشرق الاوسط الجديد = الربيع العربي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة