أكرم القصاص - علا الشافعي

الدروس المستفادة من حرب غزة الأخيرة

السبت، 30 أغسطس 2014 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن أحد يتوقع أن ينتهى العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة بهذه الصورة، بعدما حاولت أطراف إقليمية عدة عرقلة المبادرة المصرية والمفاوضات الماراثونية التى استضافتها القاهرة بين الوفدين الإسرائيلى والفلسطينى للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، ومع البدء فى مفاوضات أخرى متعلقة بعملية السلام، لكن استطاعت مصر أن تكتم غضبها من محاولات البعض التقليل من دورها، والدوران حولها لصالح دول أخرى، وتمكنت فى النهاية وبعد جهد مثابرة من التوصل إلى هذا الاتفاق.

ومن رصد من أثير حول هذه المفاوضات نستطيع أن نرصد مجموعة من الدروس علها تكون كاشفة لنا الطريق فى المستقبل، ويعد أهم درس أنه إذا ما اتفق الفلسطينيون فإنهم سيكونون قادرين على تحرير أرضهم من المحتل الإسرائيلى، وهنا يبرز القرار الذكى من جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن بتشكيل وفد موحد للتفاوض غير المباشر مع الجانب الإسرائيلى، وشكل الوفد من فتح وحماس والجهاد وفصائل أخرى، أعطت انطباعا بأننا أمام قرار واحد، وليس قرار فصيل واحد يرغب فى النهاية فى الوصول إلى تحقيق مصالح ضيقة وخاصة به.

الدرس الثانى أن مصر مهما حاول المترصدون بها سواء فى الداخل أو الخارج ستظل هى المفتاح لحل القضية الفلسطينية، بالطبع مصر ليست وحدها فهناك دول عربية أخرى مؤثرة فى الملف الفلسطينى الإسرائيلى، لكن هذه الدول مؤثرة فى وجود القاهرة، لكن حينما يتم استبعادها سيبقى الملف بلا قيمة ولا نتيجة، وهو ما يفسر تراجع حماس من رفض المبادرة المصرية فى البداية والترويج لمبادرة قطرية تركية إلى الحضور إلى القاهرة للمشاركة فى المفاوضات التى استندت لهذه المبادرة وحققت النجاح بناء عليها.

أما الدرس الثالث المهم فهو درس مستقبلى، فالفلسطينيون مقبلون على مؤتمر لإعادة إعمار قطاع غزة، وقد بدأت بعض الفصائل تسابق الزمن لتستفيد من هذا المؤتمر إما بترسيخ قواعدها السياسية والاقتصادية داخل القطاع، أو أن تحقق لأعضائها أرباحا اقتصادية تعوضهم عن حالة الحرب الأخيرة، وهى مواقف بالطبع ستفشل المؤتمر قبل انعقاده، لذلك فإن الفلسطينيين عليهم أن يكرروا ما فعلوه فى مفاوضات القاهرة بأن تتخلى الفصائل عن تطلعاتها الضيقة وتسير فى الركب الفلسطينى الوطنى حتى تصل إلى الهدف الأسمى، وهو تحرير كامل الأراضى الفلسطينية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة