أكرم القصاص - علا الشافعي

الحلقة الثامنة من "ابن بطوطة".. أمير بلبيس يعاقب المارة فى صحرائها ليلاً.. والأمير حسام الدين وضعه الأرمن على مقصلة الخنق.. والملك يستخدم طائفة الإسماعيلية لتصفية أعدائه

السبت، 30 أغسطس 2014 08:23 م
الحلقة الثامنة من "ابن بطوطة".. أمير بلبيس يعاقب المارة فى صحرائها ليلاً.. والأمير حسام الدين وضعه الأرمن على مقصلة الخنق.. والملك يستخدم طائفة الإسماعيلية لتصفية أعدائه الرحالة بن بطوطة
تحررها: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذه الحلقة يروى ابن بطوطة ثلاث حكايات مختلفة، أولها عن أمير بلبيس الذى منع المرور فى صحرائها ليلاً، وكيف عاقب من مر دون إذنه، والأمير حسام الدين الذى أنقذه الله من الخنق بعد وشاية الأرمن، وحكاية الرماة الإسماعيلية الذين يستخدمهم الملك الناصر فى تصفية أعدائه.

أمير بلبيس يعاقب العابرين فى صحرائها ليلاً

روى ابن بطوطة، عند مرروه بمدينة بلبيس بالشرقية حالياً، أن العرب قد أوكل إليهم حفظ طريق الصحراء بتلك المدينة، فإذا جاء الليل أمر الأمير بالمسح على الرمل حتى لا يبقى به أثر، ثم يأتى الأمير صباحاً، فينظر إلى الرمل فإن وجد به أثراً طالب العرب بإحضار صاحب الأثر، فيذهبون فى طلبه، فلا يفوتهم فيأتون به إلى الأمير ويعاقبه بما شاء.

لا يولى أمرها إلا مصرى أو شامى خوفاً من الجواسيس العراقيين
غادر ابن بطوطة بلبيس ووصل إلى الصالحية، وقال: ومنها دخلنا الرمال، ونزلنا منازلها، ووجدنا بكل منزل منها فندق. وهم يسمونه الخان. ينزله المسافرون بدوابهم. وخارج كل خان ساقية للسبيل، ومحل يشترى منها المسافر ما يحتاجه لنفسه ودابته. وبها تؤخذ الزكاة من التجار، وتفتش أمتعتهم، ويبحث عما لديهم أشد البحث. وفيها الدواوين والعمال والكتاب، والمشهود.

ويجمع من الصالحية كل يوم ألف دينار من الذهب. ولا يولى عليها أحد من الشام إلا بموافقة من مصر، احتياطاً على أموال الناس.

الأمير حسام الدين على مقصلة الخنق

شكا الأرمن مرة إلى الملك الناصر من الأمير حسام الدين، وادعوا عليه أموراً لا تليق، فطلب من أمير بحلب أن يخنقه، فلما توجه الأمير لخنقه، سمع ذلك صديقاً له من كبار ألأمراء فدخل على الملك الناصر، وقال: يا خوند إن الأمير حسام الدين هو من خيار الأمراء، ينصح للمسلمين، ويحفظ الطريق،وهو من الشجعان، والأرمن يريدون الفساد فى بلاد المسلمين، فيمنعهم ويقهرهم. وإنما أرادوا إضعاف شوكة المسلمين بقتله، فأمر الملك الناصر، بإطلاق سراحه ورده إلى موضعه وأنفذ أمراً ثانياً بسراحه والخلع عليه ورده لموضعه، ودعا الملك الناصر بريدياً يعرف بالأفوش، وكان لا يبعث إلا فى مهم، أمره بالإسراع والجد فى السير. فسار من مصر إلى حلب فى خمسة أيام، وهى مسيرة شهر. فوجد أمير حلب قد أحضر حسام الدين ووضعه على الموضع الذى يخنق به الناس، فخلصه الله تعالى، وعاد إلى موضعه.

كيف كان الملك الناصر يستخدم طائفة الإسماعيلية لتصفية أعدائه؟

مررت بحصن القدموس، ثم بحصن المينقة، وضبط اسمه بفتح الميم وإسكان الياء وفتح النون والقاف، ثم بحصن العليقة، ثم بحصن مصياف، ثم بحصن الكهف.

هذه الحصون لطائفة يقال لهم: الإسماعيلية، ويقال لهم الفداوية، ولا يدخل عليهم أحد من غيرهم. وهم سهام الملك الناصر، بهم يصيب من يعدو عنه من أعدائه بالعراق وغيرها، ولهم المرتبات. وإذا أراد السلطان أن يبعث أحدهم إلى اغتيال عدو له أعطاه ديته، فإن عاد سليم بعد أن أصاب الضحية المقصودة فالدية له وإن أصيب فهى لولده، ولهم سكاكين مسمومة يضربون بها من بعثوا إلى قتله، وربما لم تصح حيلهم فتم قتلهم كما جرى لهم مع الأمير قراسنقور، فإنه لما هرب إلى العراق بعث إليه الملك الناصر جملة منهم فتم قتلهم ولم يقدروا عليه.




موضوعات متعلقة:


الحلقة السادسة من حكايات ابن بطوطة.. يروى لنا اليوم حكاية أبى يعقوب الدمشقى الذى فشل فى منح السلطان رمانة من بستان يحرسه ونجح فى تحويل أوانى النحاس إلى ذهب









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة