أكرم القصاص - علا الشافعي

سحر رجب تكتب: إيران والإخوان فى اليمن.. مرة أخرى

الجمعة، 29 أغسطس 2014 06:11 ص
سحر رجب تكتب: إيران والإخوان فى اليمن.. مرة أخرى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت هنا من قبل أن مصطلح الحوثى "أنصار الله" أصبح مادة ثرية فى معظم وسائل الإعلام، وإنه خاض عدة حروب مع الجيش اليمنى منذ 2004 حتى الآن وأحرز انتصارات مذهلة فى كل المعارك التى خاضها، ويملك فى شمال اليمن أسلحة توازى ما يملكه الجيش، وهناك تحالف بين جماعة الحوثى والرئيس المعزول على عبد الله صالح يديره من الداخل وتموله إيران من الخارج ، وما يجب التأكيد عليه أن تداعيات سيطرة جماعة الحوثى على منطقة عمران لا تزال تلقى بظلالها على المشهد اليمنى والفاجعة التى ألمت بحزب التجمع اليمنى للإصلاح "الإخوان المسلمين" بسيطرة الحوثى على أهم معقل من معاقله، وسيطرته على اللواء 310 وقتل قائده اللواء القشيبى المقرب من اللواء محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية والقيادى البارز فى جماعة الإخوان.

فالصراع لا يزال مستمرا بين جماعة الحوثى والإخوان المسلمين بعد أن تفجر الوضع مرة أخرى منذ أيام عندما قام تنظيم القاعدة فى اليمن بذبح 14 جنديا من القوات المسلحة "من عمران" التابعين لقبيلة حاشد الحوثى، وهذه العملية تبنتها القاعدة بتسجيل مرئى وأثارت تعاطف معظم اليمنيين، والأكثر من ذلك حملت قبائل حاشد الشمالية مسئولية ذبح جنود عمران للقبائل الجنوبية حضرموت وطالبت التحكيم القبلى فى هذه العملية، ما أدى إلى استهجان القبائل الجنوبية لهذا التهديد من القبائل الشمالية، وحذرت القبائل الجنوبية من جعل الجنوب مسرحا لتصفية النزاعات الطائفية بين القوى المتنفذة فى اليمن، وهناك من يرى أن الجنوب يعتبر فى نظر الشمال الطرف الذى يجب الاستقواء عليه.

وهذا إن دل فإنما يدل على أن حزب التجمع اليمنى للإصلاح لا يختلف عن الحوثيين فكلاهما وجهان لعملة واحدة يتبع منهج العنف والتصفية الجسدية مع خصومه ولا يوجد فى معجمهما مكان لمفردة الحوار.

الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى سبق وإن وصف ما حدث فى عمران بأنه فرض واقع جديد وكشف النوايا الحقيقية لبعض القوى وخروجها عن إجماع الشعب ومخرجات الحوار الوطنى ما يتطلب التعامل بجدية ومسئولية معه، ولفت إلى أن مخرجات الحوار هى الفيصل والمرجعية ولن يُسمح لأية قوى أو جماعات تجاوزها أو فرض إرادتها بالقوة.

فالحوثيون عندما استولوا على عمران استولوا على ممتلكات عامة وخاصة ومقاتليهم «نزلوا فى فنادق المدينة بعد أن أخرجوا نزلاءها منها بالقوة"، فى الوقت الذى تجدد فيه الحكومة اليمنية دعوتها المتكررة - شبه اليومية - لجماعة الحوثى للانسحاب من عمران وتسليم المقرات الحكومية والإيفاء بالتزاماتهم بالانسحاب الكامل من المحافظة وتسليم جميع مقرات ومكاتب الدولة.

ما يلفت هو دور الحركة الشعبية التحررية الانفصالية فى الجنوب "الحراك الجنوبى" من الصراع الدائر بين الحوثيين والجيش اليمنى، حيث تغض القيادات الجنوبية الطرف عما يحدث بين الجيش اليمنى والحوثيين باعتبار أن كل ما يهم الجنوبيين هو الاستقلال واستعادة دولتهم من اليمن الشمالى، وأن ما يحدث فى الشمال لا يعنيهم من قريب أو من بعيد، والبعض يلمح إلى أن الحوثيين إذا نجحوا فى السيطرة على صنعاء ستكون فاتحة أمل للجنوبيين لاسترداد دولتهم المغتصبة من نظام صنعاء منذ 1990- تاريخ الوحدة اليمنية - والواضح أن هناك تلميحات من الحوثيين بهذا الغرض.

فى المشهد اليمنى تظهر إيران بوضوح، فعلاقة قيادات جنوبية مثل على سالم البيض جيدة مع الحوثيين بسبب دعم إيران السخى له، ولقناته الفضائية "عدن لايف" وإقامته فى الضاحية الجنوبية فى لبنان، فضلا عما يتردد عن زيارات لقيادى آخر بارز هو "حسن أحمد باعوم" إلى طهران هو ونجليه فادى وفواز فى منتصف أبريل الماضى.

اللافت أيضا أن الكثيرين من اليمنيين والمتابعين باتوا على يقين من أن الحكومة اليمنية لا تريد أن تنهى التمرد فى اليمن سواء كان قاعدة أو حوثى لأنه يعود عليها بالنفع، حيث وجود هذا التمرد يعنى ورقة ضغط قوية فى يدها تحصل منها على منافع دولية، وفى مقدمتها التعاون الأمريكى فيما يسمَّى بالحرب ضد الإرهاب، والاستفادة من هذه العلاقة فى دعم الحكومة سياسيًّا واقتصاديًّا، والتغاضى عن فتح ملفات حقوق الإنسان والانتهاكات التى يمارسها النظام، كما تسعى أيضا السعودية إلى دعم اليمن سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا لمقاومة المشروع الشيعى للحوثى.

ما يجرى فى اليمن يدفع كثيرين أيضا إلى التحذير من حرب أهلية تطال هذا البلد العربى وتؤثر على وحدته، وخاصة فى ظل استمرار المواجهات وعجز الدولة التام عن القيام بواجباتها تجاه إرساء الأمن والاستقرار وإيجاد حلول لإيقاف تلك المواجهات الدامية التى تحدثها جماعتا القاعدة والحوثى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة