أكرم القصاص - علا الشافعي

الابن العاق قاتل والده بالمرج: "لم أقتله لأنه لم يؤذنى ولم يحرمنى من شىء يومًا".. والأم: "لا أعلم ما الذى حدث بالضبط".. وتحريات المباحث تؤكد تورطهما فى قتل الأب

الخميس، 22 مايو 2014 06:48 م
الابن العاق قاتل والده بالمرج: "لم أقتله لأنه لم يؤذنى ولم يحرمنى من شىء يومًا".. والأم: "لا أعلم ما الذى حدث بالضبط".. وتحريات المباحث تؤكد تورطهما فى قتل الأب القاتل ومحرر اليوم السابع
كتب عبد الله محمود و حازم سعد حسب الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسوس له الشيطان وهيأ له قتل والده ونسى كلام الله "فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً" هذا هو كلام الله الذى أمرنا بحسن معاملة الوالدين وأن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ولكن بطل قصتنا لم يتأثر بكل هذه الآيات بل وتجرد من كل معانى الإنسانية والمشاعر ونسى أنه كان طفلاً لا حول له ولا قوة راعاه والده وسهر عليه حتى أصبح شابًا فتيًا، فى واقعة ليست هى الأولى من نوعها تخلص الابن العاق من والده وذلك بعد أن أتفق مع أمه على قتله والاستيلاء على أمواله التى كانت ستكون ورثه الطبيعى من والده بعد أن يتوفى دون أن يقتله.

"أنا مقتلتوش ومعملتش أى حاجة معقولة فى ابن يقتل أبوه، أبويا مكنش مخلينا نقصنا حاجة وكان مأمنى على كل حاجة فى المحل يبقى ليه أقتله وكل حاجة فى إيدى، يعنى مش كفاية مختش عزاء أبويا كمان عايزين يطلعونى أنا إللى قتلته".. بهذه الكلمات بدأ "جمال.ع.م " 18 سنة، ومقيم بشارع الشيخ منصور بالمرج حديثه لـ"اليوم السابع"، ويضيف الابن العاق: "يوم الواقعة ذهبت إلى محل العطارة ملك والدى "عبد الناصر.م" 50 سنة، لكى أتسلم منه العمل بالمحل فى حوالى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ثم ذهب والدى إلى المنزل حتى يناول العشاء مع أمى وإخوتى الصغار"، ويكمل أنه فى تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل فوجئ بوالده أمامه فى المحل بدعوى أنه يطمئن عليه وعلى المحل ثم ذهب مرة أخرى.

ويضف الابن: "بعدها تلقيت اتصالاً من والدتى تخبرنى أن والدى لم يحضر إلى البيت وأنها قلقة عليه"، مضيفًا: "أنه عقبها تركت المحل وذهبت أبحث عن والدى بالمنطقة، ويوضح الابن أنه وجد والده فى أحد الشوارع بالمنطقة ملقى على وجه وحول عنقه شال شنق به من الخلف"، لافتًا إلى أن والده كان فى حالة يرثى لها، حيث إنه وجد بعض الإفرازات على ملابس والده نتيجة الخنق من الخلف، ويكمل بعدها قمت برفع والدى على يدى وذهبت به إلى المنزل"، لافتًا إلى أن والده كان لا يزال على قيد الحياة، مضيفًا أن والدته قامت بفك الشال من على رقبته، بالإضافة إلى تغيير ملابسه بالكامل، وبعدها طلب والدى منا أن نتركه ونخرج حتى يستريح.

ويستكمل: "فوجئت بوالدتى تصرخ وتنادى عليا وتخبرنى أن والدى قد فارق الحياة، موضحًا أنه لم يصدق والدته بل ذهب وأتى بأحد الأطباء من الصحة والذى أكد لهم وفاة والده، مضيفًا أنه بعدها وقع مغشيًا عليه فى الأرض، بعدها قام الجيران بإفاقتى حتى أذهب كى أقوم بتجهيز الأوراق الخاصة بوفاة والدى"، مشيرًا إلى أنه فوجئ بطبيب الصحة يطلب منه الذهاب إلى القسم لاستكمال إجراءات تصاريح الوفاة.

ويضف الابن: "فوجئت بعدها أن رجال الشرطة تحتجزنى وتتهمنى بقتل والدى"، مضيفًا: "لم يكتفوا بذلك بل قاموا بالقبض على والدتى واتهموها بمساعدتى على قتل والدى".

بينما تقول الأم "رابعة.ح.س" 38 سنة، أنها يوم الواقعة ذهبت مع زوجها المجنى عليه إلى المنزل بعد يوم طويل من العمل بمحل العطارة ملك زوجى بعد أن ترك ابنى بالمحل ليكمل العمل به، وتضيف وبعد أن تناولنا العشاء مع بعضنا خرج زوجى إلى المحل ليطمئن على أبننا لأن الوقت كان متأخر، مشيرة أن زوجها كان يخاف على نجله من الوقوف بالمحل فى وقت متأخر بسبب ما تشهده البلاد من أحداث، لافتة أنها انتظرت زوجها يأتى لكنه لم يأت فاستشعرت حالة من الخوف فقامت بالاتصال بابنها وأخبرته أن والده خرج ليطمئن عليه وتأخر وطلبة منه أن يذهب ويبحث عن والده.

وتكمل رابعة: "بعدها فوجئت بابنى يطرق الباب على وهو حامل والده فى حالة يرثى لها ما أثار مخاوفى أكثر"، مضيفة أنها حاولت تسأله عن حقيقة الأمر ولكن زوجها المجنى عليه قال لها أنه لا يدرى من فعل به هذا وكانت حالته سيئة للغاية، موضحة أن زوجها طلب منه أن تغير له ملابسه بعد أن اتسخت بسبب الإفرازات التى أخرجها وقت الواقعة على ملابسه من فمه.

وتستكمل رابعة: "فى حوالى الساعة الثانية عشرة دخلت إلى غرفة النوم لكى أطمئن على زوجى وحاولت إيقاظه من النوم، ولكنه لم يستيقظ فقت بالاتصال بابني، وأخبرته أن والده مغمى عليه وفى حالة خطيرة"، مكملة أن ابنها أحضر طبيب الصحة والذى أكد وفاة زوجها، ثم أتت الشرطة التى اصطحبتها إلى القسم واتهمتها بقتل زوجها بمساعدة ابنها.

وتقول رابعة: "والله لم أقتل زوجى ولا أعرف ما الذى حدث له بالضبط، كيف أقتله وهو لم يحرمنى من شىء ولم يغضبنى يومًا منذ أن تزوجنا".

وكانت تحريات المباحث بقيادة اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تبين لها أن "جمال.ع.م" 18 سنة، عاطل ووالدته "رابعة.ح.س " 38 سنة قاما بالاتفاق على قتل الأب المجنى عليه وذلك بسبب طرده له من محل العطارة بمنطقة المرج بعد كشف والده عدة وقائع سرقة منه وأثناء طرده تعدى عليه بالسب والشتم، وأهانه أمام جميع أصحاب المحلات المجاورة، وتسببت إهانة الأب "عبد الناصر" لنجله فى إثارة حالة من الحزن والأسى لديه من أسلوب تعامل والده معه، وعلى أثرها قام المجنى عليه بطرده من المحل، وتكون فى داخل المتهم حقد وغل تجاه والده، فقرر التخلص منه بمساعدة أمه وخنقه بحبل، وألقاه فى الشارع لإيهام الناس أن الجريمة حدثت خارج البيت ولا دخل لأسرته بها.

وكان المقدم محمد رضوان رئيس مباحث قسم شرطة المرج قد تلقى بلاغا يفيد بمقتل "عبد الناصر.م" 50 سنة صاحب محل، وعلى الفور انتقل وبصحبته الرائد أحمد طارق العسكرى معاون مباحث القسم وقوة أمنية إلى محل البلاغ.

وتبين من التحريات الأولية أن نجل المجنى عليه هو من قام بقتل والده بمساعدة والدته وذلك على خلفية خلافات عائلية بينهم، حيث خطط الاثنان للتخلص من المجنى عليه والاستيلاء على المحل وأمواله بعد وفاته.

وبمواجهة المتهم أمام اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اعترف المجنى عليه، أنه قام بالواقعة بمساعدة والدته، وقاما بإخفاء أدوات الجريمة وهى حبل مصنوع من الليف وشال أبيض عليه آثار بقع من الدم و"جلباب" كان يرتديه المجنى عليه وقت الحادث وعليه آثار ارتكاب الجريمة.

وبتكثيف التحريات تمكن رجال المباحث من العثور على أدوات الجريمة، فتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق التى أمرت بحبس المتهمين 15 يومًا على ذمة التحقيقات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة