ميرفت رشاد تكتب: وزير السياحة خسر نفسه فى محاولة يائسة للاحتفاظ بمنصبه.. ولدينا تسجيلات صوتية وسنقدمها لمكتب رئيس الوزراء والقيادة السياسية.. والشجاعة الأدبية تقتضى عليه الاعتذار لـ"اليوم السابع"

ميرفت رشاد

أثارت دهشتى الضجة الكاذبة حول ما نشره "اليوم السابع" من تصريحات مؤكدة ومدعمة بتسجيلات صوتية لوزير السياحة هشام زعزوع، حول تقديم استقالته لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، نهاية يناير المقبل، لتوليه رئاسة لجنة الإشراف على تنفيذ استراتيجية السياحة العربية التابعة للمجلس، لمدة 3 سنوات بصفته "خبيرا سياحيا".

فى محاولة منه للتهدئة بعد انفراد "اليوم السابع"، بخبر استقالته أواخر يناير المقبل، قال هشام زعزوع، وزير السياحة، فى مداخلة لأحد البرامج التليفزيونية، إن ما نشره "اليوم السابع" له جذور، لكن الحديث عن وجود تاريخ محدد للاستقالة غير دقيق تمامًا، مشيرا إلى أن استقالته وانتقاله للعمل مشرفا على برنامج السياحة العربية، التابع لجامعة الدول العربية، أمر يخضع لترتيبات مازالت قيد التنفيذ.

وقال الوزير فيما يبدو أنه تراجع دبلوماسى عن تصريحاته لـ"اليوم السابع"، التى أثارت ردود فعل واسعة وتلقى بسببها اتصالات من مصادر مسئولة، إن انتقاله للعمل تحت مظلة الجامعة العربية مشرفا على برنامج السياحة العربية تكريم لمصر، لكن التمويل المخصص للبرنامج لم يتوفر بعد، إلا أنه عاد واستدرك قائلا: إن الحكومة بأسرها ستتقدم باستقالتها فور انتخاب البرلمان المقبل.

كنت أتمنى أن يحمل هذا المقال إشادةً تجاه هشام زعزوع، وزير السياحة، حال تأكيده للجميع أنه صرح باعتزامه تقديم استقالته وإصراره على موقفه لكى لا يخسر نفسه فى محاولة يائسة منه للاحتفاظ بمنصبه. ولكننى مضطرة وللأسف.. أن أقول لوزير السياحة: قد أسأت التقدير فى محاولة نفى تصريحاتك لـ"اليوم السابع"، وأُذكِّر سيادتك أنك قمت بالاتصال بى بعد نشر الخبر وقدمت الشكر، وأكدت فى مكالمتك المسجلة تخوفك من غضب القيادة السياسية من التصريح، وبعدها خرجت لوسائل الإعلام المرئية تتنصل من موقفك.. ولكننى لا أستغرب ذلك.. إنها "عادتك" لخداع الحكومة بتصريحاتك الدبلوماسية، وهذا يذكرنى بما بدر منك فى نهاية عهد الإخوان- فما أشبه اليوم بالبارحة- عندما تقدمت باستقالتك مدعيا عدم رضاك عن سياسة الحكومة فى تعيين محافظ للأقصر ينتمى للتيارات الإسلامية المتشددة، فى ذلك الوقت، وإنما كانت محاولة منك للحفاظ على المقعد مرة أخرى والقفز من المركب بعد التأكد من غرقها، فدائما كل شىء مباح من أجل المنصب.

ولعلك يا سيادة الوزير فى اتصالك ببعض وسائل الإعلام وحملهم على نشر تكذيب لخبر موثق بالتسجيلات، أهنت نفسك إهانة لا تليق بمسئول أو رجل دولة من قريب أو من بعيد.

وأستطيع أن أؤكد أن تلك المحاولات ليس من ورائها طائل ولا تجدى فى بقائك واستمرارك كمسئول فى الدولة، لأن لدىَّ ما يؤكد صدق ما نشرته بـ"اليوم السابع" وهو متاح، وسيكون على مكتب رئيس الوزراء والقيادة السياسية.

ولا أدرى ماذا ستفعل تجاه هذا الموقف.. "فأنت فى موقف لا تُحسد عليه، وليس هناك ما يبرئ ساحتك، ومن المضحك يا معالى الوزير أنك تؤكد لوسائل الإعلام على عدم وجود خلاف مع الرئاسة رغم استبعادك من زيارة الصين.. ولكن الحقيقة التى تعلمها جيدا أنك طلبت مرافقة رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة للصين، وجلست فى مكتبك تجهز وتستعد بجميع المعلومات اللازمة عن السوق الصينى، مستعينا بمستشارك الدكتور ناصر عبد العال للشئون الآسيوية، لاطلاعك على كل البيانات، ولكنك فوجئت باتصال من مكتب الرئاسة يبلغك بعدم سفرك مع الرئيس، ووقتها خرجت عن صوابك وفقدت أعصابك.

وأرى أنك سربت الخبر لـ"اليوم السابع" عن تقديمك استقالتك للضغط على الحكومة من منطلق.. "أنا مطلوب من جهات أخرى.. أنا موجود.. أنا خبير سياحى".

وأخيرًا.. معالى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب.. أعتقد أن اختيار رجال الدولة يجب أن يكون بمعايير أخلاقية قبل "المهنية".. وأقول لمعالى وزير السياحة: "قد أغرقك من نصحك"، والمنقذ الوحيد هو استرداد شجاعتك الأدبية، بالاعتذار لـ"اليوم السابع" الذى كذبته، والتأكيد على أن ما تم نشره هو الحقيقة، وهذا هو الحد الأدنى من الشجاعة الأدبية.



موضوعات متعلقة
هشام زعزوع يحاول احتواء "تسريبه" خبر استقالته من وزارة السياحة بالتراجع فى تصريحات تليفزيونية.. و"اليوم السابع" يرد: لدينا تسجيلات كاملة