أكرم القصاص - علا الشافعي

متمردو القوات المسلحة الثورية فى كولومبيا يعلنون وقفا إطلاق النار

الخميس، 18 ديسمبر 2014 08:37 م
متمردو القوات المسلحة الثورية فى كولومبيا يعلنون وقفا إطلاق النار مسلحين في كولومبيا - ارشيفية
هافانا (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعلن متمردو القوات المسلحة الثورية فى كولومبيا (فارك) أمس الاربعاء وقفا لاطلاق النار فى البلاد لمدة غير محددة فى خطوة غير مسبوقة منذ بدء عملية السلام قبل سنتين، رحبت بها الحكومة الكولومبية التى تعارض اى هدنة عسكرية قبل اتفاق نهائي.

وقالت الرئاسة الكولومبية فى بيان "انها بداية جيدة من اجل خفض لحدة القتال على الاراضى الوطنية يمكن ان يؤدى اذا توصلنا الى اتفاق لانهاء النزاع الى وقف ثنائى ونهائى لاطلاق النار".

وكانت رود الفعل الدولية ايجابية جدا ازاء اعلان فارك حيث راى الاتحاد الاوروبى الخميس انها ستسهم فى "بناء الثقة بين الجانبين". وقالت ممثلية الامم المتحدة فى كولومبيا انه يشكل "بادرة امل"، من شانها "تقليل المعاناة" فى المناطق التى يشملها النزاع.

واعلن وفد فارك على مدونته فى هافانا حيث تجرى محادثات السلام منذ سنتين "قررنا اعلان وقف احادى الجانب لاطلاق النار ووقف المعارك لفترة غير محددة، يفترض أن يفضى الى هدنة" فى النزاع الدائر منذ 50 سنة.

وكانت حركة التمرد الماركسية التى تعد الاقدم فى اميركا اللاتينية وما زالت تضم ثمانية آلاف مقاتل، التزمت فى الماضى وقف اطلاق النار لفترة موقتة فى بعض اعياد الميلاد.

الا انها حذرت من ان هدنتها ستعلق "اذا تعرضت لهجمات من قبل القوات الحكومية" ودعت الى نشر مراقبين دوليين وهو شرط جديد فى مفاوضاتها.

وقالت الحكومة الكولومبية فى بيانها انها "لا تقبل بهذا الشرط" وتذكر بان "حماية المواطنين" هى "واجب وطني".

وقال الخبير السياسى خايمى زولواغا الذى يدرس فى الجامعة الوطنية فى بوغوتا لوكالة فرانس برس ان "هذا الاعلان يشكل قرارا سياسيا اساسيا لفارك للتقدم باتجاه البحث عن نهاية للمواجهة حتى قبل توقيع اتفاق بشكل نهائي".

ودعت حركة التمرد هذه مرارا الى وقف متبادل لاطلاق النار كجزء من المحادثات لكن الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس رفض ذلك بحجة ان المتمردين قد يستخدمونه لتعزيز صفوفهم وانه قد يطيل امد النزاع.

واسفر هذا النزاع عن مقتل اكثر من 220 الف شخص وتشريد اكثر من 5,3 ملايين شخص منذ تأسيس فارك فى 1964 اثر ثورة للمزارعين.

وفى الثمانينات سمحت محاولة سابقة للحوار بالتوصل الى وقف لاطلاق النار من قبل المتمردين التزمت به حكومة بيليساريو بيتانكور حينذاك. لكن سلسلة اغتيالات لناشطين يساريين متطرفين ادت الى احباط التجربة.

ورأى خورخى ريستريبو مدير مركز الدراسات الكولومبى ان الاقتراح الحالى لفارك "فيه جانب خبيث اذ يلزم الحكومة بالرد على مبادرة السلام هذه". واضاف ان "الحكومة يمكن ان تجد مخرجا باعلانها تعليق العمليات الهجومية على فارك".

وتابع ان "ذلك لن يكون وقفا لاطلاق النار ثنائيا لان الحكومة لن تكون ملزمة مثلا بابقاء قواتها فى الثكنات او التخلى عن عملياتها العسكرية لمراقبة الاراضي".

وبذلك تجد الحكومة نفسها محشورة من قبل المتمردين بعد الازمة الخطيرة التى شهدتها عملية السلام فى الاشهر الاخيرة فى اعقاب اسر جنرال فى الجيش افرج عنه فى 30 نوفمبر.

وسمح اطلاق سراح هذا الضابط باستئناف مفاوضات السلام التى علقت بمبادرة من سانتوس، وتعهد الجانبان حينها المساهمة "بخفض التوتر" فى النزاع من اجل تسريع وتيرة المفاوضات.

وكان تم خلال الحوار التوصل الى اتفاقات جزئية بشان التنمية الريفية ومكافحة تهريب المخدرات ومشاركة حركة التمرد فى الحياة السياسية بعد التوصل الى اتفاق عام.

وبعد تسوية مسالة التعويض للضحايا التى كانت تناقش قبيل تعليق الحوار، يبقى تحديد النهاية الفعلية للنزاع وبنود التصديق على اتفاق سلام شامل محتمل.

وقال ريستريبو "ما زال هناك الكثير من الامور التى يجب التفاوض حولها وقرار المتمردين لا يقدم اى ضمانة لنهاية النزاع لكنه مع ذلك يشكل تقدما".

واحيا اعلان المتمردين وقف اطلاق النار مخاوف معارضى عملية السلام الجارية فى كولومبيا الذين يقودهم الرئيس السابق الفارو اوريبى الذى ما زال يتمتع بشعبية رغم موقفه الحازم من فارك.

وكتب اوريبى على موقع تويتر بعد اعلان فارك الاربعاء انه "ابتزاز"، معتبرا ان حركة التمرد تريد ان يبقى الجيش "هادئا لتعزز مواقعها" او "لتحميله مسؤولية استمرار العنف".












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة