سفير الصين بالقاهرة: زيارة السيسى لبكين "حدث عظيم".. قناة السويس الجديدة سترفع مكانة مصر عالمياً.. ونتمنى أن يتمتع المستثمرون الصينيون بمناخ أفضل فى مصر.. والإرهاب عدو لكل دول العالم

قال سونج أيقوة سفير الصين بالقاهرة إن عام 2014 كان مميزا للعلاقات المصرية الصينية، مؤكداً أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين الأسبوع المقبل ستكون "حدثا عظيما للعلاقات"، على حد وصفه، لأنها ليس فقط ستدخل العلاقات مرحلة جديدة وإنما صفحة جديدة لتعميق علاقات التعاون الإستراتيجى بين البلدين، مشيرا إلى أن الجانبين المصرى والصينى سيقومان بتوقيع العديد من الاتفاقيات فى المجالات السياسة والاقتصادية، كما سيعقد رجال الأعمال المشاركون فى القمة اجتماعات هامة، للتعريف بما يمكن أن يتم تقديمه من قبل الجانبين.

وقال السفير الصينى سونج أيقوة فى لقاء صحفى عقده اليوم فى السفارة الصينية بالقاهرة، إن مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين وأول دولة تنشئ علاقات تعاون إستراتيجى معها، مؤكدا أن البلدين تتشاركان فى السراء والضراء، كما أن العلاقات بينهما تتميز بالصفة الشمولية، حيث تشمل مجالات سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية، وتتميز بأنها إستراتيجية وتضمن تطوير العلاقات بين البلدين، كما تتميز بأنها تكاملية، فالصين ومصر كدول نامية تواجهما مخاطر وتحديات متشابهة ويتشاركان حلما كبيرا بالنهوض بالأمة، كما أنهما يتشاركان فى مفاهيم حكم البلد وإدارته وهذا يعزز مجال التعاون.

وأضاف أن مصر بالنسبة للصين تتميز بموقع جعرافى متميز وهذا يجعلها شريكا مهما للصين، أما الصين فهى دولة مزدهرة ولكنها لا تزال نامية، وتربط بيننا نقاط كثيرة مشتركة فى حكم البلاد وخبرة النمو الاقتصادى.

وأشار السفير الصينى سونج أيقوة إلى الزيارة التى قام بها أربع وزراء مصريين للعاصمة بكين الأسبوع الماضى، وقال إنهم تباحثوا مع نظرائهم فى مجالات الطرق الحديدة والاستمثار وعقدوا ندوة خاصة عن الاقتصاد والاستثمار، لافتاً إلى وجود أكثر من 100 شركة صينية شاركت فى هذه الندوة، وهناك رغبة وتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، لذا فمن الممكن أن نقول إن تعزيز التعاون وتبادل المنفعة سيكون الأولوية الأولى لهذه الزيارة المهمة، كما سيوقع الجانبان على سلسلة من الملفات المهمة بين البلدين ومن المتوقع أن يتم رفع علاقات التعاون الاستراتيجيى إلى مستوى أعلى.

وأوضح السفير الصينى أن هناك حلما للصين يتمثل فى النهوض بالأمة وسعادة الشعب، وقبل أسبوع طرح السيسى أثناء اجتماعه فى الخبراء فى الأوساط التكنولوجية، مبادرة حلم مصرية متمثل فى النهوض بالأمة، وهناك نفس الآراء ومفاهيم التنمية. وسوف يلتقى السيسى مع نظيره الصينى فى الزيارة وقادة صينيين. وسيقوم ببحث التعاون فى مجال السلاح والقيادة الصينية تطلع إلى هذه الزيارة المهمة، حيث تمثل أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات، مؤكدا أن زيارة السيسى لبكين خيار مشترك لتعزيز الثقة بيننا والتعاون بين بلدينا فى ظروف تاريخية جديدة، لافتا إلى أن الزيارة جاءت فى وقتها.

وأوضح السفير الصينى سونج أيقوة أنه فى عام 2013، تجاوز لأول مرة حجم التبادل التجارة 10 مليارات دولار، مما جعل الصين أول شريك تجارى لمصر، وفى الأشهر العشر الماضية، تم توقيع عقود مشاريع مقاولات بين البلدين بمليار و340 مليون دولار بزيادة 12% مقارنة بالعام الماضى فى نفس الفترة، وازداد الاستثمار غير المباشر من الصين إلى مصر، بـ67 مليون و100 ألف دولار بزيادة 36% مقارنة بالأعوام الماضى.

وعن التعاون الصينى فى منطقة السويس، قال السفير الصينى سونج أيقوة إن هناك شركة صينية تنتج أليافا صناعية تجارية تقدم عددا كبيرا من فرص العمل، كما تقدم ضرائب كثيرة للحكومة المصرية، مشيرا إلى أن الصين ومصر يمكنهما إقامة مشاريع تفيد البلدين فى مجالات الكهرباء والسكك الحديدة والعلوم والأمور اللوجستية، وتحدث السفير الصينى بالقاهرة، سونج أيقوة عن مبادرة "حزام عبر الطريق"، أى حزام اقتصادى عبر طريق الحرير البرى، وهذا يعنى التركيز فى مجال الطاقة، والتعاون فى البنية التحتية والاقتصاد والاستمثار، والتعاون فى مجالات مهمة مثل الطاقة النووية، وعلوم الفضاء، والتكنولوجيا.

وأضاف السفير أن زيارة الرئيس السيسى خير دليل على أن الصداقة بين البلدين تعبر عن رغبة الشعبين، ويجب على بلدينا التمسك بالفرصة التاريخية ودفع تطور شامل للعلاقات المصرية الصينية. وتحقيق تكامل وتلاحم بين البلدين وشق قناة السويس الثانى وتطبيق الإستراتيجية الصينية "الحزام مع الطريق" لتحقق تطور أكبر فى الفترة المقبلة، موضحاً أن هناك نقاط متشابهة فى إدارة البلد والحكم بين البلدين، وقال: "أنا على يقين أن هذه الزيارة ستلعب دورا هاما للتعريف بين البلدين".

وبسؤاله عن رؤية الصين للاستفادة من مشروع قناة السويس، أشار السفير الصينى سونج أيقوة إلى أن شق قناة السويس الثانى هو مشروع هام فى المرحلة المقبلة لتنمية مصر، لأن هذا المشروع لا يوسع فقط القدرة الملاحية للقناة وإنما سيوسع الفوائد للمنطقة المطلة على هذه القناة، وبلا شك هذه القناة سترفع مكانة مصر فى مجال الملاحة والتجارة العالمية.

وتحدث عن أهمية مشاريع قناة السويس و"حزام الطريق" باعتبارهما تطويرا لممرات تجارية اقتصادية، مشيرا إلى أن رئيس وزراء الصين يزور حالياً بعض دول أوروبية شرقية لتعزيز التعاون بين الصين وهذه الدول، تضمن مشاريع بناء ميناء فى اليونان وهذا الميناء قريب من قناة السويس والكثير من البضائع فى هذا الميناء ستمر على قناة السويس، وسيتم توصيل هذه البضائع إلى أوروبا بطرق مختلفة.

وحول المبادرة الروسية لحل الأزمة السورية، وما إذا كانت القيادة الصينية ستتناقش مع نظيرتها المصرية فى هذا الأمر أثناء زيارة عبد الفتاح السيسى، قال السفير إن "المناقشة ليس فقط تقتصر على الاقتصاد وإنما إمكانية سبل تلاحم إستراتيجينا، وفى إطار حزام مع الطريق وقناة السويس، سنتحدث عن تعزيز التعاون بين بلدينا، أما حول مقترح الأزمة السورية فأعتقد أن هذه المبادرة تقوم على إيجاد حل سياسى للأزمة السورية ولا غنى عن بعض الإجراءات"، وأوضح أن المندوب الخاص للأمم المتحدة يقوم بجهود دءوبة مع كافة الأطراف، وأعتقد أن هذه المبادرة من المندوب هى فرصة تاريخية لإيجاد حل، وأعتقد أن الأزمة السورية يجب أن تسير فى اتجاه الحل السياسى، وعلينا أن ندفع بأى مبادرة ترغب فى حل سياسى.

أما عن مشاركة الصين فى المؤتمر الاقتصادى، قال السفير الصينى إنه لا يوجد الكثير من المعلومات باستثناء أنه سيعقد فى 13-15 مارس المقبل، قائلا إن هذا المؤتمر مهم للغاية، لأن الصين تولى اهتماما بالغا لأى إجراءات تقوم بها مصر لأنها صديق مهم، ومازالنا ننتظر المزيد من المعلومات، وأتمنى لمصر أن تحقق الازدهار الاقتصادى.

وعن الاتفاقيات التى يمكن توقيعها أثناء الزيارة قال السفير إن الطرفين سيوقعان على بعض الاتفاقيات، ومازلنا نبذل جهود لتحقيق ذلك. وهذه الاتفاقية ستشمل التعاون فى المجالات الاقتصادية والسياسية.

وعن إمكانية لقاء رجال الأعمال المصريين والصينيين خلال هذه الزيارة، قال السفير الصينى لابد من وجود مناقشة بينهم ويفكرون فى عقد مؤتمر مهم فى بكين، لتعزيز التعارف بين بلدينا، معربا عن أمله أن يتمتع رجال الأعمال الصييين بمناخ أعمال أفضل فى مصر حتى يشجعهم على الاستثمار، مشيرا إلى وصول وفد أمس متخصص فى علوم الفضاء والتكنولوجيا.

وعن رؤية الصين للتحديات الأمنية والإرهاب الذى تواجهه مصر والعالم، أكد السفير الصينى "نحن نرفض ونعارض أى إرهاب مهما كان شكله، وأنا زرت سفارة باكستان وقدمت التعازى لمن قتلوا من الأساتذة والطلاب فى الحادث الإرهابى فى بيشاور، وأعتقد أن الإرهاب عدو لدود لجميع شعوب العالم. والإرهاب ضد الإنسانية، والصين لا تربطه بأى دين من الأديان".

أما عن دعم الصين لمصر فى محاولتها للترشيح لتكون عضو غير دائم فى مجلس الأمن عام 2016-17، قال السفير الصينى إن مجلس الأمن الدولى هيئة مهمة للغاية، ونحرص على التعاون والتنسيق مع الدول النامية، ونثق ونتمنى أن تلعب مصر دورا مهما فى مجلس الأمن الدولى.