إسلام نادر يكتب: عبقرية باتشيكو

قد يكون العنوان صادماً، وقد يكون مستفزاً، بل إن البعض قد يراه غير مقبول ويحتاج لإعادة تدقيق، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين تابعوا مباريات فريق نادى الزمالك خلال منافسات مسابقة الدورى الأخيرة، والتى شهدت تحسناً ملحوظاً فى نتائج الفريق، وتصدره ترتيب المسابقة بين الحين والآخر، وهو ما يفتقده المشجع الزملكاوى مؤخراً، وتطمح إليه إدارة النادى، التى تتمنى الخروج ببطولة هذا الموسم من فم الأسد.

كما يقولون، فى ظل المستوى المرتفع للأندية المشاركة- والأهم – فى ظل انخفاض مستوى المنافس العتيد، الأهلى.

فى اعتقادى البسيط أن المدير الفنى البرتغالى جايمى باتشيكو قدم بالفعل الجديد لطريقة أداء الفريق، وهو اللعب بأداء دفاعى خلال كافة المباريات التى واجهها الفريق، وهو ما لم تحتسبه الجماهير البيضاء تقدما ً فى مستوى الفريق، خاصة أن الزمالك لم يعتد اللعب على رد الفعل، وإنما كان دائماً من أصحاب الفعل، بما يفرض على منافسيه أن يكونوا أصحاب رد الفعل.

الطريقة التى فرضها باتشيكو على أداء الفريق الأبيض أحبطت الملايين من عشاق القميص الأبيض، التى اعتادت على مشاهدة فريقها وهو يحاصر المنافسين فى وسط ملعبهم، ويقدم أفضل ما لديه من كرة هجومية، وهو ما لم يرق للمدرب البرتغالى، الذى اعتاد اللعب بطرق دفاعية مع كافة الفرق، التى دربها من قبل، وحالياً مع الزمالك.

المتنفس الوحيد حالياً لعشاق القلعة البيضاء هو مسلسل النتائج الإيجابية المتواصل، والذى لم يعكر صفوه سوى التعادل السلبى أمام الإسماعيلى – أحد أشرس المنافسين على اللقب هذا الموسم، وهو ما يفرض علينا أن نوجه تحذيراً شديد اللهجة للمدرب البرتغالى وجهازه الفنى المصرى بقيادة المخضرمين محمد صلاح وإسماعيل يوسف، فالطرق الدفاعية لا تتناسب مع مستوى الفرق، التى تنافس على الألقاب، وفى حالة نجاحه خلال النصف الأول من البطولة، فإنه لن يستمر أبداً فى ظل توالى المباريات وارتفاع مستوى المنافسين.

نجح النادى الأبيض فى جمع 28 نقطة خلال المواجهات الـ 12 الأولى له هذا الموسم، فضلا عن كونه صاحب أفضل خط دفاع فى البطولة برصيد 5 أهداف فقط، وهو معدل غير مسبوق خلال العشر سنوات الأخيرة بالنسبة للزمالك، فمنذ حصول الفريق على آخر لقب لبطولة الدورى موسم 2004، أخفقت الأجهزة الفنية الـ14 التى قادت الفريق فى تحقيق هذا العدد من النقاط فى بداية المسابقة، ولكن عبقرية باتشيكو سوف تتجلى فى كيفية الحفاظ على هذا التقدم وهذا المستوى، مع تطوير أداء اللاعبين والاعتماد على جميع الأوراق المتاحة أمام الجهاز الفنى، حتى لا نفاجأ بهروب العديد منهم خلال الانتقالات الشتوية، التى تبدأ فى يناير القادم، وكل عام وأنتم بخير.