أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد أيمن يكتب: فى السينما وفنونها

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014 08:05 ص
أحمد أيمن يكتب: فى السينما وفنونها سينما - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أستعجب جدًا من نبرة الفنانين المصريين الذين ينتهزون كل فرصة للتهكم على السينما الهندية بطريقة تجلب لى كمشاهد فى المقام الأول نوعا من الاستفزاز، سيداتى سادتى الفنانين المحترمين المبجلين دعونا نقوم بمقارنة منطقية بين السينما المصرية وصناعها وبين السينما الهندية وصناعها.

(1) فى الأفلام الهندية يتم إبراز والتأكيد على الهوية الوطنية الخالصة، فهو يعتمد على إظهار ثلاثة عناصر أساسية فى مشاهده وهى السارى الهندى، المعابد والطقوس الدينية وطقوس الزواج والتى تنفرد بها الهند على كل دول العالم، أما نحن فى مصر نقدم كل ما يضر بالهوية الوطنية بل نقدم شيئا مموها ليس له على علاقة بالشعب المصرى ومواريثه الاجتماعية رغم أن المجتمع المصرى زاخر بما فيه الكفاية.

(2) صانع الفيلم الهندى يتعمد إبراز الهند على أنها دولة سياحية بها الكثير من المزارات السياحية سواء فى العاصمة أو فى أى منطقة أخرى وبها شواطئ وفنادق للإقامة وخدمات مميزة، أما هنا فى مصر والحمد لله وفى ظل الحالة الجيدة التى تتمتع بها السياحة فى بلادنا فنحن نظهر كل ما هو قبيح بمصر نحن لا نبرز مثلا الأهرامات، آثار الأقصر وأسوان أو القاهرة القديمة أو خان الخليلى أو شارع المعز، نلتفت فقط لإبراز مصر بصورة سيئة ونتعمد إبراز أشياء أخرى لا داعى للحديث عنها.

(3) عندما يتم تصوير أحد الأفلام الهندية فإنه يراعى فيه المنظور الفنى وتناسق الألوان واختيار الملابس بحيث أكون كمشاهد مرتاح العين ومتأثرا بالمادة الفنية المقدمة لى فأنا أشاهد لوحة فنية متكاملة ولكنى فى المادة الفيلمية المصرية المقدمة لى لا أشاهد سوى مجموعة من عوامل القباحة التى تضافرت مع بعضها البعض لإنشاء فيلم.

(4) أنا عندما أشاهد مادة فنية هندية فإنى أتعرف على الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الدينية للهند، ولكن ماذا تقدم لى السينما المصرية، لا شىء سوى التفاهة.

(5) الفيلم الهندى دائما يحترم عقلية المشاهد ويراعى أنه يخاطب كل شعوب العالم، ولذا فهو واعٍ لضرورة احترام الذوق العام، حتى أنه عندما تقدم سينما الهزل فإنها تقدم أفلاما للمشاهدة العائلية التى تصلح للجميع أما الفيلم المصرى فإنه يتعمد تقديم الإسفاف وعدم احترام الذوق العام متحامياً فى عبارة "للكبار فقط".

(6) الفيلم الهندى يتم فيه استخدام أدوات كالرقص الاستعراضى لإبراز الفلكلور الهندى وإبراز دمج الرقصات الهندية المختلفة برقصات شرقية وغربية وكلها فى سبيل جذب المشاهد، لكن أين هنا سينما الاستعراض فى مصر.

(7) تدور دائما الشخصية الرئيسية فى الفيلم الهندى فى فلك التحول من السلبية للإيجابية والعمل والكد والكفاح ومحاربة الفساد، أما الشخصية فى الفيلم المصرى فعلى النقيض تماما فالفيلم المصرى يصدر أن البلطجة هى الحل الأمثل لكل المشاكل وأن الكسل نعمة وأنه لسنا بحاجة لمحاربة الفساد ما دمنا قادرين على مسايرته وأنه لا داعى للإيجابية مادام الجميع فى حالة السلبية.

(8) فى الهند موسم سينمائى كل أسبوعين والفيلم لا يبقى فى دور العرض أكثر من شهر على الأكثر، ولكن هنا فى مصر عندنا المواسم نصف وربع سنوية، كل عام فى الهند هناك وجهان جديدان أو أكثر يقومان ببطولة فيلم أو مشاركة نجوم كبار فى البطولة، ولكن لا داعى للتحدث عن مستقبل الوجوه الجديدة فى مصر وما هو حال كثير من "نجوم الشباب" الذين كثير منهم لا يمتلك الموهبة.

أعزائى الفنانين أنقدوا أنفسكم قبل غيركم.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة