أكرم القصاص - علا الشافعي

مـصطفى الـسرويـه يكتب: خـطاب مـفتـوح لـدعـاة الـتكفـير

الجمعة، 28 نوفمبر 2014 10:18 ص
مـصطفى الـسرويـه يكتب: خـطاب مـفتـوح لـدعـاة الـتكفـير صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جرت العادة على إطلاق لقب عالم على كل من كان مفوهًا، صاحب كلام مؤثر، يتكلم فى الدين يصير عالما من علماء المسلمين!! لا أعرف كيف يكون الإنسان عالما ولم يقدم أو يجدد شيئا سوى أنه ينقل فقه وفكر غيره من العلماء والفقهاء والأئمة الأقدمين من وجهة نظره ليخدم مصلحته وليفرق الناس، ويفتنهم فى دينهم، ويوصم غيره بالكفر، وكأنه عن أهل الصواب موكل.. فمن يظن أن اقتران الفضيلة بالعند والحقد والكراهية أنها تجزيه خيرا، عفوًا فهو واهم أو مدلس حتى تكون صادقة لوجه رب كريم.

المعروف أن كل إنسان يختار معاركه ويقدر أهميتها كما يشاء فهو شأنه ولكن بما لا يسىء للدين ويسىء للقضية معًا.. يصعب عليك أن تجد شابًا متعلمًا متدينًا يدرك ما المقصود الآن من دعاوى النزول بالمصاحف على أساس أنها فضيلة وجهاد!.. لكن أين كانت هذه الدعاوى أيام حكم مرسى والشرعية المزعومة، الذى لم يقدم شيئا إلى الإسلام سوى أنه أساء له بأفعاله هو وجماعته ومريدوه.. هل مثلًا كانوا مشغولين بالطواف حول الكرسى؟

إذًا لماذا ظهرت هذه الدعاوى الآن بالذات، ما هذا الإصرار على خلط الأوراق وابتزاز المشاعر؟ ما هى العلاقة بين هوية الأمة وبين رفع المصاحف فى تجمعات ربما تهان به قدسيته ويستغلها المغرضون فى إشعال فتنة دينية تضر الجميع؟!! ثم هل الإسلام له علاقة بهذه الممارسات فلم نسمع أو نقرأ أن الله أنزل فى كتابه العزيز أو سنه الرسول الكريم ولا فى أثر الخلفاء تم إصدار أمر إلى أهل الإسلام بالخروج بالمصاحف سوى فى عصر الفتنة (الخوارج )!.. ثم إن المصريين لن تعود لهم هويتهم بمثل هذه الممارسات، التى تهدم موروثهم الحضارى والدينى ولا تبنيه فمن يؤيد ويدعم أمثال هؤلاء وتكون كل قضيته ضد رجال الجيش أو الداخلية أو أخطاء السياسة، التى تحركها والتى حلولها أمنية فى الأساس، فالداخلية لها أخطاؤها، كما الجميع، بما فيهم صاحب القضية، وكما هى أخطاء كل أجهزة الدولة.

لكن أسلوب المكايدة الصبيانية حتى فى مواجهة أخطاء الدولة، إنما يقتل القضية التى يضعون عليها خاتم الابتزاز والصبيانية.

أحدهم دعا أتباعهم بالنزول بالمصاحف بادعاء المحافظة على الهوية وصور لهم أن مصر الآن أهل كَفَرَ لابد من قيادتهم إلى الإسلام!! فهذا يعنى أن المصريين كانوا مؤمنين قبل ذلك! وبما أنه كان وقتها داعية ويقولون عالما!!. لأن هذا يعنى أنه قدم لهم الإيمان فكفروا بما قدمه لهم فالأولى لو هو على بصيرة من دينه كنت قدمت صورة الأفضل أن تقدم صورة جيدة للإسلام وسماحته فى التعامل مع المخالف ربما تخدع البعض بقضيتك الفاسدة، وبذلك تكون قد قدمته متكاملا غير منقوص لعله يأتى يوم يثق فيك وفى اتباعك مرة أخرى.

على من يؤيدهم أن يسأل نفسه ما هى القضية؟ هل هى أن نخرج لساننا لأجهزة الدولة، ونشعل فتنة دينية بإدخال المصحف فى مهاترات طالما لم تقدروا عليهم أم أن القضية هى أن المسلمين فى مصر فعلًا أنكروا شيئا من القرآن أو منعوا الصلاة على الرسول الكريم مثلًا ليحاربوا الإسلام أم هى شىء آخر أكثر مكرًا واستغلالًا له مغزى وهدف ومزايدة متكررة بدون خجل بحق الدين؟

ثم إن الحديث عن الحساسية من كل ما هو إسلامى وإنه سعى لمحو الهوية الإسلامية، هذا هو الخطر.. فبعضهم يروج إلى أنه بسقوط الإخوان ضاع الإسلام فى مصر (هكذا سمعت من كثير منهم) فقد حولوا قضية سياسية إلى قضية عقائدية دينية.. وللأسف يصرون على أن يتعاملوا مع الإسلام باعتباره رهينة جماعتهم باختلاف أنواعها.

فمن لم يدرك أن هذا خلط يضر صورة الإسلام التى يدعوها فتلك مشكلة عليهم ان يفكر فيها بهدوء والا فلا يلوموا إلا أنفسهم إذا استمر الدرس وكان قاسيًا عليهم . فمن لم يكن يدرك أن هذا خلط يضر صورة الإسلام التى يدعوها فتلك مشكلة عليهم ان يفكر فيها بهدوء وإلا فلا يلوموا إلا أنفسهم إذا استمر الدرس وكان قاسيًا عليهم.. وعلينا بكل أسف وإن كنا ندعو الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فالله يمهل ليتوب البعض.. ويمهل ليستدرج البعض.. ويُمهل ليفضح ويكشف البعض.. ويُمهل حتى يفتن البعض فيميز الخبيث من الطيب.. له وحده الأمر والنهى.. وبيده سبحانه مقادير كل شىء.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة