أكرم القصاص - علا الشافعي

مصطفى السروية يكتب: حاسبوا أنفسكم أولا

الجمعة، 21 نوفمبر 2014 12:03 م
مصطفى السروية يكتب: حاسبوا أنفسكم أولا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن ننظر إلى الديمقراطية الغربية وزهوة الحياة هناك ونريدها بدون دراسة أساليبها وكيفية تحقيقها ونحاول إتباعها كاستخدام لغة حوار راقية وأسلوب مقنع للتعايش والتفاهم فى تعاملاتنا جميعها لتقريب وجهات النظر المبنى على احترام الرأى والرأى الآخر .

ففى خضم دعوات مسمومة لثوره يقال إسلامية!! هناك ساعات تفصلنا عن حكم مستأنف يؤسس لمرحلة جديدة من المحاسبة فى شخص كان رئيسا لمصر وقبلها قائدا شارك فى نصر عظيم شئنا أم أبينا فلا أحد يملك تغيير التاريخ.

حكم من المؤكد أن يستغله أطراف مختلفة وخاصة أصحاب الدعوات المسمومة لإشعال الأمور أو حكم يقوم بتهدئة الطرفين مؤيد أو معارض الذين يجب ان يعلموا بعيدا عن المزايدات "أنه شأن قضائى بحت وهو فى كل الأحوال لن يرضى أحد الطرفين".

السؤال: هل نستحق حاكم مثل مبارك؟! لابد من الإجابة حتى نعلم هل نستحق كل ما يحث معنا لنعلم من نحن فلا تزال أحوالنا مضطربة طالما تحكم فينا الكبر والعناد والسطحية فى التفكير لأننا نلتفت إلى الأسباب ولا نعود إلى المسبب... لأننا ندور فى ساقية الحياة ولا نقف لنتدبر أو نتفكر.. فما يتجاهله الكثيرون أن الحكام إفراز شعوبهم فحكام دولة متقدمة كاليابان إفراز ثقافة شعب اليابان المجتهد الملتزم وحكام أى دولة متأخرة نتاج ثقافة وممارسات ونمط حياة شعبها وهكذا.... بمعنى مثلما نكون يولى علينا.

الغريب أن أغلبنا ينكر الحقيقة فإننا شئنا أم أبينا فالتاريخ لا يمكن أن يمحى لمجرد حب أو كره شخص..!! فمبارك كقائد عسكرى خاض معارك مختلفة كونت شخصيته ووعيه فتاريخه معروف ولا يحتاج للبس أو التأويل أو الإنكار فهو إهانة لتاريخ مصر وحربها المجيدة فى 73 التى يعلم تفاصيلها العالم وننكرها نحن لمجرد الكره ومحاولة انتقام منه!! لذلك فهو يخوض معركته الأخيرة الآن ضد من يهيل التراب على ذلك.. أما عن أسلوب إدارته كرئيس فالحق لم يثبت أنه كان خائناً لوطنه وبمقارنة متواضعة بينه وبين غيره فى كيفية تعامل كليهما مع هيئة المحكمة التى تحاكمه فهو احترم وقدر هيئة المحكمة وتعاون معها عكس الآخر ثم إنه اعترف ضمنيا باحتمالية أنه أخطأ لأنه بشر فما حدث منه من إنجازات أو إخفاقات كان يريد منه الصالح العام وكانت له ظروفه التى يجهلها الجميع ممن لا يعرفون حجم مسئولية إدارة دولة. فالجميع يخطئ ويفشل حسب موقعه لكنه ستر الله الجميل.

وعليه لابد من الاعتراف بمشاكلنا ومواجهة أنفسنا فعندما نطلب حاكما عادلا يجب أن نراجع أنفسنا ونواجه مشاكلنا فنحن فى بلد المظلوم الذى لو تمكن فيها سيظلم. والذى يطالب بحرية الرأى لو يقدر سيحجر على رأى غيره. والبلد التى يرتكب فيها أى شخص كل ما يستطيع أن يرتكبه من الذنوب والمعاصى ويعدل على غيره ويضحك على نفسه وكأنه ملاك.

لا أطالب بعدم محاسبة المقصر ولكن علينا أن نستوعب الحقيقة فإن مشكلتنا أننا دائما نستوعب الأمر متأخر لأننا ننشغل بكيفية الإبداع فى الانتقام وتكرار إضاعة الفرص والإنجازات فنحن دولة حدثت فىها خمس ثوارات متتالية فى وقت قصير بداية من ثورة عرابى مروراً بـ1919 ثم ثورة يوليو وبعدها 25 يناير وأخيرا 30 يونيو.. والواضح أنه لن تنتهى القائمة حتى لو أتى لنا ملك من السماء ليحكم..!! المهم أننا لم نستفيد من أيهم حتى نصر أكتوبر فى حين أن دول تقدمت وازدهرت بعد خروجها من أزمة أو حرب.

لذلك على الجميع أن يفهم أن كل المطالب عادلة لكن يمكن أن تهدر وتضيع لو تمسك كل واحد بفكره وقرر أن ينفذ ما يريد بدون أخذ رأى المخالف فى الاعتبار والحسبان والكارثة ستكون على الجميع الصغير قبل الكبير وإلا سنظل من فشل لفشل نتيجة تصرفاتنا وأفعالنا. أخيرا علينا أن نعترف ونحاكم أنفسنا أن مبارك أو غيره سواء مخطىء أو مصيب فقد سلطه الله علينا لأننا لم نكن مسافرين أو فاقدى الوعى وقت حكمهم.. فالحكام إفراز للشعوب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة