أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام كرم الطوخى يكتب: المتوهمون بالمعرفة

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014 02:08 م
عصام كرم الطوخى يكتب: المتوهمون بالمعرفة ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد نكون مضطرين للتعامل مع بعض البشر بحكم القرابة أو الجيرة أو العمل، ولكننا مطالبون بالصبر والفن فى التعامل معهم فى حالة كون تصرفاتهم غير محببة لنا بل وقد تصل إلى درجة الاختناق والجنون، فهم يرون أنهم يعرفون كل شىء ويتدخلون فى كل شىء سواء بشىء من العلم أو بدون علم، يتوهمون المعرفة ويحرفون الحقائق وقد يصدقون ما يقولون عندما تكون الفريسة سهلة أمامهم وتكون ردود أفعالهم تصل لدرجة الغطرسة.

هم يسعون إلى نيل درجات الاستحسان والإعجاب وجلب الانتباه، مما تجدهم أحيانا كثيرة يُصعدون ما يقولون ويتمسكون بتصرفاتهم ويؤكدون ما يقولون والتى غالبا ما تكون كلها لا أساس لها من المصداقية.

الكارثة أنهم يعتقدون أن الناس بصبرهم عليهم مقتنعون وموافقون على ما يقولون فيزدادون ثرثرة والتفوه بأى شىء ولكن هذا ما يتخيلونه. وهناك الكثير منا قد لا يحتمل ذلك وقد يضطر للتصدى لهم ويدخل فى معركة إثبات الحق وقول الحقيقة كون هذا الشخص الذى أمامه كذابا ومضللا وأنه واهم ومدعى أقاويل..، فى تلك الحالة كن حذراً من ردة فعله لأنه سيستعمل كافة وسائل الدفاع والهجوم عليك بردود فعل وأقاويل كاذبة ومضادة لإنقاذ نفسه من تيار هجومك عليه. هنا تكمن المخاوف عندما تجد من حوله ينحازون له ولانفعاله الغير طبيعى بل وقد يصدقونه ويكذبونك أنت بل وقد تكون فى موقف غاية فى الصعوبة والحرج.

انتبه قد تكون أنت فى موقف ما وتضطر أن تكون مثل مدعى المعرفة وتستسلم لمتاهة الفعل ورد الفعل وتكون فى النهاية مثله لذلك حاول أن تتصرف بحكمة وعقلانية ورحمة والصبر عليهم ومحاولة أخذ الأمر ببساطة مادامت النتائج المترتبة على ما يدعونه ليست مؤثرة عليك أو فيمن حولك وإذا كان الأمر ازداد صعوبة حاول اختيار التوقيت المناسب بحنكة ومهارة للحد من حديثهم وأنت تتظاهر بالبراءة ولست فى نيتك إحراجهم بل أعطهم قليلاً من الانتباه لإشباع رغباتهم للخروج من دائرة وهم الادعاء بالمعرفة ومحاولة توضيح الشيء الأبرز والأهم حتى تتضح الصورة لهم وكأنهم هم من شاركوك فى هذه النتيجة ومحاولة توثيق المعلومة بشيء من الأدلة التى قد لا يحتمل الشك فيها وبعيداً عن السفسطة الجدلية وفى الوقت نفسه لا تجعلهم فى موقف عدائى بل اجعل من تحدثه وتصحح له ما يفعله أن يجد مخرج ومنفذ ومهرب مما هو فيه لأنه بدأ يدرك حقيقة مع من يتعامل بل حاول جعله حليف لك حتى يتقبل الحقيقة الغائبة عنه كونه لم يدرك كثير من الأمور والحقائق والتى ربما لم يسعفه الوقت للإطلاع عليها مع توضيح سلوكه السلبى وما قد يترتب عليه من نتائج غير مرغوب فيها وأعطه الثقة فى محاولة لتعديل سلوكه وأفعاله بل مطلوب منك أيضاً محاولة تدريب نفسك على تلك الأمور الصعبة ومواجهة السلوك الاستفزازى باستشعارك الشخصية التى تتعامل معها ومدى درجة خطورة ما يقول وما قد يضطر من ردة فعل لتحصين نفسه، لذلك محاولة استنتاج ما قد يحدث ورؤية وتوقع ردود فعل معينة من شخصية بعينها فى مناقشة كلامية أو اجتماع …، شيء ضرورى ويجب أخذه فى الاعتبار كونه سوف يسهل عليك التعامل مع مدعى المعرفة. ثق أن من يزرعون الوهم لن يحصدوا غير المعاناة والقلق والحيرة, والجهل لديهم بالشيء هو جهل بالواقع الذى يعيشونه وهم حريصون على لذة مؤقتة يعيشون فى غياهب عالم خاص بهم يخلقونه بداخل أنفسهم كونهم عاجزين عن التكيف والاستمرارية فى حياة راقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر حجازي

ممتاز جدا

وشكرا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة