أكرم القصاص - علا الشافعي

رمضان زكى معتوق يكتب: كلنا فاسدون حتى أنا

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014 10:11 م
رمضان زكى معتوق يكتب: كلنا فاسدون حتى أنا ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الحقيقة لا يوجد مدلول صريح لكلمة فساد فى ذهنى سوى أنه الشىء المناقض والمضاد لأى صلاح فى المجتمع، فالفساد من وجهة نظرى هو تغيير فى طبيعة الأشياء للأسوأ، وهو انتهاء صلاحية الأشياء مما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمى.

ومن هنا يأتى السؤال المنطقى، إذا كان هذا تعريف الفساد، فلماذا لا تنتهى صلاحية الفاسدين؟ فيبدو أن فساد البشر عكس فساد الأشياء تماما لأن الفاسدين يترعرعون ويزداد نفوذهم كلما زاد بطش فسادهم، والغريب أن الفساد ينمو وينتشر ويتشعب فى كل الاتجاهات، حتى إنه أصبح منظومة تبدو فى ظاهرها سوية ولا غنى عنها.

فبنظرة سريعة لمجتمعنا سنكتشف أن الفساد ليس حالة معينة فى مجال معين لها مدلول معين يمكن تتبعها بسهولة والقضاء عليها. فهناك فساد إدارى كالرشوة، فالرشوة مثال حى لاشتراك الموظف والمواطن فالراشى هو مواطن فاسد، والمحسوبية أيضا فساد لأن توزيع الفرص للمواطنين حسب الميول والأهواء يعد فسادا، والمحاباة أو الانحياز للمعارف والأقارب فى السطو على خدمات الدولة، فمن يوافق على إتاحة حق ليس له فهو فاسد، وهناك أنواع أخرى من الفساد الإدارى كالابتزاز والاحتقار وأكل المال العامة دون وجه حق واستغلال السلطة والنفوذ.

وهناك نوع آخر من الفساد كالفساد الاجتماعى وهو يعتمد على فساد الناس فى السلوك وخلافه، فعدم التنظيم السلوكى بين الناس فى الأماكن العامة يعد فسادا، وقيادة الحافلة دون وعى مما يعرض حياة الآخرين للخطر فساد، وانتشار الرذيلة فى المحتمع فساد، والفن الساقط فساد، واعتماد المعلمين على الدروس الخصوصية فساد، وانتشار المخدرات بكل أنواعها فساد، وعدم احترام حرية الآخرين فساد، وانتحار فتاة فى مقتبل العمر لمجرد تغيير أفكار لهو فساد جديد وغريب على مجتمعنا.

والغريب أننى كلما أتحدث مع أى شخص مهما كان عمله أو دوره فى المحتمع إلا ويكون متفوقا فى عد وحصر أنواع الفساد فى مجاله، فالتلميذ والطالب الجامعى والمعلم والطبيب والمهندس والسائق والفنى والمهنى وحارس العقار والسمسار والعامل البسيط الكل يشكو من الفساد والكل يعتبر نفسه الشريف الوحيد دون الآخرين ومن الفاسد بعد لست أدرى، ولماذا لا يقف كل منا مع نفسه وقفه صريحة وقفة صادقة ويعرف أن الله مطلع على ما يدور فى قرارة نفسه وما يبطن بداخله ليبرز ما يفعله من فساد فى المجتمع، لماذا لا نسأل أنفسنا ما هذه الفرحة حينما يمسك أحدنا بيده حفنة جنيهات ويلقيها فى درج مكتب موظف مرتشى ويخرج سعيدا لإنجاز معاملة قبل غيره ممن لهم الحق، لما نفرح لنجاح أبنائنا فى الامتحانات ولا نحزن حين نعرف أن السبب هو الغش، لماذا يفرح المخالف حينما يفر من لجنة مرور لأنه لا يحمل رخصة مرور صالحه ويعتبر نفسه من المضطهدين إذا تحررت ضده مخالفة أو غرامة، لماذا نتسابق فى الحصول على واسطى كى ننجو من شىء ما رغم أننا مذنبون، لماذا نعلم أن غالبية أصحاب النفوذ فاسدون ومع ذلك نلهث خلفهم مهللين بالنفاق من أجل مصلحة ما، لماذا ولماذا ولماذا؟ لماذا لا يبدأ كل منا بإصلاح ذاته قبل إلقاء اللوم على الآخرين لماذا لا نعترف جميعا أننا فاسدون ولا استثنى أحدا حتى أنا؟!.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر حجازي

الفساد ورجال الاعمال والعلاقات المشبوية والسياسة لغز كبير في مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة