أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا عبد العليم

الدرس انتهى... لموا الكراكيب

الخميس، 23 أكتوبر 2014 10:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذ _ ب _ ح، ذبحه الزجاج بعد أن انزلاق على عنقه فمات التلميذ.
س _ ق _ ط، سقط باب المدرسة المتهالك على جسده الضعيف فمات التلميذ.
د _ هـ _ س، دهس سائق سيارة التغذية المدرسية عظامه فمات التلميذ.
ح _ ص _ د، حصد الموت فى أسبوع واحد من مدارسنا ثلاثة تلاميذ، ولم ينته الدرس بعد، ولم تغلق الكراريس.

كتبت هنا منذ يومين أن الإهمال والفساد والسرقة والترهل فى المنظومة التعليمية والطبية وفى مصر كلها تآمروا على أرواح صغارنا فمات منهم اثنان فى أسبوع واحد، أحدهما سقط عليه زجاج الشباك فقطع عنقه والآخر سقطت عليه البوابة الحديدية للمدرسة، وأن القضايا ستغلق كما وسنردمها بالتراب تمامًا كنا أغلقنا المقابر على أجساد صغارنا، وقلت لكم أننا سننشغل بحالنا حتى نجد أنفسنا أمام تلميذ أو قتيل آخر فى إحدى مدارسنا، والحقيقة لم أتخيل أن يحدث هذا بهذه السرعة، وكأن الأسبوع يأبى أن يمر دون أن يقدم لفسادنا قربانًا جديدًا من أرواح التلاميذ، فدهست سيارة التغذية تلميذ بمدرسة أمين النشرتى بأطفيح بالجيزة، ليلحق بزملائه مقتولاً باب مدرسته.

يوم واحد فصل بين موت تلميذ مطروح وموت تلميذ أطفيح، أجرى فيه السيد الدكتور محمود أبو النصر وزير التعليم حوارًا تلفزيونيًا مع الإعلامى عمرو أديب، عبر خلال الحوار عن أسفه لهذه الحوادث وقال فيه إنه فى حالة نفسية سيئة بسببها، وأنه فكر فى الاستقالة لكنه اكتشف أن التراجع وترك الميدان لن يفيد، وعندما سأله المذيع عن الحل قال الوزير بمنتهى البساطة، الناس تتبرع لتطوير المدارس. وأعلن أن الفصل الواحد يحتاج ستة آلاف جنيه حتى يتم تطويره وترميمه، كما أعلن على الهواء رقم حساب فى البنوك المصرية فتحته الوزارة للتبرع لها وأنها ستطلق اسم كل مواطن يتبرع لتطوير المدارس على أحد الفصول، وكأن السيد الوزير أجرى الحوار لاستغلال الحوادث التى تمر بها الوزارة ويطالب المواطن بالتبرع.

أعلم جيدًا أنها تركة كبيرة من الفساد ومنظومة من العفن المتراكم والذى بلغ عمره العشرات فصار كالوحش الذى كلما قطعت له رأس ظهر له اثنان بديلا لها، لكن أعلم أيضًا أن الدكتور محمود أبو النصر قبل المنصب منذ أربعة عشر شهرًا، وهو على علم بهذا ولم يفاجئ به، كما أن واجبه الوظيفى والإدارى هو إيجاد حلول سريعة على الأقل لكل ما هو عاجل، وأعتقد أيضًا أنه لا يوجد أهم من سلامة وأمن التلاميذ، فكان الأجدى بسيادة الوزير هو وضع خطة فورية لتطوير المدارس، وفتح التحقيقات فى فساد هيئة الأبنية التعليمية التى حصلت على مبلغ مليون ومائتى ألف جنيه فى تطوير مدرسة واحدة وهى مدرسة عمار بن ياسر التى شهدت منذ أسبوع فاجعة موت أول تلميذ بعد أن سقط زجاج نافذة شباك الفصل على عنقه، فكشفت الفساد فى التطوير بعد أن أعلنت إدارة المدرسة أنها رفضت استلام المدرسة من هيئة الأبنية التعليمية لأن عملية التطوير لم تتم، وهنا نتحدث عن مليون واحد فى مدرسة واحدة، فهل فكرت سيادتك فى فتح تحقيقات مع الهيئة، هل فكرت فى حجم المشروعات والمبالغ التى حصلت عليها من ميزانية الوزارة وفى كيفية استردادها لإجراء عمليات ترميم وتطوير حقيقة للمدارس وتأمينها.
معالى الدكتور محمود أبو النصر، أطلقت حملة للتبرع لتطوير فصول المدارس؟ من توقعت أن يتبرع؟ هل هم رجال الأعمال أصحاب الملايين وميسورى الحال؟ هؤلاء لا يعنيهم الأمر ولن يهتموا فابنهم فى المدارس الدولية، يدفعون لهم بالدولار، وإن سألتهم التبرع سيطلبون منك إغلاق المدارس وإلغاء التعليم المجانى من الأساس، فهل كنت تناشد التبرع من الفقراء الذين يرغمون على التعليم المجانى، هل تتوقع أن عم محمد البقال وأم مريم العاملة والأسطى عربى المكوجى، عندما يمتلك أحدهم ستة آلاف جنيه سيتبرع بها لتطوير فصل حتى لو كان المقابل هو فصل أم مريم والأسطى عربى، بدلاً من فصل "٢/٣".
عام دراسى مضى من سبتمبر ٢٠١٣ حتى يونيو ٢٠١٤ أنت وزير، صدر قبل نهايته تقرير عن غرفة عمليات التعليم يفيد بأن المدارس شهدت خلال 8 أشهر، وبالأرقام الرسمية الصادرة عن غرفة عمليات الوزارة، وفاة 30 طالبًا، والاعتداء على 18 معلمًا بمدارسهم، وحالتى اختطاف، و46 مظاهرة ووقفة احتجاجية، و6 حوادث اغتصاب بالقاهرة والجيزة، وتسمم 470 تلميذًا من وجبات التغذية المدرسية، ثم جاءت الإجازة وتغيرت الحكومة وبقيت أنت فى منصبك لتكمل العام وشهرين، فماذا قدمت من حلول لتفادى هذه المشكلات،؟ ماذا فعلت للحفاظ على أرواح التلاميذ؟ لماذا لم تستغل إجازة العام الدراسى لتتابع تطوير المدارس وتأمينها وضمان عدم وجود سرقة أو فساد فيها قبل بدء العام الدراسى الجديد؟ تبرع المواطن لن يحل الأزمة وسوء حالتك النفسية لا يعنينا وتفكيرك بالاستقالة لا يعفيك من المسئولية ولن يبعث فى أجساد أطفالنا الروح ولن يعيد النور لحياة أهاليهم، وما عليك الآن سوى تحمل المسئولية وفتح تحقيقات عاجلة ووضع خطط سريعة للحفاظ على أرواح التلاميذ.

الدرس انتهى.. لموا الكراكيب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

برافو يا دينا - نحن نعيش المأساه بكل ابعادها والامها - الفساد والاهمال والتخاذل يحيط بنا من كل جانب

ربنا يصبر قلوب الثكالى واهالى الابرياء الطهره

عدد الردود 0

بواسطة:

مهند ابراهيم

الدرس لم ينتهى

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد -ٌقنا

الله يرحم اطفالنا ويصبر اهاليهم

عدد الردود 0

بواسطة:

جوجو شلبى

احترم صراحتك وجرأتك يا بنتى ربنا يحميكى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى زهقااان

Good Article

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو رحمة

و ايه تانى هيحصل فيكى يا مصر ؟؟!!!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

احرار الصعيد

كل اللى بيحصل ده بسبب مبارك واعوانه

عدد الردود 0

بواسطة:

malk

من هنا

لو توهنا من بعض نتقابل فى المحطة الجاية

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد حركات

الى رقم 8 انت تايه ولا ايه ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

أسفين يا ريس

ما هى الا حوادث فردية ويجب محاسبة المخطئ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة