"الزراعة" تشن حملة لـ"خصى" 90 ألف كلب ضال للحد من تكاثرها فى القاهرة والجيزة.. وصحة الحيوان: تكلفة العملية الواحدة 150 جنيها.. وارتفاع التكاليف تقلل من قدرة الدولة على السيطرة على الحيوانات الضالة

بدأت وزارة الزراعة ممثلة فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية، تنفيذ الحملة القومية، للقضاء على 90 ألف كلب ضال - حسبما أكد أخر تقرير لجمعيات الرفق بالحيوان.

تبدأ الحملة فى شوارع القاهرة والجيزة وبعدها يتم تعميمها على محافظات الجمهورية، بمشاركة نحو 100 طبيب بيطرى وناشط مجتمع مدنى وعامل، وذلك كبديل لاستخدام سم "الاستركنين" الملوث للبيئة والمحرم دولياً، وبعد قيام هيئة الخدمات البيطرية بتدريب 20 طبيبا على صيد الكلاب وإجراء العمليات، عن طريق إزالة الأعضاء التناسلية لمنع تكاثرها.

من جانبه، قال د.محمد جلال عاجور مدير معهد بحوث صحة الحيوان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع "، إن الأزمة التى تواجه وزارة الزراعة للبدء فى عمليات التعقيم الجراحى هو ارتفاع التكلفة، حيث تتكلف العملية للكلب الواحدة أكثر من 150جنيها، وهو ما يعنى إهدار ملايين الجنيهات لتعقيم ذكور الكلاب الضالة فى الوقت الذى تعانى فيه مصر عجزا بالموازنة العامة.

وأوضح عاجور، أن التفكير فى التعقيم الجراحى جاء بعد توقف الدولة عن عمليات القضاء على الحيوانات الضالة بإلقاء السموم فى الأطعمة أو بإطلاق النيران عليها بسبب اعتراض عدد من الجمعيات العالمية الناشطة فى مجال حقوق الحيوان على هذا الأسلوب، مشير إلى أن السبب وراء ارتفاع التكلفة هو أن إجراء العملية يتطلب وجود عيادات جراحية ومضادات حيوية وأماكن إيواء الكلاب بعد إجراء الجراحة وسيارات النقل وعمال لصيد الكلاب وبعد إجراء العملية يتم إعادة الكلاب مرة أخرى إلى الشارع.

ومن جانب آخر، اجتمعت الهيئة العامة للخدمات البيطرية برئاسة الدكتور أسامة سليم نائب رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية والدكتور حسن شفيق ومركز الاتصالات الدكتور ماجدة شكرى ومديرية طب بيطرى القاهرة الدكتور سعاد الخولى ومديرية طب بيطرى الجيزة الدكتور سيد جاد الموله وأعضاء من المجتمع المدنى ورئيس جمعية أصدقاء الحيوان ورئيس الاتحاد المصرى لجمعيات الرفق بالحيوان ونشطاء المجتمع المدنى دينا ذو الفقار للبدء فى الحملة.

قال سليم، إنه تم تجهيز الوحدات البيطرية فى محافظتى القاهرة والجيزة، كبداية لحملة قومية تستهدف القيام بعمليات "خصى" للكلاب الضالة، وذلك من أجل وقف استخدام سُم "الاستركنين" المحرم دوليا، وتطبيقاً لتوصيات منظمة صحة الحيوان العالمى OIE، والتى أجمع الحاضرين بها ومن بينهم مصر على منع استخدام السُم للسيطرة على الكلاب الضالة وعلى الدول أن تلجأ إلى الإخصاء والتطعيم، مؤكدا أن الحملة سيشارك بها 20 طبيبا من الطب البيطرى، بالإضافة إلى عمال من الهيئة تم تدريبهم على صيد الكلاب من الشوارع، مؤكدا أن هذه أنسب وسيلة للقضاء على الكلاب بمنع تزاوجها فى الشارع وتهديدها للمواطنين .

بدورها، قالت دينا ذو الفقار الناشطة فى مجال الرفق بالحيوان، فى تصريحات لــــ"اليوم السابع "، إن منظمات المجتمع المدنى بدأت بتجهيز الخيام والأقفاص والأطباء والعمال على عمليات الخصى والتعقيم والصيد والإفاقة، مشيرة إلى أنه تم البدء فى جمع تبرعات عينيه عبارة عن خيام متنقلة تقوم بدور الوحدات البيطرية، بها أقفاص حديدية للعناية بالكلاب وأحواض مياه تستخدم فى العمليات البيطرية، وسوف تقيم الحملة فى كل منطقة من مناطق الجيزة والقاهرة من يومين إلى ستة أيام، وحتى الانتهاء من العمليات للكلاب بالمنطقة.

وأكدت دينا، أن الهدف من المشروع استخدام الأسلوب العلمى الحديث فى القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة ووقف استخدام سُم "الاستركنين" القاتل فى الشوارع والأزقة للتخلص من الحيوانات الضالة، والذى يهدد بكارثة بيئية، لافته إلى أن هذا النوع من السم مُحرم من الدول الأوروبية وأمريكا، لما يمثله من خطورة على صحة جامعى القمامة والأطفال والحيوانات الأليفة، مؤكدة أن قرار وزارة الزراعة للحد من تكلفة المكافحة المعمول بها لمطاردة الكلاب الضالة بـ100 مليون جنيه سنويا يتم إنفاقها فى شراء السموم المستخدمة قررت الوزارة تعديل هذا النظام لتوفير النفقات خاصة بعد حظر استخدام سم "الاستركتين" المحرم دوليا واستخدام طرق مستحدثة تعتمد على التعقيم للكلاب، حيث تم عقد 3 اجتماعات فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية للبدء فى تنفيذ خطة التخلص الآمن من الحيوانات الضالة عن طريق التعقيم بدلا من القتل.

من جانبه، قال الدكتور سيد جاد المولى، مدير مديرية الطب البيطرى بالجيزة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه تقرر البدء فى حملة موسعة لإجراء عمليات لتعقيم الكلاب بالمحافظة بعد انتشارها وزيادة أعدادها والشكاوى المستمرة من المواطنين وتسببها فى مضايقة الصغار والكبار وتلويثها للبيئة، وتزامنًا مع الاتجاه العالمى باستخدام وسائل الخصى والتعقيم لتقليل أعدادها، وبعد الانتقادات الدولية والشكاوى المتزايدة من جمعيات الرفق بالحيوان والمنظمات الدولية، مؤكد أن تكلفة العملية تتراوح مابين 150 جنيها إلى 200 جنيه للواحد.

وأشار إلى إجراء جراحات تناسلية للذكر والأنثى على السواء داخل مخيمات و"بوكسات" مجهزة بأدوات جراحية وأدوات تخدير ومضادات حيوية بعد القيام بصيدها من الأحياء والشوارع باستخدام شباك أو خطاطيف، أو المقدمة من متبرعين، حيث يقوم الأطباء البيطريون بتخديره وإزالة الخصيتين من الذكور والمبايض من الإناث، بعدها يظل الحيوان تحت الملاحظة 48 ساعة، وإطلاقه بعد وضع علامة بذلك ولفت إلى أن هذه الطريقة تساهم بشكل كبير فى تقليل أعدادها على المدى الطويل.