أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

طلقات الذعر الإخوانى

الخميس، 04 أبريل 2013 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس لدى شك فى أن الخائف هو أشرس المخلوقات، فإذا كنت فى بداية معركة ما فسيمهلك القدر وقتا لترتيب استراتيجيتك وبناء دفاعاتك وإعداد العدة لخوضها متعشما فى المكسب، مستبعدا الهزيمة، وبحسب سريان المعركة تكون حالتك النفسية، فإذا كنت متقدما حاصدا مكاسب استراتيجية مهمة، فإنك فى تلك الحالة تكون أكثر قدرة على إدارة المعركة، وحساب كل خطوة تخطوها، مدخرا ما تستطيع من قوتك تحسبا للجولات اللاحقة، أما إذا دارت المعركة عليك ومادت بك الأرض، فوقتها لن تحسب حساب شىء إلا النجاة، لتفرغ طلقاتك الطائشة بذعر وخوف دون تمييز، ظنا منك أن هذه الشراسة ستخيف خصمك وترهبه، أو توفر لك النجاة والنصر.

ليس لدى تفسير أوضح لما يفعله الإخوان الآن من إطلاق رصاصات السلطة الطائشة، سوى أن الذعر تملك منهم، وأيقنوا أنهم فى المرحلة الذابلة من تاريخهم الشعبى والسياسى، فالجماعة التى كانت توسعنا صداعا بشعارات النضال صارت الآن أقرب ما يكون لعمق الحظيرة الأمريكية، فلم تنبس ببنت شفة حينما قال باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إن القدس هى العاصمة الأبدية لإسرائيل، بينما أوسعت الدنيا ضجيجا حينما أدانت الخارجية الأمريكية تحويل الفنان باسم يوسف، والفنان على قنديل إلى التحقيق بتهمة ازدراء الأديان، وإهانة محمد مرسى. وما هذا السلوك القمعى مع باسم يوسف وعلى قنديل سوى طلقة أخرى من طلقات الذعر الإخوانى الذى يدل على أنهم مقبلون على النهاية بأقصى سرعة، ولأن «السكينة سرقاهم» فقد أعقبوا تلك الطلقة بأخرى، فقد أنذرت هيئة الاستثمار قناة «سى بى سى» بإلغاء تصريحها بالبث إذا ما استمرت فى إذاعة برنامج «البرنامج»، ما يؤكد أن ذاكرة الإخوان أصبحت أضعف، وأنهم أصبحوا عاجزين عن الرؤية، فاقدين البوصلة، ناسين للتاريخ البعيد والقريب، فلم تنته دولة فى العالم إلا بهذه الممارسات، ولم يسدل مبارك الستار على نفسه إلا حينما اضطهد المذيعين، وضيق على البرامج، وأوقف بث القنوات الفضائية، سواء كانت «إسلامية» كالرحمة، أو «مدنية» كأوربت.

بالتوازى مع تلك الطلقات الذعرية الإخوانية فى السياسة، كانت هناك طلقات أخرى فى الاقتصاد، وهو ما يؤكد أن الجماعة فقدت رشدها، إن كانت ذات رشد من الأساس، فقد رفعت وزارة التموين سعر أسطوانة البوتاجاز دون سابق إنذار، فى الوقت الذى يصل فيه سعر الأنبوبة إلى 50 جنيها بحسب السعر القديم، أما الآن وقد زادت أسعارها الرسمية فلا مناص من زيادة أسعارها غير الرسمية. كما يناقش مجلس الشورى الآن بعيدا عن وسائل الإعلام قانون التعديلات الضريبية، مقترحا فرض ضريبة على القروض والتسهيلات الائتمانية والسُلف بالبنوك، وفرض %20 على الإعلانات، بالإضافة إلى حزمة السلع التى تم رفع ضريبتها الجمركية مؤخرا، مضاف إليها بالطبع ما تنتويه الحكومة من رفع الدعم عن الكثير من السلع الحيوية بالتزامن مع الموافقة على قرض صندوق النقد الدولى الذى وصل مندوبه أمس إلى وزارة المالية ليضع اللمسات الأخيرة على إتمامه.

لم نتحدث هنا عن طلقات الجماعة نحو الأزهر الشريف وشيخه الفاضل، ولم نتحدث كذلك عن طلقاتها نحو رجال الأعمال والاقتصاد، ولم نتحدث أيضا عن عدائها الواضح مع كل ما هو «مسيحى»، ولم نتحدث كذلك عن طلقاتها على السلفيين، ولم نتحدث أيضا عن طلقاتها على القوى السياسية، ولم نتحدث كذلك عن طلقاتها نحو المرأة المصرية، ولم نتحدث كذلك عن طلقاتها على الدول العربية الصديقة، فكثيرة هى طلقات الجماعة نحو مصر وشعبها ومصالحها، ولا أتوقع إلا أن ترتد هذه الطلقات إلى صدر الجماعة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

ميمو

صدقت فعلا ... من شدة خوف الإخوان ...

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

جماعه جاهله ونهايتها قربت قوى ..

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي المصري

صدق الشيخ الشعراوي عندما حذر من العلمانية والعلمانيين

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

شفت اللجان

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جاد

اعتصموا بحبل الله

عدد الردود 0

بواسطة:

يسري المصري

إلي الصديق المعلق رقم ٤ جمال عبد الناصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة