أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الرحمن يوسف

فى المسألة الربوية «1 - 2»

الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 08:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المضحكات المبكيات أن نرى كثيرا من السادة المنتمين للتيار العلمانى يحاولون إثبات حرمة الربا، ويحاولون إثبات أن القرض الذى ستوقعه مصر مع صندوق النقد الدولى ليس إلا ربا صريحاً، بينما يحاول كثير من الإسلاميين أن يخرجوا هذا القرض من الربا المحرم! المشهد مضحك، والحقيقة الشرعية مع العلمانيين، فهذا القرض ربا صريح، قولاً واحداً، ولا أظن أحداً من أهل العلم يجادل فى ذلك، اللهم إلا من هم على مذهب الشيخ طنطاوى شيخ الأزهر الراحل، وهو مذهب مرجوح لا دليل عليه عند أغلب الراسخين فى العلم.
الربا من المسائل التى تغمض على كثيرين فى هذا العصر، وأذكر أننى قد شاهدت مرة فى إحدى القنوات التليفزيونية رجلا كبير المقام محسوباً على إحدى الهيئات الشرعية الكبرى فى مصر، وهو يقول كلاماً لا يمكن وصفه إلا بالجهل، فهو يحدد معنى الربا بأنه استغلال حاجات الفقراء فى الأكل والشرب، من خلال قرض يلتزم الفقير برده مع أضعاف مضاعفة!
وهذا جهل فادح بالشرع، وجهل بأحوال العرب وعاداتها وتقاليدها، فالعرب فى عصر البعثة كانوا أهل الكرم والجود، وكانوا يضيفون ضيوفهم ثلاثة أيام بلياليها، فكيف فى مجتمع بهذه القيم يحتاج شخص إلى الاقتراض من أجل المطعم والملبس؟
إن ربا الجاهلية كان ربا تجارة، كان ربا (للبيزنيس) بلغة عصرنا، وذلك واضح فى قول الرسول الكريم عليه السلام (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ)، ثم أردف عليه السلام قائلاً: (وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا يُوضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ)، وربا العباس عم الرسول عليه السلام كان ربا من أجل التجارة بإجماع كل العلماء، ولم يكن العباس يقرض المحتاجين لكى يأكلوا ويشربوا، بل كان يقرض من يخرج فى رحلات التجارة إلى الشام واليمن، وكان يعطى المقترض (سَفْتَجَةً)، وهى شىء يشبه (الشيك) بلغة عصرنا، فالسَفْتَجَةُ ورقة عليها ختم العباس، فإذا وصل المقترض إلى وكيل العباس رضى الله عنه فى البلد الذى فيه البضاعة أعطاه المقترض السَفْتَجَةَ، وأخذ المال ليشترى بضاعته، وبذلك يكون قد أمن شر الطريق، فيخرج التاجر بدون المال، خشية قطاع الطرق، ويصبح المطلوب منه حماية بضاعته حتى يصل مكة ويبيعها.
من كل ما سبق يتضح أن القرض المذكور ربا، فقد حددت فيه الفائدة سلفا، ولا مجال لاعتبارها مصاريف إدارية، لأن المصاريف الإدارية تكون مبلغا مقطوعا لا نسبة على أصل المبلغ.
ولكن يبقى سؤال.. هل مشكلة هذا القرض أنه ربا؟ أم أن هناك مشكلة أكبر من ذلك؟
نجيب غداً بعون الله...








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

علاوه على الربا انا اجزم بان هذا القرض سوف يضيع فى شقاره ونقاره ولن يكون له اى عائد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

يا عم عبد الرحمن

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

هناك غموض متعمد حول اموال وثروات المخلوع واسرته المهربه للخارج - الا تلاحظ ذلك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

ولماذا لم تستعيد الدوله اراضيها المنهوبه طوال 30 سنه - الا يوجد امامنا الا الاقتراض

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

اننى اتعجب هل شعب مصر يعيش على ارض مباعه ومملوكه للغير - الطف بينا يارب

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

اخوان للخراب وحكومه للسراب وشعب ملهوش الا الهباب - هذا هو الملخص المفيد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

بالله عليك اللى مش قادر على زبالة البلد وبهدد بانقطاع الكهرباء ازاى يعمل نهضه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

وزير البترول : رفع الدعم عن الطاقه لن يؤثر على محدودى الدخل - اعطينى عقلك ياعبد الرحمن

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

اللى عمله الاخوان فى 80 سنه ممكن الشعب يعمله فى سنه واحده - ادعموا الاحزاب الجاده

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

نفيسة

ربنا يوفقك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة