أكرم القصاص - علا الشافعي

حنان شومان

لقاء مع الرئيس التونسى «الثورة والمستقبل»

السبت، 05 مايو 2012 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى جلسة عشاء على ضفاف الخليج العربى فى الدوحة مع أصدقاء من دول عربية مختلفة، بينهم الدكتورة هدى عبدالناصر وبدا وكأننا جامعة عربية إلا قليلا ومن الدول الغائبة تونس،اكتشفت أن فتاة تونسية تعمل فى المكان، ضحكت، وقلت لها أنت تمثلين تونس الخضراء، ابتسمت بأسى وقالت: تونس لم تعد خضراء. صدمتنى إجابة فتاة تمثل أجيال الثورة، وظننت أنها من الفلول، وسألتها إن كانت ضد ثورة بلادها فردت بالنفى وأكدت أنها كانت أكثر التوانسة سعادة بالثورة وأملاً أن تعود لبلادها بعد اغتراب، لكن أملها خاب عندما عادت فى إجازة لتونس تستطلع الأحوال وجدتها ساءت عن السابق، ورأت أن السياسيين يبيعون الكلام، قبل الثورة كان زين العابدين يبيع كلاماً والآن بعد الثورة يبيعون الكلام للنخبة أما الفقراء فلا عزاء لهم.

سقطت كلمات الشابة التونسية على رأسى كحجر، وذكرتنى بحال بلادى وفقرائها ونخبتها الذين يتقاتلون على السلطة ويعدون الفقراء بالجنة ويستخدمونهم كسلم للوصول لكراسى الحكم.. المصادفة كنت فى اليوم التالى على موعد للقاء الرئيس التونسى المنصف المرزوقى مدعوة للمشاركة فى ندوة رتب لها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان «الانتقال الديمقراطى فى تونس..الفرص والتحديات». حضرت اللقاء الذى بدأ بتقديم للرئيس من مذيع الجزيرة محمد كريشان ثم حديث للمرزوقى كان مخصصا له عشرون دقيقة، لكنه تحدث نصف ساعة،  ألقى كلمة عفوية قال إنه طبيب ينظر لتونس كمريض يحتاج لتشخيص وأنها بلد يعيش فى أزمة بعد أزمة تفضى لأزمة أخرى، واعتبر الثورة التونسية أقل الثورات التى دفعت ثمناً للحرية مقابل ثورات عربية أخرى كمصر واليمن وليبيا وبالتأكيد سوريا، وحكى المرزوقى أنه لم يكن يتصور حجم الفقر والتخلف الذى خلفه نظام بن على الإجرامى إلا خلال جولاته الانتخابية وإنه يعيش فى حالة خوف من أن تخرج عليه هذه الجماهير بإحباطها ويضطر لمواجهتها وهو الذى أتى من عالم حقوق الإنسان. فى هذه اللحظة تذكرت النادلة التونسية وملايين غيرها فى بلاد الياسمين ومصر ممن عانوا قبل الثورة ويعانون بعدها كان يقال لهم اصبروا، والآن يقال لهم أيضاً اصبروا، وكلما أتى لهم سياسى يقول إنه لا يملك عصا سحرية مثلما كان يقول حسنى مبارك لمدة ثلاثين عاماً كانت هذه مداخلتى مع الرئيس التونسى المنصف المرزوقى التى أنهيتها بتساؤل ماذا أنتم فاعلون الآن لهؤلاء الفقراء؟.
أثارت مداخلتى كثير من الهمهمات والاستنكار، وبدا المرزوقى ضائقا بالسؤال ولكنه أجاب بأن أى سياسى يعد الناس بالآن وفوراً كاذب، ولن يفعل شيئاَ، ولكن هناك بالتأكيد إجراءات فورية يحاول إجراءها لتخفيف الأعباء عن الطبقات الفقيرة..
ووجه لى كلامه: سيدتى أرجو أن تكونى اقتنعت بما قلت. فقلت ليس مهما أن أقتنع، المهم أن يقتنع فقراء تونس بما تقول.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

عطية فاروق

عودى لرشدك ياحنان

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

يا تعليق نمرة 1 أنت بتفهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة