أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الرحمن يوسف

الخوف من استمرار الحياة

الأحد، 01 يناير 2012 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكنت أظن أننى سأظل شابا ما حييت، لا لشىء سوى لأننى كنت أشعر أننى سأموت مبكرا.
وكنت أظن أننى لن أعمر، وكنت أظن أن تقدمى فى العمر سيغير هذا الشعور، ولكن ما حدث أننى كلما كبرت شعرت بأننى أشم أنفاس الموت تقترب من وجهى.
اليوم بداية عام جديد، وكنت من الذين لا يتعبون أنفسهم فى عد الأيام والليالى، بل كنت أفضل أن أوظف الوقت، بأن أعمق التجارب لكى يطول عمرى بالعمق لا بالطول.
لماذا يشعر بعضنا أن الحياة قصيرة؟
لا أدرى!
اليوم أشعر أننى هرمت، لا، أشعر أننى لم أعد شابا كما كنت، بل أشعر أننى مريض، أو أشعر أننى مهدد، بالضبط.. هذا هو التعبير الصحيح، أنا مهدد بتهديد وجودى، تهديد يتعلق بكينونتى كإنسان.
ما هو الإنسان؟
الإنسان كائن حى يتذكر.
سيقول البعض ولكن الإنسان بطبعه ينسى، هكذا خلقه الله.
سأقول، ونعم بالله، ولكن حين ينسى الإنسان أحبابه، حين ينسى التفاصيل الحميمة، حين ينسى الأمور الحياتية المهمة.. يصبح شخصا آخر، الإنسان الذى لا يتذكر يصبح حطام إنسان، أو يصبح مثلى إنسانا مهددا، ما قيمة الإنسان بدون شريحة الذاكرة الربانية؟
كيف نسيت كل هذه الأشياء؟
كنت أحفظ أكثر من نصف القرآن، كنت أحفظ غالبية حماسة أبى تمام، كنت أحفظ عشرات القصائد للمتنبى وابن الفارض وابن الرومى وعشرات غيرهم، أحيانا أبدأ بالاستشهاد وأفاجأ بأننى قد توقفت كقطار خرج عن القضبان، أحيانا أكمل البيت بالتوقع لا بالحفظ.
لقد حظيت من الحياة بأكثر مما توقعت، لقد ربحت الرهانات الكبرى التى رهنت لها عمرى، وأشعر أننى راض كل الرضا، ولا أجد غضاضة فى رحيل هادئ.
تمنى الموت منهى عنه، ولكن قد تحدث للإنسان فى حياته أشياء كان يتمنى أن يموت قبل أن تحدث له.
كيف سينتهى عمرى؟
هل سيرسل الله لى قطعة صغيرة من الحديد؟ تلك التى تأخذ صاحبها إلى الجنة بسرعة!.
لا أستحق..!
وكنت شابا حاد الذاكرة، متيقظ الحواس، وكنت أتذكر الوجوه وإن تغيرت بالسن، أحفظ النصوص «التى تعجبنى» فى وقت سريع، وكنت أتذكر أرقام الهواتف، وكنت أتذكر أرقام السيارات بطريقة مدهشة، فكنت أقرأ أرقام السيارة التى خلفى بالنظر لها معكوسة فى مرآة السائق، لذلك لم تستطع كل الجهات الأمنية أن تراقبنى لأننى كنت أكشف المراقبة فورا بدون أن أنظر خلفى!
اليوم صرت أنسى.
ونسيت ذكرى رحيل أستاذى ووالدى وصديقى الدكتور أحمد صدقى الدجانى أبى الطيب رحمه الله.
نسيت ذكراه الثامنة التى وافقت يوم الخميس 29 /12 /2011، وللمرة الأولى أكون فى القاهرة فى هذا اليوم ولا أقرأ الفاتحة على قبره.
لو مد الله فى العمر فماذا يمكن أن أنسى أيضا؟
البعض يخاف الموت، والبعض يخاف من استمرار الحياة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

كل سنه وانت طيب لست وحدك الغالبيه ينتابها هذا الشعور عليك بعسل النحل والشاى الاخضر

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن الشعب

نعم لترشيح عبد الرحمن يوسف لأن يكون رئيس مصر القادم

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل بدران

الوداع ياعبدالرحمن يااخويا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود حمودة

دع المخاوف واستبشر خيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

ايناس كمال

لا تحزن

عدد الردود 0

بواسطة:

Reham Hammad

You are truly noble

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري قرفان

الإنسان

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن الشعب

ترشيح عبد الرحمن يوسف رئيسا لمصر

عدد الردود 0

بواسطة:

سوزان يوسف

لا تفعل

عدد الردود 0

بواسطة:

RORA

ألتقينا مصادفة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة