أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

«إشمعنى» تركيا

الإثنين، 05 سبتمبر 2011 08:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت تريد أن تسمع كلاما كثيرا عن الموقف التركى من تل أبيب، وتتمنى لو أن «الريس متقال» بعث من جديد ليتغنى مع ربابته بالأمجاد والشجاعة التركية فى الرد على الكيان الصهيونى، وأراهنك أنك تهرول خلف المقارنات المعقودة بين الموقف التركى والموقف المصرى من إسرائيل، وتستمتع «بمصمصة» شفاهك تحسرا على حال القاهرة وهشاشة مواقفها وردود أفعالها تجاه العدو الإسرائيلى.. إن وجدت.

أيضا أنا أعلم أنك تجتهد بتذكير نفسك بالروابط التى تجمعنا بالأتراك سواء كانت دينية أو ثقافية أو حتى استعمارية، لكى تجعل من قيام تركيا بطرد السفير الإسرائيلى وإعلان أردوغان عن كسر حصار غزة بزيارة رسمية -انتقاما شخصيا لك من إسرائيل فى شهداء حدودنا الذين فشلت حكومة شرف والمجلس العسكرى ومن قبلهما نظام مبارك فى القصاص لهم.

لا تظن -لأن بعض الظن إثم- أننى منك ومن فرحتك بتركيا ساخر، أو أننى -لا سمح الله- أجد فى ما فعلته تركيا «جعجعة» فارغة كما يروح المروجون، ولا تظن -لأن بعض الظن إثم كما قلت لك من قبل- أننى أدعو لإعلان الحرب المصرية على إسرائيل، أو حتى استدعاء السفير المصرى من هناك، أو طرد السفير الإسرائيلى من هنا، فتلك خطوات لابد أن تكون مدروسة، ولا يصح أبدا أن تكون مجرد قرار صدر فى شكل هتاف من داخل مظاهرة شعبية، ولكم فى تركيا التى اتخذت القرار بعد مرور سنة على الحادث خير مثال وعبرة.

فى قصة تركيا وموقفها من تل أبيب ما هو أعمق من طرد السفير الإسرائيلى وتحدى تل أبيب، لدى أردوغان وداود أغلو ما هو أهم من تحدى إسرائيل، وما هو أكثر فائدة لمصر التى تتشكل من جديد لنتوقف أمامه.. وهو كيف نجح أردوغان وأوغلو؟ وكيف نجحت تركيا فى أن تجد لنفسها ذلك المكان المميز والهام داخل المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة؟ نحن فى حاجة إلى أن ندخل الفيلم التركى من أوله وليس منتصفه كما فعلنا ووضعنا كل تركيزنا على رد الفعل التركى تجاه إسرائيل، الأهم لنا أن نسأل: كيف وصلت تركيا إلى تلك المرحلة التى أصبحت فيها قادرة على اتخاذ تلك القرارات؟ لا أن نسأل: لماذا لا تفعل مصر مثلما فعلت أنقرة؟

الأكثر إفادة لمصر أن نستخلص من التجربة التركية إجابات عن الأسئلة الصعبة التى ندور حولها الآن، ويجتهد أكثرنا فى الإفتاء دون أن نجد إجابة لها، نريد أن نذاكر كيف نجحت تركيا فى صناعة معادلة تحييد الجيش والإبقاء عليه حاميا للدولة والشرعية.. ونريد أن نذاكر كيف نجحت تركيا فى استغلال سلاحنا القديم «المسلسلات والدراما» فى غزو الإقليم وإعادة نشر ثقافتها.. ونريد أن نذاكر جيدا كيف نجحت تركيا فى تحويل أرضها إلى قبلة سياحية يقصدها المصريون أكثر من قصدهم سواحل مصر.. وكيف نجحت فى الإسراع بخطوات الإصلاح الاقتصادى وصناعة تلك الأرض الصلبة التى وقفت عليها دون أن تهتز وهى تقول لإسرائيل «طظ» وتخرج لها لسانها.. هذا ما نريده من التجربة التركية، وليس مجرد الفرجة والصراخ كما الأطفال فى الحضانة بـ«إشمعنى تركيا بتعمل كده وإحنا لأ».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

أصبت

عدد الردود 0

بواسطة:

علي قنديل

تعجبني يا رشدي

لا فض فوك .... كلام لا غبار عليه

عدد الردود 0

بواسطة:

هالة

لانهم رجالة بجد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد علي كفر صقر

لآن تركيا هي القاطرة ولا تستعجل الامر

عدد الردود 0

بواسطة:

فتى مصري

ممكن اقول حاجه

عدد الردود 0

بواسطة:

sonia

حماك الله ورعاك

غاية في الروعة... سلم لسانك
تحياتي

عدد الردود 0

بواسطة:

المر بزياده

الرغى من الغرق المكيفه

عدد الردود 0

بواسطة:

م.وليم

لا تتعجب ياسيدى الفاضل ..فنحن شعبة تجمعة طبلة وتفرقة عصاة ..!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

مـــــــانــــــــدو

اخيرا تكتب شي له لزمه

عدد الردود 0

بواسطة:

راجى رحمة الغفور

هل من معتبر؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة