أكرم القصاص - علا الشافعي

بسمه موسى

بحلم بيوم السلام

الجمعة، 16 سبتمبر 2011 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحلم بيوم معرفش إمتى معرفش فين يبقى السلام جوه قلوبنا، بحلم بيوم يسود فيه المحبة والسلام والتسامح فى بلادى، سلام يحمى الأطفال والأسر من قسوة الكراهية والعداء. ففى اليوم العالمى للسلام والذى يوافق 21 سبتمبر من كل عام والذى أعلنته الأمم المتحدة منذ عام 1982 جاء ليذكرنا سنويا بأهمية السلام العالمى، حيث تتشابك مصالح الشعوب وأضحى هذا الحلم يداعب مخيلتنا وضروروة مٌلّحة نحو عالم أفضل لأبنائنا.

إن عالمنا يكابد تغييرات سريعة تقربه أكثر وأكثر نحو ما أطلق عليه بعض الناس "القرية العالمية" التى تدار إلكترونيا من خلال شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعى الخارجة عن نطاق الحكومات والدول والتى جعلت الحضارات والشعوب التى عاشت أغلب حقب التاريخ فى معزل عن بعضها البعض قد صارت الآن تتعامل وجهًا لوجه على أساس يومى وتنقل خبراتها إلى كل العالم. ولكن للأسف، فإن التقدم الاجتماعى والعدالة بين أطياف الشعب الواحد وإزالة الهوة بين الغنى الفاحش والفقر المدقع لم يكونوا على قدم وساق مع التطورات المادية المتلاحقة، ولذلك فإن قريتنا العالمية ليست مكانًا سعيدًا يتمتع بالسلام.

إن الوقت قد حان لكبار العالم أن يتشاوروا فيما بينهم ويفكروا فى المستقبل وأن يدركوا أن مستقبل بلادنا والعالم هم أطفالنا وشبابنا، فعندما ننظر إلى ما بعد الأزمات والصراعات الحالية سنرى أن أحد أعظم المخاطر التى تواجه الجنس البشرى يكمن فى جيل من الأطفال والنشء الذى يترعرع فى فراغ أخلاقى ومشكلات مجتمعية طاحنة كالفقر والجوع والجهل والمرض وغياب برامج لإدماج هؤلاء الصغار فى المساهمة لنمو وخدمة مجتمعاتهم.

إن قلوبنا تنفطر إزاء أطفال الشوارع الذين لا أمل لهم فى حياة آمنة، وساكنى المناطق العشوائية بمصر والدول النامية، والأطفال المجندين فى أفريقيا، وأطفال المجاعة بالصومال واستغلال الأطفال فى الأعمال غير الأخلاقية وزواج الطفلة فى آسيا وفى الصحارى، وجامعى القمامة البائسين فى الملاجئ التى لا تحصى حول العالم، واستغلال الأجساد البريئة فى تجارة الأعضاء البشرية الكريهة فى العديد من الدول النامية وتلاعب تجار السلاح فى العالم فى مقدرات الشعوب التى تلهث للدفاع عن نفسها ويهوى اقتصادها فى هذا الطريق الوعر الذى يجلب مزيدا من الفقر والعوز للشعوب. إن هؤلاء جميعا هم ضحايا الفقر – المادى والروحى على حد سواء. ويجب ألا ننسى ملايين الصغار الذين يترعرعون فى مجتمعات باتت أنظمتها التقليدية فى حطام، أو أولئك الذين حرموا التدريب الروحانى من قبل أجيال لا تقيم وزنًا إلا للتربية المادية. وحتى لا نهون كثيرًا من شأن العلل أو العلاج، دعونا نذكر أيضًا أولئك الصغار الذين أنتجتهم الليبرالية الانفتاحية فى الغرب، حيث نشأ الكثير منهم على حب العنف والتسلح، شأنهم فى ذلك شأن أقرانهم فى مناطق أقل حظًا من الأرض، والأكثر تضررا فى كل الحالات دائما هم الأطفال والسيدات وكبار السن.

إن كل طفل يولد فى هذا العالم هو قيمة إنسانية يجب على كل المجتمع رعايته ففيه يكمن نور العالم وظلامه. وإضاءة مصابيح هذه الأرواح البريئة مسئولية لا بد أن نتبناها جميعًا لو كان للحضارة الإنسانية والتى نحن جزء فيها أن تزدهر. فلا يجب أن يٌحرم الأطفال من نور التربية الأخلاقية والمادية وخصوصًا الفتيات اللاتى سيحملن لواء تغيير القيم وزرع بذور المحبة والسلام للأجيال القادمة باعتبارهن المربيات لأطفالهن بالمستقبل. فتثقيف الفتيات هو أحد أهم مفاتيح السلام العالمى. فإذا نالت الفتاة حقها فى التعليم لن ترضى أن تلقى بأطفالها فى أتون الحروب التى لا طائل لها إلا مزيد من الفقر والعوز.

إن السلام الحقيقى والدائم الذى نتمناه يعتمد على الوحدة و الاتحاد بين كل أطياف الشعب . فعندما نتحد اتحادًا يحتضن التنوع ويوقره فكل المشاكل يمكن حلها. وكبداية فإن التطبيق الصادق لمبدأ معاملة الآخرين كما نحب أن يعاملوننا – هو مبدأ يقع فى قلب كل الديانات – من شأنه أن يحدث تغييرًا جذريًا فى العالم. وعلى قادة الأديان أن يقوموا بدور بنّاءً فى تشكيل مستقبل الإنسانية فعليهم أن يركّزوا على القيم الأخلاقية الإيجابية السائدة فى كل الخلفيات الدينية بدلاً من التركيز على الاختلافات. فربما اعتقد كل منا بأن ديانته هى الأفضل، لكن علينا أن نحترم الخيارات الروحية للآخرين حتى إذا اعتقدنا أنهم خطأ. فلو كان حتمًا أن يكون ثمة تنافس فيما بين الأديان فليناضل كل منا فى طريق إرشاد الناس إلى التعايش السلمى والتفاهم المشترك، فالدين يملك القوة التى من شأنها تعبئة قلوب الناس وعقولهم وحثهم على السير قدمًا فى طريق السلام والتفاهم المشترك، وللدين سلطة أخلاقية وحساسية أدبية من شأنها أن تكمل مصادر وخبرات الحكومات والجماعات المدنية من منظور يتجرد عن المقتضيات الآنية والصراعات اليومية الانحيازية للحياة السياسية.

لذا لا بد من الإقرار بأن لدينا تحديا كبيرا وعلينا أن نجابهه سويا كشعوب وكقادة فى العالم فى خلق الاحترام المتبادل اللازم والتعاون بين القيادات الشعبية والسياسية والدينية والمدافعين عن حقوق الإنسان فى فتح طرق للسلام، الأمر الذى بدونه سيكون السلام العالمى وازدهار الجنس البشرى أمرًا بعيد المنال. فالتفاهم المشترك سوف يٌقيم أساسًا راسخًا لجهود مبنية على الاتحاد وبروح الخدمة للجنس البشرى عمومًا.

إن بناء عالم مبنى على الوحدة والتنوع مفعم بالحب والعدل هو عمل ليس باليسير ولكنه العمل الذى لا بد من تحمّله من أجل أنفسنا ومن أجل أطفال اليوم ومن أجل الأجيال التى لم تولد بعد. وفى تحمل هذه المسئولية علينا بالتأكيد أن نعتمد على التأييد القوى لخالق الكون الله سبحانه وتعالى.

وأعود إلى حلمى بأن أرى اليوم الذى يلقى فيه كل من يحمل سلاحه ورماحه أرضا ويجعل منها سككا وطرقا جديدة للسلام.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل الاسوانى

المحبة

تقديرى و تحياتى
مع اطيب الامنيات بغد افضل

عدد الردود 0

بواسطة:

يسوع المسيح

طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون

طوبي لبسمة موسي.

عدد الردود 0

بواسطة:

Sam Australia

التجربة الأسترالية

عدد الردود 0

بواسطة:

نوبى ابراهيم

اليوم الذى يلقى فيه كل من يحمل سلاحه ......

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسمين جابر

مصرالمختلطة=مصرالراقية

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء

فلنسعى جاهدين نحو تحقيق هدفنا المنشود

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال حسن

يارب

يارب عجّل بهذا اليوم !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

nada

محبة الله هي الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

bob

السلام حلم سيحقق لا محاله

عدد الردود 0

بواسطة:

سلام

خدمة قضية السلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة