أكرم القصاص - علا الشافعي

زينب عبداللاه

ودن المسلم وودن المسيحى

السبت، 02 أبريل 2011 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تختلف أذن المواطن المسلم عن أذن المواطن المسيحى؟ وهل تكتسب الأذن أو الأنف أو أى جزء آخر من الجسد قيمة خاصة إذا كان صاحبه مسلما، أم يصبح أكثر قيمة إذا انتمى إلى جسد مواطن مسيحى؟!

سؤال شغلنى وأنا أتابع كيفية تناول قضية قطع أذن المواطن أيمن مترى فى قنا، تلك القضية التى تضعنا أمام أمر مفزع إن صدق ما أثير فيها عن قيام بعض من ينتمون للتيار السلفى بقطع أذن هذا المواطن بحجة تنفيذ الحد عليه لاعتراضهم على سلوكه.
كنت أظن أن نفزع وننتفض ونهب لنعرف مدى صحة هذه الحجة وهل بالفعل بدأت تظهر بعض الجماعات الإرهابية التى تعتبر نفسها دولة فوق الدولة فتصدر أحكامها وتنفذها على المواطنين حتى وإن كانت أحكاما بالقتل وقطع الأذن واليد والرقبة إذا
اقتضى الأمر، وفى هذا فإنها لن تفرق بين مواطن مسلم أو مسيحى إذا لم يعجبها سلوكه، أم أن الأمر لا يعدو كونه حادثا بلطجيا أو انتقاميا، أو كما أشار البعض إلى أنه تم بصورة تلقائية خاصة فى هذا المجتمع الصعيدى الذى ينبذ أى سلوك يشك فى أنه يمس الأخلاق والتقاليد، وأن الحادث وقع للاعتراض على ممارسات هذا المواطن فى تأجير شقته التى تم حرقها.
كنت أظن أن الأمر الذى سيفزعنا جميعا أن تكون الجماعات الإرهابية قد عادت للظهور من جديد لتنفذ أحكامها على كل من تراه مخطئا من وجهة نظرها سواء مسلم أومسيحى، أو على الأقل أن نلتفت إلى حالة البلطجة التى تجعل كل شخص ينفذ قانونه بطريقته، ولكن ما حدث أننا تركنا كل هذا الخطر لنبحث عن ديانة صاحب الأذن المقطوعة وعما إذا كانت هذه الأذن تنتمى لرأس مسيحى أو مسلم، ليتم تسطيح القضية وإلباسها رداء طائفيا مصطنعا، حيث أصبحنا نعانى من حساسية طائفية دون أن ندرى، فانبرى البعض ليبدى اهتمامه بالمواطن مقطوع الأذن لمجرد أنه مسيحى بادعاء أن الحادث قد يؤثر على الوحدة الوطنية، رغم أنه لا علاقة لهذا الحادث من قريب أو بعيد بديانة الرجل، ورغم أن نفس ما حدث للمواطن مترى كان سيحدث فى نفس الأجواء والظروف إن كان اسمه محمد أو محمود، حتى أن شيخ الأزهر استقبل المواطن مترى فى مشيخة الأزهر، وأشار إلى إدانته للحادث لخطورته على تهديد روح الوحدة الوطنية، ولا أعرف هنا إن كان شيخ الأزهر سيستقبل هذا المواطن لو كان مسلما، أم أنه فى هذه الحالة لن يكون هناك داع لاستقباله ولا داع للقلق، لأن الحادث فى هذه الحالة لن يؤثر على الوحدة الوطنية؟! وذلك رغم دلالات هذا الحادث الخطير على الوطن ككل، وانبرت كذلك العديد من المواقع لتصور الحادث على أنه يمثل مزيدا من اضطهاد الأقباط وتناست أن ما حدث ليس له علاقة من قريب أو بعيد بديانة هذا المواطن، ولكنها تتعلق بسلوكه وسلوك من قاموا بالاعتداء عليه، ولم تقع هذه المواقع فقط فى هذا الخطأ بل وقع فيه كثيرون ممن أصروا على وضع كلمة "مسيحى" بلا داع عند الحديث عن الاعتداء على هذا المواطن المصرى دون أن يسأل كل منهم نفسه هل تم الاعتداء عليه لأنه مسيحى أم لأسباب أخرى يجب أن نبحث عنها جيدا حتى لا تتوه الحقيقة، وهو ما لم يكن منطقيا معه الاكتفاء بتنازل المواطن مقطوع الأذن وتصالحه مع من اعتدوا عليه، خاصة مع ما أثارته هذه القضية من ادعاءات بعودة الإرهاب وتنفيذ بعض الأفراد لقانونهم وأحكامهم الخاصة، وضرورة التحقق من مدى كذب أو صدق هذه الادعاءات والتعامل معها باهتمام بالغ لخطورتها على مستقبل الوطن إن صحت، وأتعجب من أن يتم إغلاق ملف هذه القضية التى أثارت الرأى العام، وأثارت فزعه بمجرد تنازل المواطن وتصالحه دون أن نعرف دوافع ما حدث ونطمئن إلى أنه لا يمثل عودة للإرهاب، أو استفحال للبلطجة وقانون الغاب، ودون أن نطمئن إلى أننا لا نستيقظ غدا لنجد مواطنا آخر وقد قام البعض بقطع رقبته تنفيذا لحكم أصدروه فى محكمتهم ودولتهم الخاصة وحينها هل نكتفى بالسؤال عن ديانة صاحب الرقبة؟!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة