أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

شفيق وشرف.. قدر واحد ومصائر مختلفة

السبت، 05 مارس 2011 12:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
" الإنسان له قدر واحد" الكلمة للروائى ماريو جيانلويجى بوزو، فى روايته الأشهر" الأب الروحى"، ورغم أنها قيلت للتعبير عن مصائر البشر فى عالم المافيا، فإنها تنطبق على عالم السياسة بنفس القدر.. فقد جمعت الأقدار كلاً من الفريق أحمد شفيق، والمهندس عصام شرف فى طريقين متقابلين، لكنهما أيضًا متفرقان، فقد تولى شفيق وشرف مهام مناصبهما فى حكومات أحمد نظيف، وكان عمل كل منهما يتصل بالنقل، شفيق فى المطارات، وعصام فى النقل.. شفيق نجح فى عالم المطارات، وعصام استقال بسبب القطارات والعبارات.
فى وقت من الأوقات كان تولى شفيق أو عصام شرف مطلبًا جماهيريًا، لكن التوقيت السيئ أطاح بشفيق ومنح عصام شرف فرصة.

سوء الحظ هو التفسير المنطقى لوضع الفريق أحمد شفيق الذى جاء فى مكان مهم لكن فى توقيت خاطئ.. كان تعيينه رئيسًا للوزراء أمنية لكثيرين فى مصر أيام حسنى مبارك، لكن علينا أن نعترف بأن تعيين شفيق أو اختيار نائب كانت خطوات أراد بها الرئيس السابق أن يحمى نفسه ونظامه من السقوط. بعد أن ظل يعاند ويدعم مخطط التوريث.

ربما لو كان مبارك تخلى عن عناده ما كنا سنكتشف أننا نعوم على بحيرات من الفساد والفوضى.. رفض مبارك أن يغير أو يتغير، أو أن يعترف بالفساد والتزوير والدمار.. كانت خطواته كلها متأخرة عن خطوات الجماهير التى خرجت لتعلن نهاية نظام مبارك.
ومن هنا فقد كان أحمد شفيق هو ضحية حسنى مبارك لأنه أحضره ليحمى نفسه وليس لصالح البلد الذى أكله الفساد والضياع.

شفيق رجل له ميزات إدارية، تكنوقراطى، لم يجد تقديم نفسه بخطاب يقبله الجمهور، وهو أمر أصبح مهمًا فى ظل ثورة المعلومات، والفضائيات التى أصبحت تحدد النجاح والفشل فى كثير من الأحيان بالقدرة على التعبير أولا.

كان حظ شفيق سيئا وكان عليه أن يتقدم باستقالته فور إعلان مبارك تنحيه عن منصبه، لأنه كان جزءًا من مرحلة أخرى، وكان هذا قدره.. لكنه ظل يواصل عمله وتصريحاته التى لم تكن تعجب قطاعًا من الجمهور كان له بالمرصاد فى كل كلمة وهمسة.

انتهت مرحلة شفيق فى رئاسة الحكومة، لكن بقيت نفس القضايا تحتاج إلى حل.. وبتولى الدكتور عصام شرف، رئاسة الحكومة، فإن عليه مهام صعبة وثقيلة وتحتاج إلى حسم ومواجهة، سريعة.. شرف جاء بناء على طلب الجمهور، وهو رجل تدعمه سمعته المهنية والأخلاقية، وإن كان لم يختبر كمسئول إدارى وسياسى، فقد تولى مهمة وزير النقل لفترة لم تتجاوز 17 شهرًا فى حكومة أحمد نظيف واستقال بعد فترة من حادث قطار قليوب وكان واحدًا من وزراء أطاحت بهم قطارات مصر المنقلبة.

شارك عصام شرف فى ثورة يناير ضمن مظاهرة لأساتذة الجامعة وتردد أن وراء إقالته من الحكومة وقتها أنها جاءت بضغوط من من زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، لصالح ممدوح إسماعيل صاحب شركات النقل البحرى وإن شرف كان يتشدد فى التفتيش على عباراته وهو ما دفع عزمى لاستخدام حادث قطار قليوب للإطاحة بشرف، شرف خرج ديسمبر 2005، ووقعت كارثة عبارة الموت أوائل2006، وسيكون على شرف أن يواجه.

عصام شرف له أبحاث فى الطرق وتخطيط المدن، وربما يفيد بها مصر التى تواجه أزمة كبرى فى الطرق والمرور، لكن منصبه كرئيس للوزراء هو منصب سياسى أقرب لقائد أوركسترا عليه أن يحافظ على هارمونية الأداء لوزرائه، هو أيضا فى حكومة انتقالية تستمر عدة شهور.. فترة دقيقة تحتاج لجهود مضاعفة وتواجه مشكلات كبرى,. أهمها إعادة القانون وهيبة الدولة والأمن ومواجهة مخالفات كثيرة.

عصام شرف وأى رئيس وزراء سيتولى المسئولية أمامه مهمة إعادة الأمن إلى البلاد بعد الفراغ الأمنى والانفلات والعصيان الصامت للشرطة، عليه مواجهة أزمة اقتصادية وتوقف عجلة الإنتاج فى الكثير من الجوانب وأيضا مواجهة احتجاجات العمال والمواطنين فى جهات عديدة، وإعادة تشغيل المستشفيات والمدارس.. فضلا عن ملفات الفساد المفتوحة، والتى تحتاج عملا قانونيا أكثر منه سياسيا، ومنه اتهامات موجهة إلى زكريا عزمى، الذى كان قادرًا على الإطاحة بشرف فى يوم ما، ضمن الأقدار التى لا يمكن أن يعلمها أحد، ربما يلتقى شرف وشفيق من جديد، أو ربما لا.. إنها المصائر المختلفة، لبشر لهم قدر واحد دائمًا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة