أكرم القصاص - علا الشافعي

مساكن النوبيين بوادى كركر.. خطيئة تلاحق "مبارك" ونظامه بعد السقوط.. و3 دعاوى قضائية وبلاغ للنائب العام ضد المتورطين.. ومنازل تسكن الصحراء ويخشاها السكان

السبت، 19 فبراير 2011 02:35 م
مساكن النوبيين بوادى كركر.. خطيئة تلاحق "مبارك" ونظامه بعد السقوط.. و3 دعاوى قضائية وبلاغ للنائب العام ضد المتورطين.. ومنازل تسكن الصحراء ويخشاها السكان عدسة اليوم السابع رصدت معاناة النوبيين فى وادى كركر
تحقيق سارة علام _ تصوير ياسر عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فتح سقوط نظام الرئيس مبارك وإقالة وزير الإسكان أحمد المغربى شهية الجمعية المصرية للمحامين النوبيين للتقدم ببلاغ ضده للمستشار عبد المجيد محمود النائب العام، بتهمة إهدار المال العام والالتفاف على وعود الرئيس المخلوع حسنى مبارك بإعادة توطين النوبيين فى منازل حول بحيرة ناصر كمثل التى تم تهجيرهم منها عام 1964.

ينضم بلاغ النوبيين الأخير للنائب العام إلى 3 دعاوى قضائية سابقة حركتها جمعية المحامين فى ديسمبر الماضى، ضد كل من الرئيس محمد حسنى مبارك بصفته ووزراء الرى والإسكان والتنمية المحلية ومحافظ أسوان بصفاتهم، ومازالت تنظر الدعاوى القضائية حتى الآن أمام مجلس الدولة، وطالب النوبيون فى الدعوى الأولى بوقف تنفيذ قرار صرف 75 ألف جنيه وتعويض نقدى بالمنزل المستحق والراغبين بالتعويض المادى، وفى الثانية بوقف تنفيذ القرار السلبى بعدم توطين النوبيين بقرى نوبية على بحيرة ناصر خلف السد العالى، وفى الثالثة بوقف تنفيذ القرار الصادر من المطعون ضدهم بصرف المقابل النقدى للإحلال الكلى والجزئى والترميمات وتعويضات مالية بالمنازل المقامة بقرية نصر النوبة محافظة أسوان، والتى تحتاج إلى إحلال وترميم وتجديد.

"اليوم السابع" زار الوادى الأزمة الذى يبعد 8كم عن مدينة أسوان، كان عنواناً لجدل لا ينتهى منذ اختياره موقعاً لمساكن النوبيين وحتى الآن، فتارة تؤكد الحكومة أن أراضى الوادى صالحة للزراعة وتارة تنفى ثم تعود لتؤكد وهكذا.. إلا أن اقتربت وزارة الإسكان من تسليم المساكن وخفت الحديث عن الأرض الزراعية التى لا أحد يعلم عنها شيئاً حتى الآن.

فى وادى كركر تقع المساكن على يدك اليسرى وأمامك الصحراء على الجهة المقابلة، وبمجرد دخولك تستقبلك كتيبة من الذباب الصحراوى الكبير المدرب جيداً على مرافقة الضيوف، المنازل بنيت بالأحجار الصخرية المرصوصة يتخللها الأسمنت ويربط بينها، يشمل كل منزل غرفتين كبيرتين وصالة وتغطيه قبة كبيرة تشبه تلك التى تعلو المقابر وأضرحة الأولياء، مما يعنى استحالة التعلية لدور ثان أو ثالث.

وعلى الرغم من أن "الإسكان" وعدت بتسليم المشروع فى ديسمبر الماضى كامل الخدمات والمرافق، إلا أن الكهرباء لم تدخل المنطقة حتى الآن، فقط أعمدة إنارة فى الشوارع دون لمبات والصرف الصحى أيضاً لم يدخل البيوت بل تم حفر أماكن لبلاعاته الرئيسية دون البدء الفعلى فيه، الطرق هى الأخرى غير مرصوفة أو ممهدة فتؤلمك قدماك من الزلط والحجارة أسفلهما وتلهبك شمس الصحراء التى لا ترحم، الأشجار والحزام الأخضر غاب هو الآخر عن المشهد تماماً ليتسلل إليك شك فى أن صور المشروع التى ترصدها كاميرات التليفزيون الرسمى أثناء زيارات المسئولين هى صور لبيوت أخرى فى مكان آخر لا يعرف النوبة.

داخل الوحدات السكنية رصدت كاميرا "اليوم السابع" مفاجأة وجود شقوق وشروخ بحوائط وجدران بعض المنازل وبأرضيتها قبل تسليم المشروع.

فى سياق متصل، أكد مهندس من العاملين بالشركة منفذة المشروع رفض الإفصاح عن اسمه أن تربة وادى كركر انتفاشية غير صالحة للبناء عليها ومعرضة للزلازل، مشيراً إلى أن الوزارة بدأت فى تنفيذ المشروع قبل أن تنتهى من دراسات التربة، مما يهدد بتكرار مأساة منازل نصر النوبة التى يسكن بها النوبيون حالياً وتحتاج إلى إحلال وتجديد يقدر بـ210 آلاف جنيه للمنزل الواحد وتكتفى محافظة أسوان بصرف مبلغ 75 ألف جنيه تعويض لكل مضار.

شقوق الحوائط والجدران لم تكن المشكلة الوحيدة بوادى كركر، فهناك مشكلة "الأرض الزراعية" التى وعدت الحكومة بتسليمها للنوبيين بواقع 5 أفدنة عن كل منزل ولم تحدد محافظة أسوان موقع الأرض الزراعية حتى الآن، إلا أنه وعلى كل حال فإن سكان "كركر" مضطرون للسفر يومياً إلى مقر الأراضى الزراعية وسط وجود شائعات عن تسليمهم أراضى بتوشكى والتى تبعد 200 كيلو متر عن مساكنهم.

يصف "أحمد إسحاق" رئيس لجان متابعة الملف النوبى بالقاهرة مساكن وادى كركر بالمقبرة التى أهدتها الحكومة للنوبيين بعد نفاد صبرهم وتشتتهم فى مختلف المحافظات المصرية التى هاجروا إليها.

وأكد "الحسينى عوض" رئيس المجلس المحلى لنصر النوبة، أن منطقة وادى كركر تفتقر إلى التنمية والمشروعات الخدمية لكى يعمل بها أهالى المنطقة، بالإضافة إلى غياب الرؤية بالنسبة للأرض الزراعية، وطالب "عوض" محافظة أسوان بتسليم النوبيين أراضٍ زراعية بوادى الأمل الذى يبعد 15كم عن وادى كركر.

وأضاف "عوض" الحكومة سلمت أبناء كفر الشيخ منازل وأراضٍ زراعية حول بحيرة ناصر رغم إنهم ليسوا من سكان المنطقة الأصليين، بالإضافة إلى ما باعته للمستثمرين كالوليد بن طلال وغيره.

وحول بحيرة ناصر وتحديداً فى منطقة "كلابشة الجديدة" رأينا بيوتاً صغيرة من طابق واحد متناثرة على الجانبين يسكنها بعض الأهالى من غير النوبيين، علمنا أنهم من أبناء "أدفو ودراو كوم أمبو"، بالإضافة إلى العاملين بهيئة تنمية بحيرة ناصر، وأبناء كفر الشيخ الذين يعملون بالزراعات الشاطئية حول البحيرة والذين حصلوا على أراضى من مشروع العون الغذائى الذى خصصت منظمة الفاو العالمية 60% منه للنوبيين لم يحصلوا منه على شىء.

منازل العون الغذائى تختلف تماماً عن منازل كركر، فالمنازل مبنية بالحجر الأبيض المنياوى المقاوم للحرارة وأمام كل منزل حزام أخضر وجنينة تظلله وله بوابة مستقلة تشبه بوابات الفيلات الصغيرة ناهيك عن طريق ممهد ومرصوف يصحبك حتى المنازل دون ذباب، صاحب أحد المنازل قال لنا إنه من أبناء كفر الشيخ ويزرع الزراعات الشاطئية مثل البطيخ والخيار والفلفل والطماطم ولديه 5 أفدنة تسلمهم مع منزله.

ويقول "منير بشير" رئيس جمعية المحامين النوبيين "الدولة قررت تسليمنا منازل فى صحراء وادى كركر دون أراضٍ زراعية لتقول بعد سنوات أن النوبيون فشلوا فى إعادة التوطين رغم أن الحكومة نفذت وعودها، مجدداً رفضه السكن فى المنطقة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة