أكرم القصاص - علا الشافعي

عمرو جاد

الأمن المركزى يحب المسيح أيضاً

الخميس، 06 يناير 2011 01:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ندعوهم لضبط النفس".. هكذا سيكون رد أى واحد منا إذا سئل عن الحل العاجل لفتنة جديدة تكاد أن تقع يقودها بعض الغاضين من الشباب المسيحى الذين هبوا لإعلان ثورتهم على ضياع دماء إخوانهم هدراً فى حادث القديسين ونجع حمادى وغيرهما، نعم ندعوهم لضبط النفس، وتذكيرهم بأنهم إذا أرادوا فعلا أن يثبتوا مصريتهم، فليس عساكر الأمن المركزى والشوارع والميادين المزدحمة هى الوسيلة، لقد اتفق الجميع على أن الحادث أصاب المصريين جميعا، فهنا تنتفى مبررات أى طرف فى أن يصب غضبه على الآخر.

أقول هذا الآن بعد أن هدأ الغبار، وانكشف الضباب عن الحادث، وأثبت الناس فى هذا البلد أنهم فعلا ما زالوا بخير، حتى هذه المظاهرات التى قادها مسئولون رسميون لا يجب أن ننفى عنها نيتها الحسنة، فغير ذلك ليس مسئوليتنا، أقول هذا لأن دفاعاً عن هؤلاء الذين يتم الدفع بهم إلى الشوارع منذ الفجر ليقفوا منتظرين فى البرد القارس أو الشمس الحارقة، دون أن يدرى ماذا يفعل فى هذا المكان، وما هو هدفه ومن عدوه، هؤلاء الذين قادهم الحظ العاثر والفقر المهين، والتعليم المتردى إلى أن يقضى الواحد منهم 3 أعوام مرتدياً ثياباً سوداء، يقضى أيامه بين التدريب والخدمة، وليس له تسلية سوى جهاز راديو رخيص، أو فيلم عربى أكثر رخصاً فى تلفزيون الكانتين بالمعسكر، ويقضى ليلته يحلم بفتاة مجهولة تعيد إليه نضارته، أو مهنة شريفة تعيد إليه إنسانيته.

كلنا على يقين تام أن بعضاً من الغضب له ما يبرره، ولكن لماذا لا تقف لحظة قبل أن ترمى حجراً على جندى الأمن المركزى، وتسأل نفسك ما ذنب هذا الفتى؟.. هذا "الكحول" الذى أمامك "لا يكاد يعرف كوعه من بوعه"، كما يقول المثل العربى، لكنه يحب المسيح أيضا ويحلف بالعذراء، وإن كان لا يدرى معنى الفتنة الطائفية، ولو سألته عن عنصرى الأمة لقال لك إنهما الفنانون ولاعبو الكرة، ولا يدرى الفرق بين الاحتقان الطائفى، والشعر الحداثى، ليس جهلاً منه لا سمح الله، لكنه لا يهتم بالتنظيرات التى تملأ صحفنا السيارة، وبرامجنا الفضائية، إنه من البساطة بحيث لا ينشغل بالحروب والتوترات المذهبية أو المعارك الثقافية، أو حتى المكائد السياسية التى يشكلون وقوداً لها فى كثير من الأحيان.

صديقى المسيحى الغاضب.. هذا الجندى البسيط ليس هو عدوك، فهو لا يشاهد القنوات الدينية، ولا يبحث عن أيدلوجية دينية يتبعها، ولا يبتغى داعية ليكون له شيخاً ومعلماً، ولست فى حاجة لكسب عداوته، حتى وإن اعتبرته رمزاً لحكومة أهانتك واضطهدتك وانتقصت من حقوقك، فليس ذنبه أن يكرهك دون أن يعرفك.. صديقى إذا كنت مقتنعا فعلا بأننا مصريون فى الهم سواء، فلا تداوى جرحاً بفتح آخر.. عبر عن غضبك ولكن بالعقل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة