أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

مجاناً.. درس خصوصى فى التعامل مع أمن الدولة

الأحد، 28 مارس 2010 12:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال: من يأمن على نفسه وعلى قفاه فى مصر؟
إجابة: لا أحد
تلك هى الإجابة النموذجية التى تستحق الدرجة النهائية، المواطن المصرى الصغير منه قبل الكبير والسائر منه تحت الحيط مش جنبه، والذى لايعرف معنى التنظيم السياسى قبل المشارك الفاعل فى تنظيم مسلح لا يأمن على نفسه وعلى قفاه من كف ضابط أمن دولة يستطيع اصطحابه فى رحلة كعب دايرعلى سجون مصر بصفته معتقلاً سياسياً دون أن يعرف له الناس طريق جرة حتى لو كانوا يملكون خريطة مصر بأكملها، فمصر كلها معرضة للاعتقال فى أى وقت وموسم الاعتقالات مفتوح طوال السنة وسجون ومعتقلات نظام مبارك لا تكف عن طلب المزيد بإسم قانون الطوارئ والحياة الاستثنائية التى نعيشها مكرهين من أجل عيون الأمن القومى للبلد التى لم نعد نعرف عنها شئ.. إذاً عزيزى المواطن أنت مقبوض عليك، مقبوض عليك بتهمة أو بدون.. كله حسب مزاج البيه الضابط.
ومن منطلق الدعم المادى والمعنوى نقدم للمواطن المصرى الدليل المتين فى خدمة المعتقلين لكى يكون مستعد نفسيا وذهنيا للحظة اعتقاله ولكى يكون قادراً نفسياً وعصبياً على التعامل مع تلك الأوقات العصيبة فى لحظات القبض عليه أو لحظات التحقيق معه حتى لا يسقط فريسة لضابط أمن دولة يسعى لتقفيل قضايا وملء عنابر سجون.
أصبح عاديا أن أصحو كل يوم من النوم لأجد على الفيس بوك أو على هاتفى رسالة تفيد باعتقال فلان الفلانى الناشط أو علان العلانى المدون أو ترتان الترتانى المتظاهر، أصاب بالتوهان والغضب قليلا ثم أعود لأسأل نفسى هل سيصمد أيا منهم حينما يكون وحيدا داخل غرفة تحقيق يملؤها مخبرون وضباط متحفزون لأداء وصلة تعذيب متمكنة ؟ أم سينهار ويعترف على نفسه بأى شئ أم يعقد صفقة ويسرب أخبار جماعته أو الحزب المعارض الذى ينتمى إليه؟ أنا وأنت ربما نسأل نفس الأسئلة وأنا وأنت تتذكر صمود محمد صبحى فى فيلم الكرنك وانهيار نور الشريف واعترافه أمام قسوة التحقيق وتحول سعاد حسنى إلى مرشدة للبوليس بعد حفلة تعذيب واغتصاب، ولهذا يمكننا أن نسأل كيف يستطيع المواطن المصرى المعرض للاعتقال فى أى لحظة أن يواجه رعب السجن والتعذيب وقسوة ساعات التحقيق دون أن يعترف على نفسه بجريمة لم يرتكبها و إثم لا علاقة له به.
العقل والمنطق يقولا بأن المواجهة مع ضباط الأمن المركزى فى غرف التحقيق ممكنة، فقط إذا كان المعتقل مستعد نفسيا وعصبيا للمواجهة وهذا الاستعداد يأتى حينما يكون المعتقل على علم بالطريقة التى تسير بها الأمور داخل غرف التحقيق غير أن الأمر الأهم أن يبدأ المعتقل أو الناشط السياسى المعرض للاعتقال فى طرد الكثير من الأفكار الخاطئة من خياله فكثير من الناشطين السياسين يسقط فى فخ سهولة التحقيقات وغباء ضباط الأمن المر كزى والمحققين وأن الأمر كله عبارة عن ضابط ماسك عصاية يضرب بها ويصرخ ويشتم ، وأنه لكى يواجه ذلك مطلوب منه فقط أن يصرخ ويقول معرفش أى حاجة فلابد أن يعلم
أن ضابط المخابرات أو أمن الدولة الذى يحقق معه ليس مجرد مخبر يلوح بعصاية فى الهواء بل هو شخص مدرب يمتلك الكثير من الأساليب المتطورة ولكنه فى النهاية مجرد موظف،وتلك نقطة فى مصلحتنا ستكتشف تدريجيا كيف تستغلها.
المسألة لا تبدأ من داخل غرفة التحقيقات أو التعذيب بل تبدأ من المرحلة السابقة أى وقت القبض أو الاعتقال، فلحظة الاعتقال هى الخطوة الأولى فى عملية التحقيق وإسقاط المعتقل فى فخ الاعتراف أو الاستسلام لرجال الداخلية وأساليب الاعتقال و الأهداف المرجوة منها تتنوع كما تتنوع أساليب مواجهتها والتعامل معها.
الاعتقال له حوالى 6 أشكال متعارف عليها، كل شكل منها تهدف الداخلية منه شئ ويمكن أيضا التعامل معه بطريقة معينة حتى تكون الخسائر أقل.
الاستدعاء هو أحد أشكال الاعتقال حيث يقوم ضابط الشرطة بإرسال طلب للمواطن يحدد فيه تاريخ المقابله وساعتها (أحيانا يتم الاستدعاء عن طريق مخبر رخم فى التو واللحظة) ويجب على المواطن العادى أن يعلم تماما أن ذلك الاستدعاء ليس مجرد عمل روتينى بل هو طريقة لجمع المعلومات أو متابعة للشخص إذا كان يشتغل بالسياسة ومحاولة لإشعاره بالخطر والتضييق عليه، ولذلك يجب أن يكون أشد حرصا من أن يسقط فى فخ الدردشة وتسريب المعلومات،كما يجب أن يسارع فى هدوء بأخبار أصدقائه فى الجماعة أو التنظيم لاتخاذ الاحتياطات اللازمة وتدبر الأمر جيدا.
ويلاحظ أن أمن الدولة كثيرا ما يستدعى أشخاص عاديين فمثلا يتم استدعاء الكثير من الطلبة فى الجامعة أو استدعاء جيران وأقارب بعض العناصر النشطة سياسيا بهدف إحكام الدائرة حول الطلبة الناشطين سياسيا فى الجامعة أو الحصول على معلومات مختلفة عن العنصر السياسى النشط من جيرانه وأقاربه أو بمعنى أصح هى عملية تجنيد سريعة لبعض مصادر المعلومات وهنا لابد أن ينتبه الأشخاص العاديين لعملية الاستدعاء هذه ولا يتعاملوا معها باستسهال، كما أن عملية الاستدعاء هذه تكون عبارة عن جلسة نفسية لدراسة طبيعة الناشط السياسى ومدى قوته وإحتمالية صموده وتحديد مدى إيمانه بما يفعل أو قد تكون مجرد مقابلة لتمهيد الطريق نحو عقد صفقة مع الأمن وهو ما يحدث فى أغلب الجامعات المصرية حينما يستدعى الضابط المسئول الطالب ويتلاطف معه ويعده بمزيد من الاهتمام ويذكره بما يفعله أو يهدده بكشف علاقته بفلانة أو طرده من المدينة الجامعية ويطلب منه مقابل الصمت تقديم تقارير فى أصدقائه.
وطريقة التعامل مع عملية الاستدعاء تكون كالتالى..
على المواطن الذى تم استدعاؤه ألا يحتك أو يتصل بعناصر العمل التنظيمى ( هذا مايفعله الإخوان مثلا)
وفى الوقت الذى تكون فيه حملات اعتقال عامة وشاملة يستحسن ألا يذهب الشخص الذى تم استدعاؤه لأنه قد يكون قرار اعتقال.
الأشخاص الناشطين سياسيا لابد أن يكونوا جاهزين تماما للاعتقال إذا جاء الاستدعاء فيقوم بترتيب الأمورالحياتية وإخبارا لأهل (فى جماعة الإخوان غالبا ما يطمئن المعتقل لأن الجماعة ستقوم برعاية الأهل وغالبا مايملك العناصر النشطة حقيبة ملابس اسمها حقيبة المعتقل).
يستحسن أن يستعين الشخص الذى تم استدعاؤه بخبرة أشخاص أحرين مروا بمثل هذا الموقف
أما أثناء المقابلة مع الضابط فخير الكلام ماقل ولا يدل ويستحسن الاستماع والإنصات واستيعاب السؤال والرد بهدوء والابتعاد عن التبرير والتحليل والتفسير.
ويفضل أن تظهر حالة اللامبالاة وعدم الاهتمام بالتهديدات، أما بعد انتهاء المقابلة فلابد أن يتصرف الشخص بطبيعية جدا وان يبتعد تماما عن العناصر النشطة الأخرى مع محاولة إخبار جماعته بما دار فى المقابلة وتحليله إن أمكن، وإذا أخطا أثناء المقابلة وظهر بعض الضعف لابد وقتها أن يخبر المسئول عنه فى التنظيم أو الحزب.. وبكرة هنكمل بقية الدرس ربنا يقينا وإياكم شر جرجرة قانون الطوارئ خصوصا وإحنا داخلين على الموسم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة