أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الضمانات تبيح التزويرات

الأحد، 03 أكتوبر 2010 01:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتوقف الحديث عن الضمانات الانتخابية، الأحزاب تطلب ضمانات لنزاهة الانتخابات، والحزب الوطنى يقول لهم حاضر، ويقدم لهم وعدا بأن تكون الانتخابات القادمة نزيهة. وعندما يطلبون ضمانة لهذا الكلام العام، يقول لهم الوطنى "كلمة شرف". وفى كل مرة يصدقون الوعود ويخرجون من المولد بلا حمص، أو ببعض الحمص الذى هو مثل عدمه.

وقد اعتاد الحزب الوطنى أن يعد بالنزاهة، ويقسم برأس وطنى الديموقراطى الكبير أنه لن يتدخل، لكنها لم تتحقق أبدا.

وفى الانتخابات البرلمانية القادمة، لايوجد إشراف قضائى، وهناك لجنة عليا للانتخابات شكلها الحزب وحكومته. وهى شبه لجنة، وتضم قضاة مع شخصيات عامة، ولا يوجد إشراف داخل اللجان. الحزب يقول إن وجود القضاة لم يمنع التقفيل والتزوير، وهو اعتراف من الحزب بتزوير انتخابات سابقة، وهذا يبدو صحيحا لأن التزوير يتم من المنابع، من خلال شراء الأصوات أو منع ذهاب الناخب أصلا إلى اللجان. والعلاقة العاطفية بين الحزب الوطنى والحكومة، التى يتبعها المشرفون والموظفون والضباط والجنود، ولم تنكر الحكومة هذه العلاقة العاطفية مع الحزب. ثم إن القضاة أنفسهم يخضعون لضغوط مختلفة، ويتعرضون لمواقف تهز صورتهم، وإذا تم التزوير ـ وهو واقع ـ يتحملون المسئولية أمام الناس.

الحكومة لا تستخسر أى شىء من أموال الدولة ومرافقها لدعم مرشحى حزبها، وتفك كيسها فى موسم الانتخابات لتقدم بعض الفتات للمواطنين خدمات أو مرافق مياه أو صرف يعنى الحزب له ميزة نسبية. وحتى هذه الرشاوى، يتم سحبها بعد الانتخابات، مثل الزرع الموظف الذى يضعوه أثناء زيارات الرئيس، ويسحبوه للمخازن بعد الزيارة.

يضاف إلى ذلك الأموال التى ينفقها المرشحون من اجل كسب قلب المجمع الانتخابى، ومن أجل الدعاية وتقديم رشاوى، وينفق بعض المرشحين عشرة ملايين وزيادة وهناك من ينتفق أكثر، وهو ما يدفع البعض للاندهاش، لكونهم يرون شخصا يدفع كل هذه الملايين من أجل الوصول لعضوية البرلمان وهى مكانة للخدمة العامة وليست شركة. وإذا عرف السبب بطل العجب، فالنائب يقدم السبت من أجل أن يشترى الحصانة ومعها مرفقاتها من بيزنيس وأرباح، ويصبح الاستثمار فى عضوية البرلمان أكثر أمانا من الاستثمار فى مدينتى.

الخلاصة أن الانتخابات فى كل الأحوال مضمونة للحزب الوطنى ومرشحيه، بحكم العلاقة العافية وأيضا بحكم الشراكة والملايين التى يدفعوها، وما على الأحزاب إلا أن تجلس فى انتظار ما يجود به الحزب ويمنحه أو يتركه للمعارضة والمستقلين لزوم المنظر العام أمام العالم.

وعلى الأحزاب أو المرشحين أن يكتفوا بكلمة شرف أو تعليمات رئاسية بأن تكون الانتخابات نزيهة، ومن لا يصدق، يوزن برة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة