أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

شيخ الأزهر والبرادعى.. والوضع المقلوب!

الإثنين، 18 أكتوبر 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعالى نتفق قبل أن نبدأ أننا نعيش أياما صعبة لن ينتهى توترها إلا بعد شهر على الأقل من الانتخابات الرئاسية فى العام القادم، وأضف إلى هذا الاتفاق أمرا آخر يتعلق بأن هذه الأيام القلقة والمتوترة والصعبة هى جزء من مفردات معادلة سياسية ناتجها الوحيد بقاء الوضع على ماهو عليه أو أسوأ مما كان عليه إذا اعتبرنا أن الأحداث الأخيرة الخاصة بتحذير الفضائيات ورفع سقف الخطوط الحمراء فى برامج التوك شو والصحف وفرض الرقابة على رسائل ""sms الإخبارية جزء من حركة "أستيكة" السلطة لشطب جزء كبير من هامش الحرية الذى كنا نغوص فى بحر فضله.

هل يمكن أن أضم إلى اتفاقى هذا ملحقا آخر يتعلق بضرورة التأكيد على ألا تتعامل مع الأحداث الأخيرة بشكل منفصل.. أقصد يعنى ألا تعتبر أن ماحدث لطالبة جامعة الأزهر فى الزقازيق على يد رجال الشرطة منفصل الصلة عن الهبة السلطوية على الإعلام، أو لا علاقة له بهجمة الفضائيات الدينية على شيخ الأزهر بعد تصريحاته المحترمة بخصوص الشيعة، وبالطبع لا تعتبر هذا أو ذاك أمرا منفصلا عن حالة ارتباك حركات المعارضة والأحزاب المصرية والإخوان والتى تشبه كثيرا تصرفات طلبة الحضانة، كما أن كل هذه الأمور مرتبطة بشكل أو بآخر بغياب الدكتور البرادعى بعد أن قدم نفسه كفدائى حامل لشعلة التغيير، وبرجل الأعمال محمد فريد خميس الذى وضع لافتات دعاية لنفسه يتوسطها علم مصر مقلوبا وصورته هو معدولة تنضح بالفرح والانبساط.

إنها خلطة من الأحداث ياسيدى تم ضربها فى خلاط انهيار هذه البلد لصناعة كعكة يسهل على أهل السلطة أكلها، إنها خلطة لا تتم إلا فى بلد تحكمه العشوائية وتسيطر عليه الفوضى ويغرق أهله فى حالة من النفاق الاجتماعى وهيستريا الادعاء والتمسح بالدين..
هل لديك وصف آخر للأمر؟!

أخبرنى إن كنت تملك وصفا أو تبريرا لتلك المظاهرات الدامية التى قادها شيوخ كبار بحثا عن كاميليا شحاتة الذى لم يعلم أحد يقينا إن كانت أسلمت أم لا؟ بينما لم نشاهد أو نسمع اعتراض أحدهم على ماحدث مع "سمية" تلك الشابة المسلمة المتحجبة التى انتهك رجال الأمن حرمتها ضربا وسبا وقذفا أمام بوابة الجامعة.. والفيديو موجود ويشرح فضيحة التعدى على البنت بالصوت والصورة فى كل شبر من أرض الإنترنت.

أخبرنى إن كنت تملك تفسيرا لتلك الهجمة البربرية التى شنها شيوخ الفضائيات على شيخ الأزهر بسبب تصريحاته التى رفض فيها تكفير الشيعة وأبدى استعداده للحوار مع الكنيسة الكاثوليكية.. أليست سماحة الإسلام وتعاليمه ضد مبدأ التكفير الذى أصبح مثل "اللبانة" فى فم كل من اعتلى منبرا فضائيا ومع الحوار طالما كان جدا وهدفه بث روح السلام والأمان ووأد الفتنة.

أخبرنى إن كنت تملك تفسيرا لحالة الاختفاء والهروب التى يعيشها الدكتور محمد البرادعى فى أهم فترة سياسية تعيشها البلد بعد أن قدم نفسه كحامل للواء المعارضة وإنقاذ البلد، طيب دعك من الدكتور البرادعى فالرجل أصبح مقدسا ونقده يضع الناقد فى قائمة الخونة والعملاء، وقدم لى تفسيرا واحدا لهذا الفشل الذريع للأحزاب والحركات والإخوان وعدم قدرتهم على وضع خطة واضحة لخوض الانتخابات القادمة، أخبرنى كيف يخطط هؤلاء المفترض فيهم النضج والحكمة وكونهم النخبة لإزاحة نظام أو الضغط عليه للإصلاح وهم يفشلون فى تحديد موعد لاجتماع موحد.. أو الاتفاق على موقف محدد أو موقف يشرف على الأقل.!

لحظة ياسيدى أنا لم أنس رجل الأعمال الذى وضع علم مصر بالمقلوب على لوحته الدعائية ضمن منافسات الانتخابات القادمة، فما فعله رجل الأعمال محمد فريد خميس حتى ولو كان خطأ غير مقصود هو التعبير الأمثل عن حال البلد.. عن الوضع المقلوب الذى نعيشه، عن الفوضى الذى يصدر فيه أصحاب الصوت العالى نفسهم كأبطال، عن رجال الأعمال الذين يدعون حب البلد فى الصباح ويسهرون لحلب لبنها وخيرها فى المساء، عن المعارضة التى ليست معارضة والحكام الذين ليسوا حكاما.. الوضع مقلوب ياسيدى وللأسف كل وجع القلب هذا لا يصيب ولا يطحن إلا الغلابة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة