أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

منظومة العمل العربى المشترك.. فى الصومال!

الأحد، 10 أكتوبر 2010 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يخلو بيان قمة عربية من حديث عن منظومة العمل العربى المشترك. وطوال عقود لم يشعر صائغو بيانات القمم بالملل، ولم يشعر المواطن العربى بالرغبة فى متابعة البيانات التى تتحدث باسمه، وتذكره كثيرا، مع أنها تخلو من الوضوح وتخفى الخلافات.

والنتيجة أننا نستمع إلى البيانات نفسها كل عام أو اقل، وتنتهى القمم حيث بدأت، وعلينا أن نسأل أنفسنا كم مرة جرى الحديث عن منظومة العمل العربى المشترك، أو تفعيل العمل العربى، أو دعم التعاون البينى، ودفع التعاضد الرأسى، وفحص التناسق الأفقى؟. مرات كثيرة لكنها فى كل مرة تبقى مجرد بيانات.

ربما لأن الدول العربية تفكر طوال الوقت فى طرح مبادرات عربية على إسرائيل دون أن تطرح مبادرات على بعضها، ولا على شعوبها، ولا فيما بينها. لم تنجح القمم العربية ولا المساعى المشتركة فى تقديم مبادرة للمصالحة بين حماس وفتح، ولا تفكر المنظومة أصلا.. مع أنهم قدموا مبادرات أساسية وفرعية ونصف مستوية للسلام، ويطالبون إسرائيل بوقف الاستيطان، وأمريكا بالتدخل.. فهل يمكن لإسرائيل أن توقف الاستيطان وهى ترى فلسطين التى لم تقم منقسمة إلى دويلات. وهل يمكن لأمريكا أن تضغط، وهى ترى الحكام العرب فرادى بلا سند ولا خلفية؟.

وكيف يمكن احترام منظومة العمل العربى المشترك بينما دولة عربية مثل الصومال تنتحر كل يوم بحروب أهلية وفقر شديد دفع أهلها لامتهان القرصنة أو قتل بعضهم البعض. وكل ما انتهت إليه الدول العربية فى قمتهم الأخيرة بسرت هو تقديم 10 ملايين دولار للصومال، وهو مبلغ يتبرع به أمير أو حاكم عربى لحديقة حيوان فى أمريكا أو جامعة فى أوروبا. أو ثمنا لركوب مكوك فضائى لزوم الفضاء.

كيف يمكن لمواطن عربى أو غير عربى أن يصدق الحديث عن "الإيمان بمبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية"، وهو يشاهد الصومال تغرق فى الحروب والفوضى، دون أن تجد مبادرة أو ترى نورا فى نفق الصراعات، الصومال تفككت بفعل رغبة بعض الدول العربية والكبرى فى استقطاب أهلها باسم الدين أو باسم السياسة، وانتهت الصومال لتصبح بلدا أكثر فقرا واشد عنفا.

فهل يمكن أن يصدق المواطن بيانا يغنى له "تأكيدا للروابط التى تجمع الدول العربية، وتعزيزا لقدرتها على الاضطلاع بمسئولياتها.."، بينما يرى كل هذا عرضة لتسلط حكومات وأنظمة تحرمه من أبسط حقوقه السياسية والاقتصادية. وبعض رواد القمة من بقايا الحرب العالمية. ثم تقول له إن هذه البيانات تأتى "استجابة لإرادة الشعوب العربية"، مع أن أحدا لم يسأل أى شعب عربى عما يريده.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة