أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

الذين منعوا المآذن فى سويسرا.. منعوا النقاب فى مصر!

الخميس، 03 ديسمبر 2009 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا فعلت بعد أن أصبح منع المآذن فى سويسرا قرارا رسميا وليس مجرد اقتراح، وكيف كان شعورك بعد أن علمت أن بعض الدول الأوروبية بدأت تفكر فى تعميم هذا القرار؟

بعضكم لعن الغرب الفاجر، وبعضكم أخرج كارت نظرية المؤامرة وبدأ يتحدث عن الخطة الشريرة لتدمير العالم الإسلامى، وبعضكم فرد للسانه مساحات واسعة للكلام عن الكفار فى أوروبا، وكثير منا أصابته صدمة فى المجتمع الليبرالى الغربى وطريقة تفكيره الجديدة، وآخرون هددوا بضرب الشعب السويسرى بالجزمة، ودعوا القاعدة للتدخل إنقاذا للإسلام، وأخرجوا من جيوبهم كارت المقاطعة الذى لم يعد يرهب أحدا لأننا لم نستخدمه مرة واحدة بعقل أو بنجاح..

والحمد لله أن هؤلاء الآخرين كانوا قلة، بحيث لم نر مظاهرات فى جامعة القاهرة تهدد بحرق سويسرا أو تضع العلم السويسرى تحت الأحذية، لأنهم بهذه الفعلة كانوا سيرسمون لوحة جديدة مشوهة للدين الإسلامى مثلما فعلوا بعد أزمة الرسوم الدانماركية، بالإضافة إلى قطع خط الوصل مع أكثر من 40% من الشعب السويسرى الذين وقفوا ضد فكرة منع المآذن وتضامنوا مع المسلمين هناك حتى آخر نفس.

الحمد لله أن أحدا لم يتهور ويخرج فى مظاهرات تهدد بحرق السفارة السويسرية والعلم السويسرى، لأننا وقتها سنكون مطالبين بالخروج فى صفوف منتظمة لحرق مصر وعلم مصر ، وأرجوك لا تندهش من الجملة الأخيرة قبل أن تحاول أن تجيب على السؤال القادم معى، والذى يقول: هل تجد أى تشابه بين قرار منع المآذن فى سويسرا ومنع المنتقبات من دخول الامتحانات فى الجامعات المصرية وحرمانهن قبل ذلك من الالتحاق بالمدن الجامعية التى تعتبر حقا أصيلا لكل طالبة من خارج القاهرة؟

أنا عن نفسى أجد فى الأمرين حالة من التطابق الكامل، واستغرب حالة الرفض الحكومى للقرار السويسرى بمنع المآذن واعتباره نوعا من العنصرية، وأندهش من رأى النخبة المصرية التى أبدت صدمتها من القرار السويسرى واعتبرته انتهاكا لحقوق الإنسان رغم أنها صمتت تماما على قرار شيخ الأزهر ووزير التعليم العالى بمنع المنتقبات من دخول المدن الجامعية والجامعات، بل وشجعوا القرار بكل ما لديهم من قوة، كما استغرب أيضا حالة الصمت التى يعيشها الإسلاميون بمختلف تياراتهم تجاه القرار السويسرى والتعامل معه بكل هذا السكوت الذى يصلح لأن يكون علامة للرضا، بينما أقاموا الدنيا ولم يقعدوها دفاعا عن النقاب.. فهل يعنى ذلك أن النقاب أهم من المأذنة عند الإسلاميين، والمأذنة أهم من النقاب لدى الدولة الرسمية؟

التشابه الكامل بين الحالتين لابد أن يدفعنا لإعادة التفكير قبل اتخاذ موقف من سويسرا أو أى دولة أوروبية تسير على خطاها، لأن وسائل دفاعنا ستكون ضعيفة، والرد علينا قد يأتى بشكل يخجلنا جميعنا،.. والرأى الأخير لصديق صحفى دانماركى أبدى اندهاشه من حالة الغضب الإسلامى تجاه القرار السويسرى مقارنة بحالات الصمت التى رصدها تجاه قرارات مشابهة داخل الدول الإسلامية نفسها وخص بالذكر مسألة منع المنتقبات فى مصر من دخول الجامعات، وهو كلام يستحق حالة من التفكير العميق إذا اعتبرنا المأذنة مثلها مثل النقاب حالة إسلامية، رمز هام واختيارى لا يدخل فى صلب العقيدة الإسلامية بدليل أن لدينا مساجد تملأ القاهرة بلا مآذن، ولدينا ملايين النساء تسير فى الشوارع بلا نقاب دون أن تكن مذنبات طبقا لآراء فقهية أصيلة ومحترمة..

وبناء على هذا يصبح السؤال عن لماذا اختلف رد فعل المصريين على وجه الخصوص تجاه حالتى المنع واجبا وفى حاجة إلى دراسة حتى نعرف ونحدد بالضبط الأشياء التى نغضب لأجلها، وكيف يكون هذا الغضب وحدوده؟
فى رأيى المتواضع جدا أرى أن الذين قرروا منع المآذن فى سويسرا هم أنفسهم الذين قرروا منع المنتقبات من دخول الجامعة، ينتمون إلى نفس الفصيلة.. تلك التى ترفض الآخر وتخشى رموزه حتى وإن كانت بلا تأثير، ولذلك لابد أن نطالب باتخاذ نفس رد الفعل تجاه الذين منعوا المنتقبات من دخول الامتحانات فى القاهرة قبل أن نطالب باتخاذه نحو الذين منعوا المأذن فى سويسرا، وإلا سنكون فى موقف ضعيف نحسد أنفسنا عليه، ونكون قد خسرنا قضية قبل أن نعمل عليها.

الأمر الآخر الملفت للنظر فى حالة التطابق هذه أن قدرة المسلمين العامة منهم والمسيسين فيما يخص الدفاع عن الإسلام وحقوق أفراده أصبحت فى حاجة إلى مراجعة من النوع الصارم والحازم، خاصة ونحن نرى حلقات الفشل متكررة ليس فقط فى أمريكا والدول الأوربية، بل داخل الدول الإسلامية نفسها، يفشل الإسلاميون فى الدفاع عن مواقفهم وحقوقهم وغالبا ما يخرجون من المعارك الخارجية بإضافة تشوه جديدة لصورة الإسلام لدى الغرب.

وإذا أردت دليلا على ما أقول دعنى أخبرك أن سويسرا التى يعيش بها حوالى 5 ملايين نسمة، بينهم نصف مليون مسلم على الأقل فشلوا بجدارة فى تسويق قضيتهم بشكل جيد وخسروا الاستفتاء من أول جولة، وحينما أرادوا التظاهر تعبيرا عن غضبهم خرجوا للشوارع وهم ملثمون فى حركة لم تعتبرها الصحافة السويسرية عفوية بقدر ما اعتبرتها رسالة تهديد بأعمال عنف.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة