أكرم القصاص - علا الشافعي

جراد البحر الأمريكى يغزو النيل

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008 07:37 م
جراد البحر الأمريكى يغزو النيل جراد البحر يجتاح النيل
القاهرة - مصر (CNN)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتعرض نهر النيل المصرى لغزو لم يكن فى الحسبان من قبل جحافل مخلوقات "جراد البحر"، من سلالة أمريكية لم تكن موجودة فى ذلك النهر لسنوات قليلة خلت، وقد استفادت من حرارة مياه النهر وتوافر الغذاء فيه وغياب المفترسين الطبيعيين لها للتكاثر والتوالد، ومزاحمة الصيادين الفقراء على أرزاقهم بمخالبها الفتاكة.

غير أن مجموعة من علماء الأحياء فى الجامعات المصرية بدأت تدرس سبل الاستفادة من هذه المخلوقات، والتى ثبت أنها عدو فتاك لطفيليات البلهارسيا الضارة، إلى جانب أنها مصدر غنى وزهيد السعر للبروتين، وقد يساعد على حل أزمة أسعار الغذاء فى البلاد.

ويعتقد العلماء أن سلالة "جراد البحر" التى استوطنت النيل حديثاً دخلت من البحر المتوسط عبر منطقة الدلتا، حيث يصب النهر الذى يعتبر الأطول فى العالم، وقد غطى انتشارها كامل امتداد النهر حتى الحدود السودانية، علماً بأن أصول هذا النوع من المخلوقات يعود إلى ولاية لويزيانا الأمريكية. ويقول الصياد صالح زايد، إن "جراد البحر" يقوم بقطع الشباك وسحب الأسماك خلال الصيد، متسبباً بخسائر كبيرة: "خلال ساعة أو نصف ساعة، أو حتى عشر دقائق، يمكن لجراد البحر سحب الأسماك التى أكون قد اصطدتها".

أما خبير الحياة المائية، مجدى خليل، الذى يقوم حالياً بمهمة شاقة تقتضى منه توعية الصيادين لطبيعة هذا النوع من "جراد البحر" فيقول لـ"CNN" إن أحداً لم يكن يشاهد هذه المخلوقات قبل عام 1980، حتى أحضرها بعض الصيادين، وأظهرت الفحوصات لاحقاً أنها من فصيلة "جراد البحر" الذى يعيش فى المياه العذبة.

ومن المخاطر التى يتسبب بها "جراد البحر" قدرته على الحفر حتى عمق ثلاثة أقدام فى قاع النهر، الأمر الذى تسبب فى تدمير أنظمة المياه فى عدة مواقع بدلتا النيل شمالى مصر، ويؤثر سلباً على الزراعة. ويؤكد مجدى خليل أن روايات دخول "جراد البحر" إلى الشرق الأوسط وغزوه للنيل متعددة، غير أن نسبة كبيرة منها تجمع على دور رجل أعمال مصرى، حاول أن يتوسع فى مشروع بناء مراع للأسماك.

وما كان من رجل الأعمال هذا إلا أن اشترى ما كان يعتقد أنها كميات من بيض القريدس، ليتضح لاحقاً أنها عائدة لـ"جراد البحر،" الذى ما إن كبرت مجموعاته حتى أكلت كل الأسماك فى المرعى، وحفرت لتنتقل إلى المراعى المجاورة، لينطلق المستثمر المصرى - بدافع الغضب - ويلقى أعداداً من هذه المخلوقات فى النيل.

ويلفت خليل إلى أنه يعمل مع زملاء له فى جامعة عين شمس على الاتصال بفرق أمريكية، لمعرفة كيفية التعامل مع "جراد البحر،" الذى بات المصريون يطلقون عليه اسم "صرصور النيل،" أو حتى النظر فى فرصة الاستفادة منه. فمن المعروف أن فصيلة القشريات التى ينتمى "جراد البحر" لها تقضى على الطفيليات المعدية، وفى مقدمتها البلهارسيا، التى طالما عانى المصريون من تأثيراتها الصحية المدمرة، وكان المطرب الراحل، عبد الحليم حافظ، من أبرز ضحاياها.

وتشكل اليرقات والديدان الطفيلية غذاء مفضلاً للقشريات التى تقبل عليها لسهولة أكلها، وتشير دراسات جامعة عين شمس إلى أن المناطق التى ينتشر فيها "جراد البحر" بكثرة فى النيل تشهد أدنى معدلات للإصابة بالبلهارسيا. وإلى جانب دورها الصحى هذا، يقول خليل إن "جراد البحر" هو الحل لمشكلة أسعار الغذاء المرتفعة فى مصر، فهو مصدر رخيص ولذيذ للبروتين، وقد بدأت العديد من المحال والمطاعم بالفعل تعرضه على قوائم منتجاتها.

ويشير خليل إلى أن عوائد بيع منتجات "جراد البحر" فى ولاية لويزيانا الأمريكى، التى تشكل موطنه الأصلى، تدر على أصحابها أكثر من 120 مليون دولار سنوياً، وتمتلك مصر بالتالى فرصة الحصول على أرباح مماثلة، إذا ما طورت بدورها منتجات محلية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة