أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد صلاح العزب

ومن الـ"بيض" ما قتل!

الأحد، 17 أغسطس 2008 12:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهيت لتوى من تناول ساندوتشين "بيض"، وفتحت إحدى الجرائد اليومية المستقلة ليواجهنى هذا العنوان: شحنة بيض ملوثة بمواد تصيب بسرطان الكبد والكلى والمعدة، دخلت الأسواق المصرية.

الأسواق المصرية تحب البيض، قديماً كان لدينا فائض استراتيجى من البيض نصدره للعالم، حتى جاءتنا أنفلونزا الطيور، فصرنا نستورده، من ذا الذى يستطيع قضاء حياته بلا بيض؟ البيض أنواع كثيرة: أبيض وأحمر وبلدى، بيض بط وإوز، ونعام وتماسيح، وكافيار، بيض بصفار واحد وبصفارين، مسلوق ومقلى وأومليت ومخلل، وممشش، البيض يدخل فى معظم أكلاتنا، والرياضيون يفضلونه نيئاً مضروباً فى اللبن، تجاوز الرائحة واشرب، الجسم السليم بالبيض السليم.

هل أكلت بيضاً اليوم؟ كم بيضة؟ الشحنة التى دخلت وزنها 10 آلاف كيلو جرام، ما عدد البيضات فى الكيلو؟ سأفترض أنها 15 (لو مش عاجبك اوزن بره)، إذن 15x 10 آلاف= 150 ألف بيضة، لو نالتك واحدة منها تبقى "بايضالك فى القفص". هل البيضة أسبق أم الفرخة؟ هل الفرخة أفضل أم البيضة؟ الأولى تصيب بأنفلوانزا الطيور، والثانية تقتل بالسرطان، هل السرطان أقتل أم الأنفلونزا؟ تعددت الأكلات والسرطان واحد، تعددت الأمراض والمصاب هو حضرتك.

البيض يتكون من "الأح"، بضم الهمزة (التوضيح لأصحاب النوايا السيئة) وهو بياض البيضة الخارجى، و"المُح" وهو الصفار الداخلى، هناك من يحب الأح، وهناك من يفضل المح، وهناك من يتناولهما معاً، وهو الغالب، الشحنة المستوردة كانت عبارة عن: بياض منفصل مجمد، وصفار منفصل مجمد، وبيض كامل مجمد، به مركبات الدايوكسينات والفيوران (واضح من الاسمين مدى الخطورة) بنسب أعلى من المسموح بها دولياً، المشكلة أن معامل وزارة الصحة أكدت أن الشحنة غير مطابقة للمواصفات، وبالتالى لابد من منع دخولها، إلا أن وزير الصناعة والتجارة قرر دخولها، بل وعاقب مندوبى الحجر البيطرى، معتبراً فحصهم مخالفاً، ودخلت الشحنة وأكلناها وبالهناء والشفاء، ومطرح ما يسرى يهرى.

المشكلة أن البيض أصلاً مؤذٍ بطبعه، فهناك أمراض يسببها، مثل: الحساسية من البيض، فهناك استعداد فطرى لدى البعض للحساسية من أى من مكونات البيض وخاصة الزلال، وهذا أمر تكشفه الصدفة والملاحظة، ولا علاج له سوى البعد عن تناول البيض، أو أى طعام يحتوى عليه. ومثل فرط الكوليسترول، حيث يتركز حوالى 300 ميليجرام من الكوليسترول فى البيضة الواحدة، وهذا أمر لابد أن يحذره مرضى تصلب الشرايين، والمصابون بضغط الدم المرتفع، أو من يعانون من أمراض القلب ونوباته، المصابون بحصى المرارة والكلى، ومثل التسمم الغذائى الذى تسببه ميكروبات "السالمونيلا"، وهى موجودة بنسبة 8% فى البيض، وتتسرب إليه من الدجاج المريض، كما أن هناك نوعاً آخر من التسمم تسببه ملوثات عنقودية، فإذا كسر الطاهى البيضة دون غسل فقد يقع منها بعض هذه الملوثات، والبيض مزرعة طيبة لتكاثر هذه الميكروبات، التى تؤدى إلى أعراض التسمم التى يعانى منها المصاب عقب ساعات معدودات من التهامه الطعام.

وقديما قالوا: الدنيا إن أقبلت باض الحمام على الوتد، عقبالنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة