أكرم القصاص - علا الشافعي

عودة حسام زكى

الجمعة، 21 أغسطس 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد 25 يناير كانت هناك عملية استهداف واضحة لكل الكفاءات، باستخدام سيف الانضمام للنظام السابق، وجرت أكبر عملية اغتيال معنوى لشخصيات كانت ولاتزال مثالا للوطنية والمهنية، ومن هؤلاء السفير حسام زكى، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية وسفيرنا فى البرازيل، الذى سيعود إلى القاهرة خلال أيام ليتولى مهام منصبه الجديد مساعدا لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية.

أعرف السفير حسام زكى على المستوى الشخصى وأعرف كفاءته فى إدارة الملفات التى كان يتولى إدارتها خلال وجوده فى ديوان الخارجية فى وقت شديد الحساسية، فهو لم يكن سفيرا عاديا أو بيروقراطيا، وهو ما صنع له أعداء ليس فى الخارجية فقط، وإنما أماكن أخرى، كانوا يستهدفونه فى وسائل الإعلام بأخبار وتقارير أقل ما توصف به أنها مضروبة، وهى التقارير التى أتوقع أن تعود مرة أخرى بعدما يعود زكى للقاهرة، فهم كانوا يأملون أن يكون اختياره سفيرا فى البرازيل سيقصيه نهائيا وسيبعده عن الأضواء، أو أن زكى سيغضب من المنصب الجديد لأنه كان يرى نفسه الأحق بأن يكون سفيرا لمصر فى عاصمة مهمة، لكن حسام زكى خيب آمال كل هؤلاء حينما تسلم منصبه فى البرازيل وهو مقتنع بأنه اختير لمهمة وسيعمل عليها، فالبرازيل دولة مهمة وهى عضو فى تجمع البريكس الذى يضم، بالإضافة لها، الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، وتسعى مصر جاهدة للانضمام لهذا التجمع، لذلك أدرك زكى قيمة المهمة الجديدة فعمل بطريقته الخاصة وكون شبكة علاقات قوية فى البرازيل فى وقت قصير، ولَك أن تتخيل، عزيزى القارئ، أن سفيرا جديدا يقيم مأدبة غداء للسفراء العرب فى منزله ويحضرها وزير خارجية البرازيل لأول مرة، لك أن تنظر لهذه الواقعة لتعرف ماذا فعل هذا الرجل فى البرازيل.

اختيار حسام زكى فى هذه المهمة كان قرارا مهما من الوزير سامح شكرى الذى يعرف قيمة من حوله، ويحاول أن يستفيد من قدراتهم، لأنه منذ أن تولى الوزارة يحاول تصحيح مسار السياسة الخارجية المصرية بعد أن شهدت اعوجاجًا كاد أن يدمرها بعد أن تعاقب عليها وزراء للأسف أساؤوا للدبلوماسية المصرية، بعدما قبلوا أن يكونوا أداة فى يد آخرين يوجهونهم كما يريدون.. حدث ذلك بعد 25 يناير وحتى 30 يونيو حينما جاء نبيل فهمى ومن بعده سامح شكرى.

سامح شكرى لم يفعل مثل غيره ممن حاولوا إبعاد الكفاءات عن الوزارة، لأن شكرى يؤمن بقيمة هذه الكفاءات ويشجعها على العمل، وله إستراتيجية واضحة بأن المعيار الأساسى هو العمل والقدرة على الإنجاز وفق القواعد التى تحكم سياسة مصر الخارجية وأمنها القومى، وهى إستراتيجية تؤكد أننا أمام وزير يعرف كيف يختار من حوله، وكيف يستفيد منهم ومن عملهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة