مقالات القراء

د. راندا رزق تكتب: تحيا مصر

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2014 08:03 م

المواطنون يُقبلون على شراء شهادات استثمار قناة السويس أرشيفية

بين قيمة التبرع وحقيقة القدوة، يعلمنا سيادة الرئيس كيف نربى أبنائنا ونُكسبهم عادات وأخلاقيات فقدناها فى ظل انشغالنا بديمومة الحياة، فصندوق "تحيا مصر" ليس فقط صندوقا لاستقبال أموال رجال الأعمال كما يشيع البعض، لكنه فرصة حقيقية لغرس قيم المشاركة فى الأجيال القادمة.

فى الحقيقة أعجبتنى المبادرات الأخيرة ذات المغزى السلوكى والوطنى، حيث شاركت مؤخرا فى مبادرة "علمى ابنك يتبرع لمصر" التى أطلقتها مجلة حواء برئاسة الكاتبة الصحفية ماجدة محمود، وبالتعاون مع البنك الأهلى المصرى، بالتزامن مع اليوم الأول لإطلاق شهادات قناة السويس الجديدة.

كان محفلاً أسريًا للغاية، حيث توجهت أمهات وأحفاد من أجل المساهمة فى كتابة تاريخ مصر الجديد بشراء شهادات استثمار قناة السويس، و"علشان الصورة تطلع حلوة"، اكتظت قاعة البنك بكتاب وشعراء وإعلاميين وشخصيات عامة، وشباب فى عمر الزهور، فى مشهد وطنى صميم.

أكثر ما لمس قلبى، كلمة عن مصر ألقتها فتاة فى الخامسة عشر باللغة الإنجليزية، فشعرت بقيمة المشاركة والإحساس بالوطن، وإحساس لا يوصف بالحماسة والوطنية.

ودعتنى مجموعة نسائية متميزة لحضور تدشين حركة "تحيا مصر"، مجموعة نساء رائعات من خير ما أنجبت مصر، لا تسعى إحداهن لسلطة أو منفعة، فقط يحلمن بوطن أفضل.

ودعانى شباب مصرى أصيل، لا ينتمى لأى فصيل سياسى، لحملة قومية للتبرع بالدم، ولكن أين؟ ومتى؟، الجمعة القادمة فى موقع العمل بقناة السويس الجديدة، لإقامة مهرجان فنى للترويج للتبرع بالدم، فأدركت أهمية نشر ثقافة التطوع والعطاء بين الشباب المصرى وخاصة حينما يمزج التبرع بين القيمة المادية والمعنوية.

بانتهاء هذا اليوم الرائع، كان لدى يقين أن هذا الجيل لن تُثنيه أى معوقات عن تحقيق المستحيل، ووضع مصر فى مكانتها الطبيعية، وأدركت أن المرأة المصرية لها الريادة ، - على الرغم من الظروف الصعبة التى تعمل بها- فى توفير مناخ تربوى سليم، لإفراز جيل بعد جيل، يؤمن بمعنى الانتماء والعطاء وحب الوطن.